الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم خسارة الوطني برباعية تحسن طفيف على الاداء والتنظيم،

نشر بتاريخ: 14/07/2009 ( آخر تحديث: 14/07/2009 الساعة: 19:08 )
الخليل – معا - عبد الفتاح عرار -خاض منتخبنا الوطني مباراته الثانية على ارض الرافدين ليسجل بذلك حادثة غير مسبوقة ويكون اول منتخب يتحدى الحصار ويصل لبغداد منذ سبع سنوات ليجد نفسه ولاول مرة في تاريخه بين احضان طوفان جماهيري حاشد استقبلهم بحفاوة وهتف بصوت واحد شكرا فلسطين. ورغم كل الظروف التي مر بها المنتخب من عوامل نفسية وعراقيل الطبيعة الا انه استطاع ان يصل لقلب العاصمة بغداد ويصل لملعب الشعب الممتلىء عن بكرة ابيه بجماهير الكرة العراقية التي زحفت منذ الصباح الباكر. ورغم كل ما نعلمه من ظروف عن المباراة والزيارة وشدة التعب والارهاق والسفر الذي عانى منه فرسان الوطني، الا اننا سنتعرض للمباراة من الناحية الفنية بكل جوانبها من اجل لفت الانظار لبعض النقاط التي اصبحت تشكل عقبة في مسيرة الوطني الفنية وقبل البدء بالمباراة لا بد من التعرض لبعض الاشارات كونها نموذجا حيا من الممكن الاستفادة منه.
اصرار المدرب ناظم شاكر
رغم تلقيه نبأ وفاة شقيقه قبل موعد المباراة بساعة، اصر المدرب الوطني العراقي على البقاء في الملعب وقيادة فريقه في المباراة قائلا ان الواجب الوطني اهم من أي شيء وهذا يعبر عن مدى انتماء هذا المدرب وحبه لوطنه. لذا نبرق له معزين مصابه الجلل ونتقدم له بكل الاحترام والتقدير على هذا الموقف الذي يصلح ان يكون نموذجا لعمق الانتماء الوطني.
شبير والجهاز الفني
لم يصلنا أية معلومات قبل المباراة حول تعرض نجم المباراة الاولى الحارس الدولي الوطني محمد شبير لاية اصابات، ولا نعلم ما سبب عدم اشراكه في المباراة كونه كان فارس المباراة الاولى دون منازع ولربما لو كان موجودا لما انتهت المباراة بهذه النتيجة خاصة وان اداء المنتخب كان افضل من المباراة الاولى. ورغم ان الصيداوي حارس مميز الا ان الارتباك ظهر عليه ويؤخذ عليه تمركزه على خط المرمى وسقوط الكرة من يديه في اكثر من مناسبة. لن نقول ان عدم اشراك شبير كان خطئا حتى نعلم الظروف التي استعدت لذلك، لكن ان كان شبير لا يعاني من اصابات او اية اسباب منعته من المشاركة فبالتاكيد ان غيابه كان خطئا فادحا.
تكدس دفاعي منظم
استمر التكدس الدفاعي لدى منتخبنا في هذه المباراة لكنه تميز بنوع من التنظيم وكان رجل المباراة هذه المرة النجم محمد عبد الجواد الذي لعب برجولة لكنه ومثل بقية زملائه وقع في خطىء الكرات المقطوعه. لا زلنا نعاني مشكلة على مستوى الظهيرين، فابو سليسل يعاني من نقص في اللياقة البدنية في الجهة اليمنى ويسرح كثيرا في المباراة وربما اثر عليه عدم اسناد خط الوسط من الجهة اليمنى التي تولاها اسماعيل العمور. وشريف عدنان وان كان يعتبر ظهيرا ايجابيا كونه تقدم في اكثر من مناسبة لمساندة خط الوسط، الا ان ميله باتجاه العمق الدفاعي جعل منطقته مخترقه في كثير من الاحيان.
