الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قياديو فتح المفصولين يرفضون قرارات فصلهم ويحملون مركزية فتح ومجلسها الثوري مسؤولية الهزيمة

نشر بتاريخ: 31/01/2006 ( آخر تحديث: 31/01/2006 الساعة: 19:50 )
القدس- معا - رفض قياديون فتحاويون كانوا ترشحوا كمستقلين في الانتخابات التشريعية الأخيرة قرار قيادتهم فصلهم عن عضوية الحركة على خلفية ترشيحهم، محملين هذه القيادة المسؤولية عن الفشل والإخفاق الذي مني بها مرشحوها في الانتخابات التشريعية.

ووصف برهان جرار عضو المجلس الثوري لحركة فتح- من جنين- وهو قيادي بارز في الحركة ومن أبرز مناضليها- قرار الفصل هذا بأنه خاطيء ليضاف الى سلسلة طويلة من القرارات الخاظئة التي اتخذتها قيادة فتح مؤخراً .

وقال جرار:" هذا ليس أول قرار خاطيء تتخذه قيادة فتح بحق الحركة ومناضليها، فأول قرار اتخذ وكان خاطئاً حين قرروا زيادة اعضاء المجلس التشريعي، وقد كتبت مقالاً آنذاك في " الحياة الجديدة" ، ولم يلتفت اليه أحد، وثاني قراراتهم الخاطئة حين نظموا الانتخابات الداخلية ( البرايمرز) وقد اعترضنا في حينه على ذلك. ولم يكتفوا بذلك بل ارتكبوا خطأ آخر بعدم عرض نتائج " البرايمرز" على المجلس الثوري وكلنا يعرف ما شاب هذه الانتخابات من أعمال تزوير واسعة النطاق ( على سبيل المثال: قالوا لنا بوجود 51 ألف فتحاوي في جنين. أين ذهب هؤلاء، ولماذا لم ينتخبوا في التشريعي. وحين قرروا وضع اسماء المرشحين للقوائم والدوائر اختارو لها أسماء من ترشحوا للبرايمرز، وحتى من سقط في هذه الانتخابات.

واضاف جرار " ثم ارتكبوا خطأ آخر حين اعترفوا بالقائمة المنافسة " فلسطين المستقبل" واختاروا من بين مرشحيها أعضاء في قائمتهم ودوائرهم. فلماذا لم يعتبروا هذه القائمة خروجاً عن الحركة؟ ولماذا لم يتخذوا إجراءات ضد أعضائها؟!

ويضيف جرار قائلاً:" لقد ذهبوا الى أبعد من ذلك، فقد ---- قائمة مرشحي الحركة ودوائرها اسماء من مارسوا القتل في الشوارع، وأحرقوا سيارات الشرطة وسرقوها. أما الخطأ الآخر، فكان قيامهم بالجمع بين قائمة فتح وقائمة فلسطين المستقبل مما أوجد حالة من البلبلة أفقدت فتح في محافظة جنين لوحدها اكثر من ثلاثة آلاف صوت".

وإتهم جرار قيادة فتح باستبعاد ابنائها ومناضليها الحقيقيين الذين يشار اليهم - في الشرق والنقاء والطهارة، وعراقة التاريخ على مدى عشرات السنوات أمثال: فخري شطورة، وناهض الرئيس وآخرين عديدين، ليستبدلوهم بآخرين منبوذين في حركتهم ولدى شعبهم".

وحمّل جرار الرئيس ابو مازن شخصياً مسؤولية ما آلت اليه حركة فتح، ومسؤولية الأخطاء الكثيرة التي ارتكبت على مدى الأشهر القليلة الماضية. وقال:" كلها قرارات خاطئة اتخذها ابو مازن بايحاء من بعض مستشاريه، الذين تعرفهم حركتنا وتعرف تاريخهم جيداً".

