لدى حماس الان ما تخسره وهذا شيئ ايجابي/غادي طابو - معاريف
نشر بتاريخ: 30/01/2006 ( آخر تحديث: 30/01/2006 الساعة: 21:36 )
معا- بعد ان تنتهي التصريحات الدراماتيكية التي صاحبت فوز حماس يمكن ان نسأل عن مصلحة اسرائيل فيما جرى واين تكمن هذه المصلحة ؟ علما بان اي كارثة لم تحدث لنا نتيجة فوز حماس ويمكن ان يكون العكس من ذلك وتفتح لنا ابواب فرص جديدة .
الوضع السابق بالنسبة لاسرائيل كان سيئا جدا حيث استطاعت ان تحبط جزءا من العمليات الفلسطينية ولكن ليس بالعدد الكبير او الافت للنظر ، وبين سلطة فتح الضعيفة ومعارضة حماس القوية وغياب الحوافز المؤثرة وكذلك الردع الفعال دفعت اسرائيل الثمن غاليا .
وكل حافز كان يمنح لحركة فتح بهدف تقويتها كان يشكل من الناحية الاخرى حافزا لتحد حمساوي عن طريق تنفيذ الهجمات المميته داخل اسرائيل دون ان نستثني هجمات اسرائيل ضد المواقع السلطوية الفلسطينية التي اضعفتها وحدت من قدرتها على لجم حركة حماس .
الان ظهرت فرصة جديدة ومن نوع اخر فربما تستطيع حماس تنفيذ ما عجزت عنه فتح وتتحول هذه الحركة الى محتكر للسلاح وهذا ما لا يتعارض مع اهدافها ورغبتها لادراكها باستحالة استقرار اي سلطة في ظل وجود جيوش خاصة تنازعها السلطة والسيطرة وتجربة سقوط فتح لا زالت تداعب افكار ومخيلة حماس .
واذا استطاعت حماس ان تجمع وتركز مصادر القوة " العسكرية " في يدها يمكنها ان تسيطر على مفتاح العمليات الهجومية وتمسك بزمام الحكم مما يمكننا في اسرائيل من انتهاج سياسة فعالة تجاهها .
وحقيقة القاء مسؤولية المياه والكهرباء والاقتصاد والمجاري على كاهل حماس ستجعل الحركة تكتشف مبكرا جدا بان نجاحها مرهون باموال الضرائب المحولة الى خزينة السلطة من اسرائيل واموال المساعدات الدولية والامريكية حينها فقط سيكون لحماس ما تخسره لذلك على اسرائيل وامريكا ودول اوروبا عدم اغلاق مسارات المساعدات المالية وعدم السعي لتدمير النظام المتطرف الذي نشأ في مناطق السلطة .
وبالنسبة لاسرائيل لن يجدي التلويح بقائمة المنظمات الارهابية بهدف اغلاق مصادر التمويل بل يكفي ان تبقى ايدينا ممسكة بصمام منابع هذه المساعدات مهددين بوقفها في حال عدم تناسب سياسات الحركة مع اهدافنا لان انهيار السلطة ومنظومة الحكم الفلسطيني سيؤدي الى انتشار الفوضى والتجربة علمتنا ان لبنان صغير لم يستطع المحافظة على امن الحدود في حين سوريا صغيرة استطاعت ذلك .
ومن ناحية اخرى ان استمرار سياسة "هات وخذ " وإتفاقيات جنيف فقدت كل مصداقية فقد انجرفنا بعيدا في طرح الحلول المرحلية من خارطة طريق ووعود كاذبة وغيرها الامر الذي اغرقنا بعيدا في مستنقع الاحتلال خاصة ان النسخة اليسارية للحل لم تعد لها مصداقية متساوية بذلك مع نظيرتها النسخة اليمينية للحل الا اذا كان نتنياهو يخطط لضم دولة "حماسستان "على امل ان يقعوا في حبنا مستقبلا لذلك علينا ان نحدد حدودنا بأنفسنا دون تأخير .
الايجابية الاخرى لانتخاب حماس هي تحسن وضعنا الدولي إذ ان التطرف لا يخيفنا نحن فقط بل يخيف دول العالم الاخرى لذلك امامنا فرصة كبيرة لتقوية التحالف الدولي المضاد للمشروع النووي الايراني واستكمال بناء جدار الفصل دون معارضة دولية تذكر بل سيزداد دعم العالم لنا خاصة اذا اسرعنا في تصفية تركة الاحتلال واسقطنا تهمة المحتل عن كاهلنا .
الاحتلال ارهقنا وعزلنا دوليا ففي حين ترى شعوب ودول العالم بالفلسطينين كرسل حرية ومحاربين ضد الاحتلال.
الوجه الاخر للعملة اننا شعب يمارس القمع والاحتلال لذلك يجب ان نسقط عن انفسنا هذه التهمة حتى اذا استعرت المعركة بين الديموقراطية الغربية والتطرف الاسلامي وجدنا انفسنا على الجانب الصحيح من المتراس .