خط الوسط والحل الجذري
لا بد من وجود حل جذري لمشكلة خط الوسط في ارتفاع عدد الكرات المقطوعة والتي سببها عدم الحركة بدون كرة ورغم زيادة عدد لاعبي خط الوسط الى خمسة لاعبين الا اننا لم نستطع السيطرة على منطقة الوسط بسبب غياب التنظيم في خط الوسط وعدم اقتراب اللاعبين من بعضهم حيث ان كل لاعب في خط الوسط التزم في منطقته ولم يتحرك بدون كرة وكان معظمهم ينتظر وصول الكرة اليه. معالي كوارع تحرك بشكل افضل من المباراة السابقة لكن التعب ظهر عليه وقدم بعض الكرات الجيدة لخط الهجوم مع بداية المباراة ويؤخذ على الصالحي انتهاجه مبدأ تشتيت الكرات. اما سعيد السباخي فقد تاثر بزيادة وزنه خاصة انه في هذه المباراة يلعب في خط الوسط وليس مهاجما ولو انه يتبه ويخفف من وزنه فسيكون له الشأن الكبير خاصة وانه لاعب ذكي. اما خضر يوسف فسمة البطىء في التمرير وتاخير الكرة لا زالت صفة تلازمه اضافة لالتزامه باقصى الميسرة. بالتالي فان البطىء وعدم الحركة بدون كرة صفتان تؤثران سلبا على خط وسط المنتخب.
خط الهجوم والفرص الضائعه
كان من الممكن ان يكون منتخبنا سباقا في التهديف لو استغل خضر يوسف فرصته والمرمى خال في الدقيقة السادسة وكان لنا ايضا فرصة للتقدم ايضا في الدقيقة الخامسة عشرة عندما مرر سعيد السباخي كرة ذكية لاسماعيل العمور. ورغم ان مرمانا تلقى هدفا في الدقيقة 28 بسبب سوء التمركز الدفاعي من الجهة اليمنى الا انه كان باستطاعتنا التعديل في القيقة الثلاثين عندما اضاع العمور فرصة كانت تحتاج لمزيد من السرعة. ثم تلتها فرصة اخرى بعد دقيقتين عندما نفذ فادي لافي كرة ثابته من على مشارف منطقة الجزاء. ما تغير عن المباراة السابقة هو حصول منتخبنا على العديد من الفرص ولكن رعونة التهديف حالت دون التسجيل وما ينقص منتخبنا هو اللاعب السريع الذي يستطيع انهاء الهجمة امام المرمى مثلما كان يميز المنتخب العراقي حيث كان لاعبوه يستغلون انصاف الفرص فهدف هوار ملا الاول كان بمهارة لاعب له القدرة على استغلال الفرص وكذلك الامر في هدف كرار جاسم في الدقيقة 56 وراسية علاء في الدقيقة 72 .
المنتخب والمرحلة القادمة
بعد كل ما تعرضنا له حول المباراة، فاننا نعي اننا نلعب مع بطل اسيا ومع المنتخب الذي وقف ندا لاسبانيا والمنتخب الذي حصل حارس مرماه محمد قاصد على ثاني افضل حارس في بطولة القارات. ونعلم اننا نلعب على ارض الخصم في مباراة معنوية وبحضور جماهيري لم نتعود عليه وفي ظل ظروف استثنائية. لكن ما نذهب اليه حول اداء المنتخب لا يتعدى كونه نقدا من المستقبل وقد واجهنا بعض الهفوات التي تظهر لدى لاعبينا اينما لعبوا ولا يهم اذا كانوا يلعبون مع بطل اسيا او حتى بطل العالم مثل الكرات المقطوعة وعدم الحركة بدون كرة والبطىء في نقل الكرة. وهذا ما يجب ان يتم العمل على علاجه خلال المرحلة القادمة وخاصة اننا نتامل في تحقيق نتائج ايجابية في القريب العاجل في ظل هذا الكم من المباريات الودية وخاصة اننا نلعب مع فرق لها وزنها. كل التحية والتقدير لاتحاد الكرة ورئيسه الذي يبذل جهودا مضنية ويسلك كافة السبل من اجل الوصول بمنتخبنا لمرحلة يكون فيها قادرا على المنافسة. وكل التحية لطواقم المنتخب ومديره الفني الدكتور جمال ضراغمة وتوأمه الدكتور مازن الخطيب على متابعتهم تلبية نداء الواجب رغم ما تعرضوا له من انتقادات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها مع المنتخب. وكل التحية والتقدير لفرسان الوطني الذين اصروا وذهبوا الى بغداد في حين رفض ذلك الغالبية العظمى من اللاعبين العرب والدوليين. ونتمنى ان نرى تطورا في الاداء في مباراة الصين وان يستطيع المدير الفني الجديد المساهمة في نقل المنتخب نقلة نوعية تسعد جماهير الكرة الفلسطينية.