رياضتنا الفلسطينية والعنتريات الإعلامية!! بقلم :أبو جهاد حجه
نشر بتاريخ: 09/07/2009 ( آخر تحديث: 09/07/2009 الساعة: 19:53 )
رام الله - معا - ربما لم يعي البعض من العاملين بالرياضة الفلسطينية ولغاية ألآن من عمر الاتحاد الفلسطيني الحالي لكرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب بأن زمن المجاملات والمداهنات المصحوبة بزركشة المكيجة أو العنتريات المصحوبة بالافك والتشنج والتهييج والصراخ والتي سادت سابقا لا تبني مؤسسة ولا تنتزع حقا، كما أنها لم تعد تخيف أحدا ولن تجد لعابا يسيل لها في أروقة الاتحاد وسياساته، ومن حيث باتت الشجاعة والحكمة والتفكير ولغة النظام والحزم المنهجي والمصلحة الوطنية والعامة تتسيد العمل والقرار الرياضي، فان تلك المنهجية المشوهة قد ولت ويجب أن تنتهي حتما إلى غير رجعة، خاصة وأن الرياضيين الفلسطينيين الحقيقيين يدركون أكثر من سواهم، وبحكم التجارب البهلوانية الكثيرة للبعض خلال السنوات السابقة بكل ما رافقها من عنتريات ومحاباة وكيدية وتشوه قد أضرت بهم واستنزفت طاقاتهم وبددت حقوقهم واستحقاقاتهم وقضت مضاجعهم، وسلبتهم نعمة النزاهة والحيادية والروح الرياضية والانتشار وقطف المستحق من الثمار، وباتوا على قناعة مطلقة أنهم أكثر الخاسرين إن هم ظلوا يتعاطون بهذه اللغة وسياسة الهرطقة الإعلامية مع كل مشكلة أو أزمة تطل برأسها أو تحدث في ميدان العمل الرياضي.
ورغم كل ما قطع من مشوار شيق وشاق ومشرف خلال سحابة عمر الاتحاد الحالي، يأبى البعض من هؤلاء إلا أن يبقي على رأسه منغرسا في الرمال كما النعام، ويصر على الهروب من حقيقة فشله وعجزه المتقع في عمله وأمام جمهوره نحو محاكمة الأمور ورؤيتها وتفسيرها عبر عنتريات وتخرصات إعلامية هجوما على الاتحاد من حيث تستوجبه مصلحته الضيقة وعور بصره وبصيرته وعلى سجية أصحاب منطق عنزة ولو طارت، ودون خجل أو وجل من قبح فشل وعور مفضوحين للعيان، كيف لا.. وليس هناك من أحد أشد عمى وصمما من هؤلاء الذين لا يريدون أن يبصروا الحق والحقائق الساطعة كشمس الله المنيرة؟! ذلك من حيث أنهم موبوئين بحالة لا شفاء منها بعطارة ولا عقار ولا آيات من القرآن!! من حيث يحاولون تغطية فشلهم بتسول النجاحات عبر توهم وادعاء الأخطاء للآخرين .. انه الحمق.. والحماقة أعيت من يداويها!!