وأكد جرار أن بصفته عضواً في المجلس الثوري فمن حقه أن يُدعى لاجتماع الجلسة القادمة للمجلس، ليستمع منا الى أسباب ترشحنا كمستقليين، وإذا أجمع ثلثي أعضائه على فصلنا، فسنخرج منه ونأخذ معنا كل الشرفاء من ابناء الحركة .

وتساءل :" ماذا أبقوا لفتح بعد أن فصلوا منها فايز زيدان مؤسس القوة الجوية، وفخري شطورة، وناهض الرئيس، وهم خيرة مناضلي الحركة" وأضاف:" هذه الحركة العظيمة التي قدمت اكثر من 44 ألف شيهد على مذبح الحرية ... واعتقل من ابنائها مئات الآلاف، هم يتحملون المسؤولية عن خسارتها هزيمتها، وعن تسليمها ل" حماس" ... نحن مخترقون.. ولسنا بأحسن من الآخرين.

من ناحيته وصف ناصر قوس عضو حركة فتح اقليم القدس والذي ترشح مستقلا قرار فصله مع زملائه الاخرين بانه ظالم ومجحف ويتم عن عدم مسؤولية وقال :" قرارهم هذا سيساهم في مزيد من الانشقاقات داخل فتح في وقت يتحدثون عن جهود توحيدها.

واكد قوس ان هؤلاء المفصولين جميعا قد يشكلون لوبي خاص بهم مشيرا الى اتصالات بدأت لتشكيل جبهة موحدة مناوئة لهذا القرار ولمن اصدره.

ورفض قوس تحميل المستقلين من ابناء حركة فتح مسؤولية الفشل الذريع وقال : " كل انسان في هذه الحركة مسؤول عن هزيمتها من اصغر عنصر الى رأس الهرم الفتحاوي ممثلا بالرئيس ابو مازن وهم يتحملون هذا السقوط الكبير لانهم اهملوا عناصر الحركة وكوادرها ورموزها حين اصروا على اجراء "البرايمرز" ما ادى في حينه الى شق فتح واذا حددت المسؤولية اكثر فاللجنة المركزية للحركة وكذلك المجلس الثوري يتحملان مسؤولية مضاعفة وعليهما ان يستقيلا فورا لتدميرهما فتح وايصالها الى ما وصلت اليه بسبب رفضهما عقد المؤتمر العام السادس للحركة رغم مطالبتنا المستمرة مصالح الحركة وكان شاغل همهم بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات من الاستوزار فقط".

ووصف قوس القائمين على الامور في فتح بانهم طفاسدون ومفسدون" واذا ارادوا تصويب امور الحركة فعليهم ان يغيروا جيلا باكمله.

وكشف قوس النقاب بان مساومات كثيرة قادها مسؤولون كبارا وعلى اعلى المستويات في فتح لاقناعه بالنسحاب من الانتخابات كمستقل الا انه رفض طلبهم ذلك وقال :" عرضوا علي مبلغ 25 الف دولار والتعهد بتكفل خسائر الحملة الانتخابية اضافة الى وظيفة لكنني رفضت تقديرا مني لكل من دعمني وشجعني لخوض هذه الانتخابات.

اما د.طلال ابو عفيفة القيادي في حركة فتح والذي ترشح مستقلاً عن دائرة القدس , فصف القرار الذي اتخذه الرئيس أبو مازن بفصل عشرات الكوادر والمناضلين من أبناء الحركة بأنه متسرع , ومحاولة للهروب الى الامام بدل البحث عن الاسباب الحقيقية وراء هزيمة فتح في الانتخابات التشريعية , وقال " إن هدف هذه القرارات المتسرعة هو تنفيس الشارع الفتحاوي من حالة الغضب والاحتقان التي المت به جراء الهزيمة وهي مسؤولية مفترض ان يتحملها في الدرجة الاولى المتسببين الرئيسيين بها حتى يبعدوا عنهم المسؤولية .

