أول منتخب يتحدى الحصار الرجوب : المباراة تحمل مضمون إنساني ورياضي
نشر بتاريخ: 11/07/2009 ( آخر تحديث: 11/07/2009 الساعة: 23:55 )
اربيل- معا - محمد سدر- نجح منتخبنا الوطني الأول في تأدية رسالته الأولى في العراق الشقيق وأصبح أول منتخب عربي وعالمي يتحدى الحصار المفروض على الكرة العراقية منذ العام 2002 بعد احتلال أمريكي لأراضيه استمر لسبع سنوات حرم خلالها الشعب العراقي من مشاهدة منتخبه الوطني بطل أسيا يلعب على تراب أرضه وبين أحضان جماهيره الوفية وأبى منتخبنا الوطني المغوار ألا إن يعيد الأمل لعشاق "اسود الرافدين" ويرسم البسمة على وجوههم بتحديه للحصار الظالم والقدوم إلى العراق لملاقاة منتخبه الأول فاسحا المجال لمنتخبات أخرى للسير على نفس الطريق في سبيل تحقيق الهدف المنشود بان يعود العراق لإقامة مبارياته الودية والبيتية على تراب العراق.
وهذه الخطوة التاريخية والجرئية وجدت كل تقدير واحترام من الشعب العراقي وقيادته الرياضية فجاء استقبال منتخبنا الوطني أسطوريا يليق بحجم الخطوة التي خطاها اتحاد كرة القدم ورئيسه اللواء حبريل الرجوب تنفيذا لقرار الرئيس محمود عباس ومنذ وصول البعثة لمدينة اربيل في إقليم كردستان وأفراد البعثة يعاملون مثل الملوك والكل يتسابق لخدمتهم والعمل على راحتهم وامتلأت مدرجات الشهيد فرانسو الحريري بأكثر من 30 ألف متفرج قدموا من جميع المحافظات العراقية ولم يسعف الحظ أكثر من عشرة ألاف آخرين من دخول الاستاد لمتابعة هذا الحدث التاريخي وكان الزحف الجماهيري للاستاد بدأ الساعة العاشرة والنصف صباحا أي قبل موعد المباراة بتسع ساعات كاملة!
الكل يريد رؤية منتخب بلاده وهو يلعب لأول مرة في إقليم كردستان ولأول مرة على ارض العراق منذ سبع سنوات بالإضافة إلى الدافع الأهم هو تقديم الشكر لفلسطين على هذه الخطوة التاريخية رغم العراقيل والمتاعب التي تكبدنها البعثة للوصول إلى اربيل واختراق الحصار على الكرة العراقية وهذا ما وجدنا معلقا على يافطات كبيرة في جميع أرجاء الاستاد بحانب الأعلام الفلسطينية وبلغت حماسة الجماهير ذروتها عند دخول منتخبنا الوطني للاستاد للقيام بعملية الإحماء فهتف الجميع بصوت واحد ومسموع ونابع من القلب "فلسطين …..فلسطين"
والحقيقة تقال ان هذا الاستقبال الجماهيري والرسمي لم يحظى به منتخبنا الوطني من قبل في حميع مبارياته الخارجية سواء الرسمية او الودية وهذا ما أدخل البهجة والسرور في أفراد البعثة!
وتابع إحداث المباراة اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية رئيس اتحاد كرة القدم الذي وصل قبل ساعتين من موعد المباراة واستقبل اسقبال الفاتحين وجلس في المقصورة الرئيسية بجوار وزير الشباب والرياضة في كردستان ومحافظ كردستان ورئيس واعضاء اتحاد كرة القدم وهؤلاء جميعا كانوا في استقباله بالمطار كما تابع المباراة شخصيات رياضية وسياسية ونواب في البرلمان وبدأ العرس الرياضي بكلمة لحسين سعيد رئيس اتحاد كرة القدم العراقي الذي شكر فلسطين قيادة وشعبا وعبر عن سعادته بهذه المباراة لانها حجر الاساس في انهاء الحظرالمفروض على المنتخبات العراقية بحرمانها من اللعب على ارضها ثم تحدث اللواء جبريل والهب حماس الجماهير التي صفقت له كثيرا وقال الرجوب ان المباراة تحمل مضمون إنساني ورياضي تجمع بين منتخب فلسطيني يمثل كل الفلسطينيين ومنتخب عراقي يمثل كل العراقيين وان هذه المباراة جزء من نضال الشعبين الفسطيني والعراقي وهي الثمرة الأولى لاتفاق الرئيسين محمود عباس وجلال طلباني لما للعراق مكانة خاصة في قلوب وعقول الفلسطينيين وتوقيتها جاء ليتزامن مع جلاء القوات الأمريكية عن المدن العراقية فقد جئنا لمشاركتكم فرحتكم وأضاف الرجوب ان المنتخب الفلسطيني على استعداد للعب في بغداد لأنها عاصمة العراق الموحد قائلا: اربيل وبغداد والنجف والقدس لها عندنا نفس المكانة ونحن على استعداد لتكرار الزيارة حتى يرفع الحصار عن الكرة العراقية وفي نهاية كلمته نقل اللواء جبريل الرجوب تحيات الرئيس محمود عباس وقدم شكره للرئيس العراقي ورئيس الوزراء ورئيس كردستان وتمنى ان يلتقي المنتخبين قريبا في القدس عاصمة فلسطين وقبل ركلة البداية تبادل الرجوب وحسين سعيد الهدايا التذكارية ثم قاما برفقة بقية كبار الحضور بمصافحة الفريقين والتقاط الصور التذكارية.
