الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بطولة التضامن : المستوى الرفيع والتحكيم الضعيف*بقلم : محمد اللحام

نشر بتاريخ: 11/07/2009 ( آخر تحديث: 11/07/2009 الساعة: 22:07 )
بيت لحم - معا -الحركة بركة وهذا مبدأ محمود في الحياة وعليه كانت الحركة الجميلة ببطولة التضامن الامريكية السلوية الثالثة والمختتمة منذ ايام بعد حراك سلوي رائع للاعبين والجماهير والاعلام ففي الصالة الاجمل صالة العمل الكاثوليك ببيت لحم تنافست ابرز فرق مقدمة الدوري بتنظيم ارثوذكسي بيت جالا وللسنة الثالثة على التوالي وبنكهة امريكية واضحة تضمنت الكثير من الفن والمهارة التي استحقت المشاهدة والمتابعة.

فأفضل فرق المقدمة في الدوري شاركت وبحماس شديد عبر ايام متتالية وبإشراف يومي من كادر وطاقم بيت جالا وفي مقدمتهم المدرب ماهر مطر والاداري سهيل الشاعر، ولا أجامل إن قلت لولا متابعتهم اللحظية لكل كبيرة وصغيرة لما قدر للبطولة أن تخرج بهذا الشكل.

سخونة وحرارة البطولة وصلت حد انسحاب بطل الدوري ابداع الدهيشة احتجاجا على قرارات وصفوها بالظالمة والمحابية وكذلك انسحاب قلنديا لاسباب غير واضحة الا ان ذلك لم يمنع او يؤثر بسير البطولة التي استمرت بألق وتألق .

ورغم كل عوامل النجاح والتنظيم الا أن الملاحظ غياب الاتحاد عن الحضور سوى في شذرات من البطولة عبر رئيس الاتحاد وزميله بنورة فقد أصبحت البطولة من أقوى البطولات المنظمة في الوطن، وليس ما يميزها المكان الجميل بل ايضا الزمان الجميل فهي تأتي في وقت مثالي بعد انتهاء الدوري وفي العطلة الصيفية المناسبة لمشاركة العديد من اللاعبين بعيدا عن الضغط المعهود في الدوري، ومن الملفت الحضور العائلي الذي يضفي على المدرجات بهاء وجمال ووقار والهدف الوطني والانساني والاخلاقي في شعار البطولة فلسطين بلا مخدرات تعاونا مع الشرطة الفلسطنينية التي ترعى البطولة من خلال اللواء حازم عطالله مدير عام الشرطة الفلسطينية.

واعجبني جدا حديث لاعب بيت جالا ليندن عندما قال لقناة العربية ان شعوره عائلي منذ لحظة وصوله الى فلسطين وانه في اقل من 48 ساعة تغيرت مفاهيمه وافكاره عن الفلسطنينين التي كان قد اكتسبها عبر الاعلام الغربي الذي وصفة بالمضلل، وهذه الكلمات الانسانية اكد عليها اللواء الرجوب في لقائه الاخير من الاعلامين، منوها بضرورة التفاعل العربي والدولي الكسر الحصار وتعميم الثقافة الانسانية لكسر الحصار من خلال الرياضة.

واذا كنا نتحدث عن الجماليات لا بد من الاشارة لاقوى المباريات وهي تلك التي جمعت ارثوذكسي بيت جالا مع سميه بيت لحم وكافت مباريات دور الاربعة، فقد قدمت سرية رام الله افضل شوط في البطولة امام بيت جالا بينما تراجعت في الشوط الثاني وعلى نفس الموال قدم دي لاسال القدس اقوى اشواطه في بدايته امام السرية في النهائي الا انه تراجع في الثاني، وبعض النجوم حضروا حينا وغابوا حينا اخر والابرز كان سني السكاكيني الذي قدم اداء قوي جدا امام بيت جالا الا انه تبخر امام دي لاسال بعكس زميله سليم الحصري الذي كان لثلاثياته عنصر الحسم في النهائي .

ومن افضل الاعبين الامريكان كان لاعب دي لاسال ولاعب ابداع الذي لم يشارك سوى بمبارتين للانسحاب وكذلك لاعب بيت جالا ولاعب بيت ساحور النشط جدا ولاعب ارثوذكسي رام الله ولاعب السرية.

وعلى عكس الجماليات فإن للسلبيات مكان وابرز الملاحظات السلبية كان التحكيم وباجماع اكثر من مدرب ومتابع ان هذه الدورة كانت الاسواء والاضعف تحكيما ولم يرتق المستوى التحكيمي للمستوى الفني للبطولة.

كما كانت العصبية (والزعرنة) لبعض النجوم حاضرة وهي مرتبطة بضعف التحكيم الذي كان حازما مع البعض ومحابيا مع البعض الاخر مما يهدد اي بطولة قادمة اذا كان السيناريوه شبيه، ولا بد من دق ناقوس الخطر كما اعتقد ان الاتحاد يتحمل المسؤولية الكاملة في ظل غياب الدورات التاهلية والتطورية الخارجية فبعض الحكام لهم عقود دون اي تطوير او مشاركات .

فكل الاحترام والتقدير للجهد المبذول من ابناء بيت جالا ومن الرعاية الشرطية للواء حازم عطالله.