واكد ابو عفيفة ان اسباب عديدة تقف وراء هزيمة فتح منها الفساد المستشري في السلطة الوطنية , والذي طال بعض رموز الحركة مما ادى الى ابتعاد الشارع عن فتح , اضافة الى نخبط القيادة في قراراتها بعد انتخابات البرايمرز التي كانت فضفاضة ومعقدة وتشكيلها قائمة ودوائر بعيدة عن نتائج البرايمرز مما ساهم في قرار من نجح فيها ولا يوضع في الدائرة ولا في القائمة الى الترشح بصورة مستقلة .

ومن الاسباب الاخرى لهزيمة فتح كما يقول ابو عفيفة : " الصراع الدائر داخل الاطر التنظيمية خلال الاسابيع الماضية وانقسام هذه الاطر ما بين مؤيد للدوائر واخر مؤيد للمستقلين وضعف الدعاية الانتخابية الفتحاوية مما دفع بالكادر الفتحاوي الذي كان مستعداً للعمل في المواقع لصالح مرشحي الحركة الى الانزواء بل والتصويت لصالح حماس " .

واضاف : " حتى في الدوائر كان هؤلاء من المرشحين من عمل لنفسه فقط ولم يدعم سائر زملائه في ذات الدائرة ومنهم من عمل لصالح قوائم اخرى ولمستقلين من غير فتح مقابل الحصول على اموال " .

ويرى ابو عفيفة ان المستقلين من فتح ساهموا بصورة اقل في الهزيمة ولكن كان على قيادة الحركة ان تحاسب المتسببين الحقيقيين عن ذلك , وهم في دائرة صنع القرار وان تبحث في الاسباب الحقيقية التي اجبرت بعض المناضلين والكوادر للترشح بصورة مستقلة .

وفيما يتعلق بخيارات المستقلين من فتح والذين فصلوا منها , اكد ابو عفيفة ان هؤلاء امام ثلاث خيارات الآن , خيار تقديم طعن جماعي لقيادة الحركة ومطالبتها بإلغاء قراراتها وفي حال لم يتحقق ذلك , فالخيار الثاني هو تقديم استقالات جماعية من صفوف فتح وهناك الآلاف من الكادر الفتحاوي مستعد للإقدام على خطوة كهذه , اما الخيار الثالث فهو ان يشكل هؤلاء اطاراً جديداً داخل فتح او خارجها .

من ناحيته حمل حمدي الرجبي عضو حركة فتح اقليم القدس والذي شملته قرارات الفصل قيادة فتح , والمستقلين مسؤولية الهزيمة التي منيت بها الحركة وقال : " نتقاسم المسؤولية مع القيادة , التي دفعتنا دفعا الى الترشح مستقلين بعد ما اظهرته من تخبط في التعامل مع نتائج البرايمرز .

واضاف : " كانت معاييرهم سواءً في المركزية او في الثوري مزاجية , ووفق اهواء ومصالح شخصية لا تمت بصالح الحركة بأي حال من الاحواء , وبالتالي هم يتحملون الجزء الاكبر من هزيمة فتح " .

ونبه الرجبي الى اسباب اخرى وراء هذه الهزيمة ومنها قيام بعض المرشحين حتى في الدائرة للعمل لصالحه , وضد زملائه في نفس الدائرة , عدا العوامل الاخرى التي ساهمت في رفع رصيد حماس شعبياً سواء حملات الاعتقال الواسعة في اوساط حماس , والتصريحات الاوروبية والامريكية التي هددت بقطع المساعدات المالية عن شعبنا في حال فازت هذه الحركة , مما شكل دعاية كبرى لصالح حماس واصطفافاً جماهيرياً حولها . واضاف : " كان واضحاً من هذه التصريحات انهم معنيون بالتخلص من حركة فتح بإعتبارها حزب السلطة والتيان بحماس " .

وشدد الرجبي على احترام فتح لنتائج الانتخابات لكن المهمة الرئيسية إنباء الحركة من الآن فصاعداً .