مؤتمر صحفي
بعد انتهاء المباراة اقيم مؤتمر صحفي للمدريين الفنيين للمنتخبين حضر بدايته اللواء جبريل الرجوب الذي دعي العرب لكسر الحصار وتحدث عن اهتمام الرئيس محمود عباس بالمباراة وأهميتها حيث أجرى الرئيس ابو مازن اتصالا هاتفيا باللواء الرجوب وحسين سعيد وبارك لهما هذه الخطوة واكد انه تابع المباراة على الهواء مباشرة وعبر عن سعادته الكبيرة بحجم الجماهير التي تابعت اللقاء وتمنى الرئيس ابو مازن والحديث على لسان اللواء الرجوب التوفيق والازدهار للكرتين العراقية والفلسطينية كما شكر الجماهير العراقية التي حضرت المباراة واعتبرها الفائز الاول.
ماذا قال دراغمة وكاظم؟
تحدث المدير الفني جمال دراغمة عن أداء لاعبيه وقال أنهم يعانون من إجهاد بدني نتيجة الساعات الطويلة التي قضوها في السفر من اجل الوصول لاربيل لأداء مهمة انسانية في المقام الأول كما إن هناك لاعبين وصلوا يوم المباراة وهما احمد كشكش وعمار ابو سليسل والأول عنصر مهم لم نشركه إلا في الوقت بدل الضائع لأنه كان يشكو من إصابة وادنا اراحته للمباراة الثانية وتحدث ضراغمة عن غياب ستة لاعبين محترفين وهم من العناصر الاساسية بالمنتخب وهم : فهد العتال وماجد ابو سيدو ورمزي صالح ومراد اسماعيل وعبد اللطيف البهداري والشتريت وغيابهم اثر بشكل واضح على الفريق وان المنتخب لعب بطريقة 4-5-1 لان الخصم العراقي قوي وجاهز فنيا بعد اشتراكه في بطولة كأس القارات وانه اضطر لاستبدال الظهيرين خضر يوسف واسماعيل العمور بين الشوطين بسبب الإرهاق ومع هذا عبر دراغمة عن رضاه عن أداء لاعبيه ووعد بمستوى أفضل في المباراة المقبلة واعتبر المنتخب الفلسطيني فائزا بمجرد كسره للحصار واللعب على ارض العراق وقدم دراغمة شكره العميق للشعب العراقي على حفاوة الاستقبال إما كاظم شاكر المدير الفني العراقي فكان سعيدا لان منتخب بلاده خاض اول مباراة دولية على ارضه بعد الحصار وبقيادته الفنية وشكر المنتخب الفسطيني على اصراره بكسر الحصار والوقوف مع الشعب العراقي ومن الناحية الفنية قال ان المنتخب العراقي ظهربمستوي افضل مما توقعه وان لاعبيه نفذوا ما طلبه منهم بالتركيز على الكرات العرضية والثابتة ومنها جاء هدفين وانه حاول اشراك اكبر عدد ممكن من اللاعبين للمشاركة في المناسبة العزيزة وعن المنتخب الفلسطيني قال انه منتخب جيد ولكنه كان يعاني من إرهاق وتمنى التقدم للكرة الفلسطينية.
حفل عشاء
بعد انتهاء المباراة أقيم حفل عشاء للمنتخبين الفلسطيني والعراقي في نادي رويال سنتر بحضور اللواء جبريل الرجوب ووزير الرياضة والشباب في كردستان والمحافظ والسفير الفلسطيني ورئيس وأعضاء الاتحاد العراقي وشاهد الحضور إلي اربيل الدولي لسباق السيارات الصغيرة "روتكس" وقام اللواء الرجوب بتوزيع الجوائز على الفائزين.
الرجوب يجنمع مع اللاعبين
زار اللواء جبريل الرجوب مقر إقامة البعثة في فندق بلازا برفقة السفير الفلسطيني في العراق واجتمع مع اللاعبين وشكرهم على عرضهم القوي في مباراة أمس الأول وقال ان ملاقاة العراق في اربيل وبغداد مهمة وطنية وإنسانية ويجب علينا إنجاحها وانه لشرف عظيم ان نكون أول منتخب يكسر الحصار على الكرة العراقية وخاطب اللاعبين قائلا : انتم تصنعون التاريخ لفلسطين ,لقد كنتم ابطالا ولا يجب ان تتوقفوا عند النتيجة وتحدث عن المباراة الثانية في بغداد وأكد انه سيكون على رأس المنتخب ولن يتركهم لحظة ونحن شعب فدائي لا نعرف الخوف ولا تدعوه يتسرب اليكم فبغداد أمنة مثل بقية المدن ويجب ان نستمر في اداء المهة على أكمل وجه.
المنتخب في راحة
بالرغم من المجهود الكبير الذي بذلوه اللاعبون في مباراة أمس الا أن المدرب جمال دراغمة اخضع اللاعبين لتدريب خفيف استعدادا لملاقاة المنتخب العراقي في بغداد غدا الاثنين وكانت مدة التدريب الذي اقيم مساء ساعة على استاد اربيل وتركز على تمارين استشفاء وكانت الحالة البدنية للاعبين جيدة باستثناء اللاعبين سعيد سباخي واحمد كشكش وحسام وادي الذين يعانون من كدمات خفيفة لن تمنعهم من خوض المباراة .
اهتمام اعلامي كبير
قال حسين سعيد رئيس اتحاد كرة القدم العراقي ان المباراة حظيت بمتابعة 450 اعلاميا يمثلون جميع الوسائل الاعلامية العراقية وبعض الوسائل الاعلامية العربية وانها المرة الأولى التي يتجمع فيها هذا العدد الكبير من الإعلاميين وهذا يدل على اهمية المباراة عند الشعب العراقي