القاهرة: منح طالب من النصيرات درجة الماجستير بالاعلام بتقدير ممتاز
نشر بتاريخ: 11/07/2009 ( آخر تحديث: 11/07/2009 الساعة: 17:38 )
غزة-معا- منح معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة والتابع لجامعة الدول العربية، اليوم، الباحث الفلسطيني إياد محمود عبد الفتاح حمدان، من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، درجة الماجستير في الاعلام بتقدير ممتاز.
وتكونت لجنة الحكم على الدراسة والمؤلفة من الأستاذة الدكتورة نجوى كامل وكيل كلية الإعلام لشئون البيئة وتنمية المجتمع بجامعة القاهرة مشرفا، والأستاذة الدكتورة راجية قنديل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام – جامعة القاهرة مناقشا، والأستاذة الدكتورة نجوى خليل مدير المركز القومي للأبحاث الاجتماعية والجنائية في القاهرة.
وطبق الباحث ايان حمدان دراسته وهي بعنوان " أطر معالجة الصحف الفلسطينية لقضايا الأمن الداخلي" على صحيفتي "الحياة الجديدة" الصادرة بمدينة البيرة، و "فلسطين" الصادرة في غزة.
واعتمد الباحث في دراسته الوصفية على منهجي المسح والمنهج المقارن، فيما كانت أدوات تحليل المضمون بشقيه الكمي والكيفي اداه لجمع البيانات، أما الصحف عينة الدراسة فتمثلت في صحيفتين وهما "صحيفة الحياة الجديدة التابعة للسلطة الفلسطينية" و "صحيفة فلسطين التابعة لحركة حماس".
وتم تحديد فترة الدراسة التحليلية من خلال عينة (الاسبوع الصناعي) ومن خلال الفترة 12/5/2007 – 5/5/2008، حيث شهدت هذه الفترة أحداثاً أمنية في تصاعد ومنحى خطير منها فشل حكومة الوحدة الوطنية وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة وانقسام الوطن إلى شطرين.
وأوصت دراسة علمية، بتحييد العمل الإعلامي في فلسطين ليرقى فوق الخلافات الحزبية وفقاً لأصول العمل الصحفي المهني.
كما أوصت الدراسة بضرورة العمل على تقديم التسهيلات المطلوبة لعمل الصحفيين والسماح بتوزيع الصحف في جميع الأراضي الفلسطينية والتوقف عن منع توزيعها أو إعاقة دخولها.
ودعت إلى إعادة النظر في المصطلحات الإعلامية المستخدمة في لغة الخطاب الإعلامي في المصطلحات لما لها أثر على النسيج الداخلي للمجتمع.
كما اقترحت زيادة الموضوعات الأمنية في الصحف الفلسطينية، وبالذات المتعلقة بالأمن الداخلي، وتوجيه المراسلين لتغطية أوسع لكافة الأحداث والقضايا الأمنية. وعدم الاقتصار على التغطية السطحية اليومية لها، وزيادة أعداد المراسلين المحليين وتخصيص مراسلين للقضايا الأمنية، وذلك لزيادة المصادر الإعلامية الخاصة، بالإضافة إلى توعيتهم بقضايا الأمن الداخلي، وزيادة ثقافاتهم الأمنية.
كما أوصى الباحث حمدان بالتنوع في الأشكال الصحفية المستخدمة في نشر القضايا الأمنية الداخلية والاهتمام بالأشكال التحليلية والتفسيرية مثل: المقال والحديث والتحقيق بالإضافة إلى الصورة والكاريكاتير، دون الاقتصار على الخبر.
كشفت الدراسة أن صحف الدراسة أولت اهتمامها بالموضوعات الأمنية، على حساب الموضوعات الأخرى السياسية والاقتصادية والتعليمية ويرجع ذلك إلى كثافة الأحداث الأمنية المتتالية والمتجددة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية من فوضى وفلتان أمني واقتتال داخلي وتجدد الاشتباكات وامتداداها من منطقة لأخرى.
ولعل أهم القضايا الأمنية التي ركزت عليها صحف الدراسة في أولوياتها هي قضية (الخطف والاعتقالات) حيث حصلت على المرتبة الأولى من بين القضايا التي تناولتها صحف الدراسة، وكان أبرز أحداث هذه القضية هي الخطف والاعتقالات بين الفصائل المتنازعة فتح وحماس التي جاءت بنسبة (13.7%) وذلك لما لهذه القضية من حساسية في الشارع الفلسطيني وترسيخ لحالة الانقسام القائمة بين شطري الوطن، حيث تشهد مناطق الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية عمليات اعتقال في صفوف أعضاء ونشطاء حركة حماس، وكذلك الحال في قطاع غزة حيث تقوم أجهزة الحكومة المقالة باعتقالات في صفوف نشطاء وكوادر حركة فتح، وغالباً ما يأخذ الطابع العام هذا رد الفعل فكانت صحيفة فلسطين توصف ذلك بالاعتقالات أو الخطف لأتباع حماس في الضفة الغربية من قبل الأجهزة الأمنية، وكذلك الحال في صحيفة الحياة الجديدة عن الاعتقالات التي تقوم بها أجهزة الحكومة المقالة في غزة.