لقد أتاح الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم كل ما يمكن من الوسائل النظامية الكفيلة لمشاركة الرياضيين المعنيين كأفراد أو مؤسسات بالرأي الواعي أو الاحتجاج المنضبط أو الانتقاد البناء أو التقاضي النزيه، وفتح أبوابه واسعة أمام كل الحريصين على الرقي بمسيرتنا الرياضية كاستحقاق ومصلحة وطنية، ولعل ذلك لا يعجب ولا يخدم مصالح فئة أدمنت التهويش والهلوسة والتقريع الإعلامي غير المستند إلا لاستطالة الألسن وافتقار الحكمة والمنطق طريقا سهلة لتحقيق غاياتها دون حق،وهروبا من الاستحقاقات الواجبة تجاه مؤسساتها وجماهيرها، ولن تقنع بأن عنترياتها جزء من المشكلة ولن تكون جزءً من الحل أبداً وخاصة مع هذا الاتحاد بالذات الذي يستند ويصر على تطبيق القانون والنظام بنزاهة وحيادية وبرؤية وطنية شاملة كدواء لكل داء، وليس تفصيل الأمور على الأمزجة والمقاسات والأهواء والرغبات وتأثير العنتريات والخزعبلات الإعلامية التي سادت سابقا والتي نتمنى بصدق استحالتها لحكمة وروية بقدر ما هي فاقدة للمصداقية، وأن يقلع عنها أصحابها قناعة بأنها لن تغني أو تسمن من جوع شجاعة العمل المنهجي ومواجهة الناس والجمهور المعني بالحقيقة وتقييم العمل والأداء بموضوعية ومصداقية، وتحمل المسؤولية بأمانة بعيدا عن التبريرات الهروبية وإلقاء تبعات الفشل جزافا على الآخرين على منوال المثل:"اللي ما بيعرف يرقص بيقول الأرض عوجا"، متناسين أن كل من يدق باب الاتحاد بات يجد جواد الجواب بلا مبتغي شخصي أو رجفة من قعقعات دونيي الأفق والمراد .
وإذ لا تخلو صحيفة وطنية أو وسيلة إعلامية بكافة إشكالها وبشكل يومي من شطحة عنترية لبعض من أرباب "العنتريات إلاعلامية"، وعلى شاكلة صحفي لا يجد شهرته أو من يسعره إلا في سياق الافتراء على الاتحاد والتهويش على سياساته ولو من خلف ستار!!، أو مسؤول رياضي يجثم على صدر مؤسسة رياضية بتوهم أنه صاحب إبداعات وعبقرية رياضية من حيث لا رأت عين ولا أذن سمعت ولا خطر ببال انس ولا جن!! أو دعي فتنوي إذا ما طاله الحق يفتي مدعيا على العدالة بأنه مرجعية الفقه والقانون ومحور الكينونة الرياضية الفلسطينية من حيث تبدأ من قدميه وتنتهي قرب أنفه المزكوم بالماضي المفلس!!، أو فاشل تسيد صهوة مؤسسة رياضية ليقودها من خسارة إلى مخسرة ولا يجد سبيلا لبقائه وتضليل جمهوره والتعمية على حقيقة إفلاسه سوى بناء أمجاده على توهم الأخطاء للآخرين ونشر مكنونه المتقرح تهجما وتجريحا وتقريعا وكذبا صريح ضدهم، مخالفا ابسط بديهيات العمل المسؤول والمؤسساتي والنظامي!! ليعتقد ويظن كل من هؤلاء وأشباههم أن الانجازات تتحقق بالادعاء أو التهويش وحبك الفرايا والافتراء نقيضا للعصامية والمثابرة والعمل الجاد، أو أن هناك من سترتجف قدميه أو ترتعد فرائصه لتفصيل المواقف والقرارات الرسمية تلبية لأهوائهم من قبل الاتحاد وتحت وقع سعار النعيق وصخب النهيق ليذهب الحق لمن لا يستحق، وتبرمج السياسة والمسيرة الرياضية من حيث شطحات الهذيان والحُمق، وتسترق أجيال ترجو الحياة وتزخر بالطاقات والإمكانات القابلة للإبداع حد المعجزة من قبل فحول التجربة المقبرة، أو سدنة مقبرة التجربة، وأصحاب الإسفار الصفرية المكعبة.
ومن حيث نحرص على احترامهم وبقاء التواصل .. نقول لهم من حيث قال الشاعر..
ولا عظمت في الأشياء إلا - صحيح العلم والأدب اللبابا..
ولا كرمت إلا وجه حر - يقلد قومه المنن الرغابا..
وما نيل المطالب بالتمني - ولكن تؤخذ الدنيا غلابا..
وما استعصى على قوم منال - إذا الإقدام كان لهم ركابا...
فهل يرتد لهؤلاء شيء من العقل والتعقل والحكمة إعلانا بأنهم بلغوا سن الرشد أو الفطام عن العنترة، أم سيبقوا ممن يصدق فيهم قوله تعالى اسمه وذكرة:
"فإنها لا تعمى الإبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور". صدق الله العظيم