الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كان الله في عون حماس من ألسنة الصحافيين واسئلتهم !

نشر بتاريخ: 31/01/2006 ( آخر تحديث: 31/01/2006 الساعة: 20:32 )
بيت لحم -معا- كتب ناصر اللحام - تحاول وسائل الاعلام ان تضع نفسها احيانا مكان المفاوض الاسرائيلي من حيث لا تدري ، وقد لفت انتباهي حوار دار على شاشة احدى الفضائيات المناصرة للقضبة الفلسطينية ، وقد استضافت ناطقا بلسان حماس ودار الحوار التالي بين القائد الحمساوي وبين المذيع :

المذيع : هل تعترف حماس باسرائيل ؟

حماس : لا ، واسرائيل سلطة احتلال ونحن حركة مقاومة ودورنا التاريخي ان نقاومها لا أن نعترف بها .

المذيع : وهل تفكرون بالاعتراف باسرائيل

حماس : كما قلت فاننا لن نعترف باسرائيل لاننا .........يقاطعه المذيع.

المذيع : ولكن امريكا واوروبا واسرائيل ستمنع الاموال عن الشعب الفلسطيني فهل تختارون تجويع الشعب الفلسطيني ام الاعتراف باسرائيل ؟

حماس : نحن نختار التمسك بمبادئنا التي انتخبنا الشعب على اساسها .

المذيع : وماذا عن الشعب الفلسطيني ؟ هل تقبلون ان يجوع ؟

حماس : انشاء الله نستخدم طاقات واموال الشعب الفلسطيني المهدورة ونعيد تنظيمها ونعتمد اكثر على مواردنا الذاتية وبالتأكيد ان شعبنا الخلاق سوف يساعدنا في اجتياز المحنة .

المذيع : ولكن هذا غير ممكن ولا يكفي ؟

حماس : سنحاول مع شعبنا واصدقاء شعبنا ان ننجح .

المذيع : يعني لن تعترفوا باسرائيل ؟

حماس : قلت اننا نتعامل مع اسرائيل كقوة احتلال .... المذيع يعلن انتهاء الوقت المخصص للحوار وينتقل الى خبير اقتصادي ويساله عن رأيه ؟

الخبير : غير ممكن ان يعيش الشعب الفلسطيني من امكانياته الذاتية وهو بحاجة للمساعدات الاقتصادية .

ولم يبق على الخبير سوى ان يقول لحماس ان تعترف باسرائيل افضل لها .

وهنا يأتي السؤال ، لماذا يتبرع الصحافيون العرب والفلسطينيون مؤخرا بمفاوضة قادة حماس مجانا على الهواء مباشرة نيابة عن اسرائيل ؟

واذا كانت حماس تريد ان تعترف باسرائيل ، فلماذا لا تدفع اسرائيل ثمن هذا الاعتراف ؟ بل ان تدفع ثمنا باهظا جدا لهذا الاعتراف وان تعيد للشعب الفلسطيني اسراه وحقوقه واراضيه وان يتحمل المفاوض الاسرائيلي عناء هذه المفاوضات التي يتبرع بها الصحافيون الفلسطينيون والعرب مجانا دون ان يعرفوا .

ثم للخبراء والعلماء اقول : هل استفاد العرب والشعب الفلسطيني من اعتراف م ت ف باسرائيل ؟ ام ان اسرائيل لا تزال تعلن ان لا شريك فلسطيني وتمضي في احتلالها وجبروتها العسكري ؟؟

ولماذا لا تتركوا حماس تفاوض اسرائيل بخبرتها وقساوتها بدلا من خبرات فاشلة لا تحتاجها اصلا في هذه الفترة لان اسرائيل نفسها لم تعترف بالمفاوض الفلسطيني السابق وتعمدت اهانته واحراجه امام شعبه والشعوب العربية ؟

وهل من الضروري ان نذكّر القراء ان م ت ف الغت بندا من ميثاقها الوطني وتسببت في رفع الحظر عن الحركة الصهيونية واعتبارها غير عنصرية ، واعترفت باسرائيل ، ومع ذلك لم يأخد من البصلة الصهيونية سوى رائحتها الكريهة ، فهل يريد الصحافيون العرب من حماس ان تعترف باسرائيل بسبب المال ؟ وهل ينقص العرب المال؟؟

ام ان قضية فلسطين اصبحت قضية مالية وباسم الواقعية السياسية نريد ان نعطي اسرائيل تنازلا مجانيا اخر؟

فلتعلن اسرائيل اولا اين حدودها لنقرر اذا كنا نعترف بها ، والا كيف تعترف حركة مقاومة بوجود دولة غير معرفة الحدود ودباباتها تقف وسط القدس ونابلس وبيت لحم والخليل وباقي المدن الفلسطينية ؟

ولتفرج اسرائيل عن جميع الاسرى وتنسحب من المدن الفلسطينية وتعتذر للشعب الفلسطيني وتدفع تعويضات هائلة ودائمة له فتفكر حماس ، ربما تفكر في ان تعترف باسرائيل .