وبينت الدراسة أن صحف الدراسة اعتمدت في تناولها ومعالجتها لقضايا الأمن الداخلي على سرد وتوضيح الحقائق في المرتبة الأولى من بين الأساليب الأخرى المتبعة، وقد يرجع ذلك إلى حساسية الموضوع وعدم الدخول في المبالغة في تناوله، مما يزيد من تفاقم هذه القضايا.
وأظهرت الدراسة أن المندوب المراسل كان المصدر الأول والأهم الذي اعتمدت عليه صحف الدراسة، في معالجتها لقضايا الأمن الداخلي، وجاء اعتماد صحف الدراسة في معالجتها لقضايا الأمن الداخلي وكالات الأنباء بالمرتبة الثانية وبدون مصدر المرتبة الثالثة، ما يؤثر على مصداقية الصحف برغم المبرر الأمني والسياسي والذي فرض من قبل الاحتلال والأطراف المتنازعة في الساحة الفلسطينية.
وجاءت بالمركز الرابع مصادر صحفية كما ظهرت مصادر الصحفي في الحصول على المعلومة من خلال المقابلات وشهود العيان من بين مصادره الأخرى.
وبينت الدراسة أن صحف الدراسة ركزت على التقرير الصحفي أكثر من باقي الأشكال الصحفية الأخرى؛ وهو أمر إيجابي، من حيث التلبية لحاجة القارئ وإطلاعه بشكل موسع عن الحدث، ويظهر الضعف في الصحف الدراسة في استخدامها لباقي الأشكال الصحفية.
وأوضحت الدراسة أن موضوعات الأمن الداخلي المنشورة في الصفحات الداخلية تصدرت أعلى النسب في صحف الدراسة، وهي نسبة طبيعية نظراً لكثرة الصفحات الداخلية، ونسبة الموضوعات المنشورة على الصفحات الأولى في المرتبة الثانية ويرجع ذلك كونها هي واجهة الصحيفة والتي تعمل على عرض مختلف القضايا والموضوعات التي تناولتها الصحف، بينما بينت الدراسة تراجع موضوعات الأمن الداخلي على الصفحات الأخيرة، هذا يرجع كون الصفحات الأخيرة عادة تخصص للإعلانات والأخبار الخفيفة عدا نشر الكاريكاتير.
كما جاءت موضوعات الأمن الداخلي في العناوين الممتدة هي أكثر العناصر الإبراز المستخدمة في عرض موضوعات الأمن الداخلي بنسبة مرتفعة في صحف الدراسة، في حين ظهر الضعف في استخدام العنوان العريض والأرضيات، وهو عيب يؤخذ على صحف الدراسة كون العنوان العريض يساعد في إعطاء موضوع ما أكبر درجة من الإبراز نظراً لقوة جذبه لانتباه القارئ وقوة اهتمامه، وجاءت الصور الشخصية في معالجة الصحف القضايا الأمن الداخلي بنسبة (77.5%) من بين أنواع الصور الأخرى.
ودعت الدراسة إلى ضرورة تعزيز مصادر المعلومات والاعتماد على مصادر موثوقة في نشر الإطار الصحفية ونقل المعلومات واعتماد روايات مستندة إلى حقائق، وباعادة النظر في السياسة التحريرية المعمول بها حالياً في كلاً من صحيفة الحياة الجديدة السابقة للسلطة الفلسطينية وصحيفة فلسطين التابعة لحركة حماس، ووضع ضوابط مهنية ترتكز إلى قواعد موضوعية تجعل من الصحف رسالة تسهم في خلق حالة من الحوار والسلم الأهلي وتحترم حقوق الفرد والجماعة في الحصول على المعلومات.
وتتكون هذه الدراسة من مقدمة وخاتمة، وثلاثة فصول وقد تناولت المقدمة تمهيداً عاماً لموضوع الدراسة، وتناول الفصل الأول مشكلة الدراسة وخطواتها المنهجية وكذلك الإطار النظري للدراسة متمثلاً بنظرية الأطر الخبرية حيث تم تناولها من مجموعة جوانب ذات علاقة وتماس مع موضوع الدراسة، فيما قدم الفصل الثاني قضايا الأمن الداخلي في فلسطين متمثلاً بثلاثة مباحث تحدث المبحث الأول على الواقع الأمني في فلسطين والمبحث الثاني على العوامل المؤثرة على الأمن الداخلي في فلسطين والمبحث الثالث واقع الصحافة الفلسطينية في ظل الاقتتال الداخلي.
أما الفصل الثالث فقد استعرض نتائج الدراسة التحليلية الكمية، وكذلك عرض نتائج الدراسة الخاصة بالأطر واختبار الفروض التي أجريت على عينة الصحف الفلسطينية
أوضحت الدراسة (لمصادر تأطير الأسباب والحلول) عدم وجود توافق بين صحف الدراسة فكل منهما ركز على المصدر الذي يتوافق مع رؤياه واتجاهه السياسي وإن كان بشكل متفاوت ولكن بقيت هذه السمة الغالبة في الصحيفتين.