هل تقتل اسرائيل غلعاد شاليط خشية تسديد ثمن حريته؟
نشر بتاريخ: 09/07/2009 ( آخر تحديث: 11/07/2009 الساعة: 09:37 )
بيت لحم- معا - لو كان غلعاد شاليط ميتا لكان الوضع اسهل بالنسبة للحكومة الاسرائيلية ... بهذه العبارة الحاسمة افتتح الرئيس السابق لطاقم النضال من اجل اطلاق سراح غلعاد شاليط. حزاي مشيطة ، في مقابلة صحفية منحها لصحيفة معاريف ووصفت بالانتقادية والقاسية قال "بان التعامل مع جثة جندي قتيل اسهل بكثير من التعامل مع جندي حي وقع في الاسر وفي هذه الحالة يدور الحديث عن غلعاد شاليط ولكن بقاء شاليط حيا لا يعتبر ذنبا ويجب اعادته والعمل من اجل ذلك" .
ووصف حازي الذي ترأس طاقم النضال من اجل شاليط طيلة الاشهر الثمانية الماضية مجريات الامور خلف الكواليس قائلا " في الغرف المغلقة قال لي المسؤولين عن وضع السياسات من وزراء واعضاء كنيست بانه كان من الافضل لو تمت التضحية بغلعاد شاليط .
واكد حزاي بان مسؤولا اسرائيليا كبيرا يعمل حاليا كعضو كنيست قال له بانه يتوجب على نوعم شاليط القول بانه قد تنازل عن ابنه وحين طرح فكرته هذه رددت عليه " والحديث لرئيس طاقم النضال" بان غلعاد شاليط هو من يتوجب عليه ان يتنازل وان يقول لامه وابيه عليكم التدبر مع ولدين بدل ثلاثة وانا اعفي الدولة من مسؤولية دفع ثمن حريتي وسألت عضو الكنيست المذكور " ماذا سيكون موقفك لو كان ولدك في الاسر؟ وحينا لم يجد اجابة يقولها .
واستطرد حزاي قائلا " السؤال الاساسي هو ليس مدى استعدادنا لاطلاق سراح ارهابيين لطخت ايديهم بالدماء ولكنه هل نضحي بغلعاد شاليط؟ لقد مرت مئة يوم على حكومة نتنياهو وحسب معرفتي لم يحدث اي تقدم على هذه القضية ".
واستغل حزاي المقابلة المطولة للاسهاب في وصف مشاعر عائلة شاليط وايام الاسر القاسية التي مرت على ابنها واصفا اياها بالعائلة الاصيلة داعيا الى تكثيف النضال من اجل اطلاق سراح الجندي الاسير.
ماذا جرى في القاهرة بخصوص شاليط ؟
لماذا استعدت مصر وبشكل مستعجل الرجل الذي ادار مكتب اهود باراك خلال اشغاله منصب رئيس الوزراء غلعاد سار ؟ وماذا جرى في القاهرة ؟ وماذا دار بين عمر سليمان وغلعاد سار من حديث ؟ .
بهذه الاسئلة الافتتاحية استهلت صحيفة "يديعوت احرونوت" نبأ استدعاء مصر قبل عدة ايام غلعاد سار على وجه السرعه لنقل رسالة مستعجلة لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بخصوص قضية تبادل الاسرى .
واضافت الصحيفة ان المسؤول الاسرائيلي وصل القاهرة واجتمع بوزير المخابرات المصري عمر سليمان ومسؤول الاستخبارات المصرية الجنرال عمر قيناوي وعددا اخر من كبار قادة المخابرات المصرية .
وزير المخابرات المصرية اكد بداية الاجتماع بان شاليط لن يرى النور قبل ان تتنازل اسرائيل عن شرط ابعاد بعض الاسرى المطلق سراحهم ضمن الصفقة الى قطاع غزة واعرب عن عدم فهمه لموقف حكومة نتنياهو من موضوع استئناف المفاوضات غير المباشرة المتعلقة بشاليط لذلك سارع لاستدعاء غلعاد سار متسائلا " ماذا يريد نتنياهو؟ 95% من الصفقة انجزت في عهد عوفر ديكل ويوفال ديسكين وحماس لن توافق مطلقا على طلبكم ابعاد 144 اسيرا ممن وافقت على اطلاق سراحهم الى قطاع غزة ".
واضاف سليمان وفقا لادعاء الصحيفة" ان اطلاق سراح الاسرى الى الضفه الغربية افضل وسيمنح الشاباك فرصة لمتابعتهم افضل مما هو متاح في حال ابعادهم الى غزة ملمحا الى امكانية ان يقوم الشاباك بمعالجتهم في حال عودتهم لممارسة اعمال ارهابية" .
ونقلت الصحيفة عن مصادر ذات علاقة بالاتصالات المتعلقة بقضية شاليط قولها بان فرصة نجاح المفاوضات حول الاسرى في الوقت الحالي متدنية جدا وان القرار موجود في مكتب نتنياهو الذي يمتنع حتى الان عن حسم الامور " نتنياهو يمتنع حتى الان عن اتخاذ القرار الصعب بتبني المسار الذي جرى تحديده للصفقة مع حماس " اضافت المصادر .
اما لماذا استدعت مصر المسؤول السابق لابلاغه الرسالة ؟ فقد ادعت الصحيفة بان عددا من رؤساء الدول العربية يلجؤون للاستعانة بمسؤولين اسرائيليين سابقين ممن خدموا في المجال السياسي الامني مثل رئيس الاركان السابق ليفكين شاحاك ورئيس الموساد السابق افرايم هاليفي ودان مريدور حتى قبيل تعيينه وزيرا لشؤون المخابرات في الحكومة الحالية لنقل رسائل للقيادة الاسرائيلية واستشراف مواقفها .