محللون مصريون: عبور الغواصة من السويس محاولة من إسرائيل لتوريط مصر
نشر بتاريخ: 10/07/2009 ( آخر تحديث: 10/07/2009 الساعة: 20:14 )
القاهرة – تقرير معا – بيسان عدوان -في حين تزايدت التقارير عن احتمال توجيه إسرائيل ضربة للمنشآت النووية في إيران، صدرت إشارات متباينة ومتناقضة من العاصمة الأميركية واشنطن بهذا الخصوص.حيث صرح نائب الرئيس الأميركى جوزيف بايدن لمحطة "أي بي سي" التلفزيونية الأميركية أمس قال فيها إن لإسرائيل حقا سياديا في تقرير ما تراه الأفضل بالنسبة لها في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. بينما اعتبر قائد هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن أمس الأول، أن شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية قد يكون "مزعزعاً جداً للاستقرار ومن المستحيل التكهن بعواقبه".
في سياق متصل، لم تصدر أية إشارات إسرائيلية رسمية بشأن الإنباء التي وردت بالصحف العبرية بشأن عبور الغواصة " دولفين" من خليج السويس منذ نهاية الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أسرع مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنفي استخدام الأجواء السعودية لعبور الطائرات العسكرية.
وفي استطلاع وكالة معا لأراء محللينن عسكريين في مصر، أكدوا أن وجود أكثر من غواصة دولفين في البحر الأحمر وجنوب الخليج العربي بقرب مضيق هرمز والبحر الأحمر، ووجود مناورات بحرية ليس بالأمر الجديد، بينما رفض الخبراء أن تكون غواصة دولفين عبرت خليج السويس في الأيام الماضية.
واعتبر المراقبون أن التصريحات الإسرائيلية لعبور الغواصة لقناة السويس هو "محاولة من إسرائيل لإثبات تعاونها مع مصر في مواجهة مواصلة إيران تطوير برنامجها النووي".
وعلق اللواء حمد علي بلال المحلل العسكري المصري في اتصال هاتفي لـ "معا " بأنه غير وارد أن تعبر غواصة القناة إلا وهي طافية حيث أن عمق القناة لا يسمح بذلك".
وأضاف اللواء" أن إسرائيل تقوم بحملة دعائيا ضد إيران من ناحية وتوريطا للدول العربية كمصر والسعودية في ذلك، الأمر الذي يشير إلي عدم وجود حلف فعلى بينهما استعداد لتوجيه ضربة عسكرية بحرية أو جوية لطهران".
وتشير بعض التقارير العسكرية بوجود أربع غواصات إسرائيلية من نوع دولفين تتواجد وتحيط بإيران، في البحر المتوسط والبحر العربي والمحيط الهندي وفي الخليج العربي أمام السواحل الإيرانية، وهى غواصات تحمل رؤوس نووية من نوع كروز ذي المدى المحدود، فضلا عن الغواصة الخامسة المتواجدة بالبحر الأحمر حاليا، والتي لا يمكنها المرور من قناة السويس بدون موافقة الجهات السيادية المصرية".
واعتبر اللواء صفوت الزيات الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري في حديثه لـ" معا"، أن المناورات البحرية التي تقوم بها إسرائيل في البحر المتوسط وبحر العرب والبحر الأحمر رسالة موجهة لإيران كما للطرف الأمريكي تشير إلي قدرة إسرائيل توجيه ضربة لطهران التي تشكل خطرا امنيا عليها، وهي أيضاً رسالة لدول المنطقة أن (إسرائيل) قادرة على فعل أي شيء"
وقال " أن هناك حملة إسرائيلية ضبابية لتوريط السعودية ومصر تستهدف مزيدا من تعميق الشقاق بين إيران والدول العربية تأكيدا على خطورة طهران على المنطقة، مضيفا أن وجود مثل ذلك التحالف أمرا غير وارد في المرحلة الحالية".
وأشار الزيات إلي أن الخطورة في تلك الرسالة أنها نقلة نوعية في إدارة الصراع بين إسرائيل وإيران من جهة وبين الولايات المتحدة الامريكية من جهة أخري، وإذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران يعني دخول الصراع إلي مرحلة " تهديد وجودي" الأمر الذي تعيه تل أبيب وواشنطن ".
وأردف اللواء الزيات " أن تلك الخطوة تطرح للمرة الأولي إقدام إسرائيل على عمل عسكري بعيدا عن الموافقة الامريكية الأمر الذي يعد إذا صح غير مسبوق في العلاقات الامريكية الإسرائيلية.
واستبعد الزيات أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران في المدى القريب حتى تتضح الرؤية، كما أن واشنطن كذلك ليست في عجلة من أمرها وهي تتجه نحو حل سياسي مع إيران لأنها مستنزفة في المنطقة ولا تستطيع الدخول في أي حرب.
وأضاف "في حالة اندلاع نزاع مع إيران وإذا قررت إسرائيل أن تستخدم غواصاتها الثلاث من طراز دولفين المحملة بصواريخ كروز المزودة برؤوس نووية، ستكون بمثابة منصة هجوم من بحر العرب تجاه طهران، فوفقا للتقارير أمريكية فان مدى الصواريخ يصل إلي 600-800 متر، فضلا عن قدرتها على إطلاق صواريخ تحمل رؤوسا نووية لمدى 1500 كيلومتر، وسيكون عليها تجهيز منصة هجوم ثانية في البحر المتوسط أو البحر الأحمر، و سوف يكون إرسالها عبر قناة السويس أسرع طريقة".
أما الرد الإيراني حيال ضربة إسرائيلية، يرى الزيات أن إيران لديها خيارتها متعددة، فستوجه ضربات لمن يرعى الكيان الصهيوني في المنطقة وليس للكيان نفسه وسيكون الرد براغماتياً، فلها قدرة عالية على القتال البحري في مضيق هرمز، وأمريكا تتحدث عن قدرة إيران لإغلاق المضيق من 4 أسابيع إلى 16 أسبوع، ولديها قدرة على تهديد المصالح الأمريكية في الخليج، ولديها نفوذ واسع في الجنوب الغربي من أفغانستان الذي تعاني فيه أمريكا من استنزاف كبير".
ويعتقد أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط لكنها لا تناقش هذا الأمر في ظل سياسة "غموض" تهدف إلى ردع أعدائها مع تفادي إي استفزاز.
يذكر أن غواصة دولفين ألمانية الصنع مزودة بعشر فتحات طوربيد تم زيادة اتساع أربع منها بناء على طلب إسرائيل لتسع على حد قول محللين مستقلين صواريخ كروز مزودة برؤوس نووية. لكن التساؤلات تدور حول ما إذا كانت هذه الصواريخ يصل مداها إلى 1500 كيلومتر اللازمة لقصف إيران من البحر المتوسط.وتخطط إسرائيل للحصول على غواصتين جديدتين من فئة الدولفين أوائل العقد القادم.