الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رايس التي تبدأ زيارتها للمنطقة اليوم تواجه رفضاً اسرائيلياً لعقد مؤتمر صحافي مع شارون

نشر بتاريخ: 18/06/2005 ( آخر تحديث: 18/06/2005 الساعة: 13:28 )
معاً - اللقاء القادم بين رئيس السلطة أبو مازن وشارون يعتبر مهماً بكل المقاييس, فقد كان اللقاء مطلباً فلسطينياً كما هو مطلب اسرائيلي, وكذلك هو مطلب أميريكي وأوروبي وفي الأخير قد يكون أو لا يكون مطلباً عربياً, الا أن الملاحظ أن الاهتمام الأميريكي بالاجتماع يبدو أكثر من الاهتمامات الأخرى, ودليل ذلك أن كونداليزا رايس وزيرة الخارجية تصل المنطقة اليوم.
رايس قالت وهي على الطائرة المتجهة الى المنطقة أن "أميريكا لا يمكن أن تدعم مزيد من المستوطنات الجديده في الأراضي المحتلة, وان السياسة الأميريكية ضد خلق وقائع جديدة على الأرض, وطلبت من اسرائيل عدم تعقيد الأمور بانشاء المزيد من المستوطنات, هذا التصريح قد يعتبره الفلسطينيون ايجابياً وذلك من خلال تفسيره أن رايس وسياسة أميريكا تعتبر ضد المستوطنات الا أنه لم يتحدث عن المستوطنات القائمة ولا عن الجدار الفاصل وهذا ما قد يرضي الاسرائيليين وبالتالي تفسيره بأنه يغض الطرف عما سبق من أنشطة اسرائيلية على صعيد المستوطنات وكذلك فيما يتعلق بالجدار.
ويعتقد أن زيارة رايس تأتي للضغط ومزيداً من الضغط على السلطة وليس على اسرائيل, من خلال الطلب من أبو مازن ان يبسط سيطرة السلطة على المناطق التي سيتم اخلاؤها في غزة وشمال الضفة, وبالتالي فان الزيارة لا تأتي ضمن سياق الضغط على اسرائيل. فاسرائيل دولة صديقة وحليفة, وشارون رجل سلام...اذن المطلوب هو الضغط على الطرف الأضعف, الملاحظ ومن خلال التسريبات الصحفية وغيرها أن بوش وكما بلير يعتقدان أن شارون سوف لن ينجح في البقاء في السلطة بعد الانسحاب, وأنه سيفقد الدعم الشعبي له...ويتسائل المراقبون فيما اذا كان لهذا التصور علاقة لما يحدث في حزب العمل والتنافس الضاري بين باراك وبيريز وتحضيراتهما للفوز بالعمل وبرئاسة الوزراء, خاصة عند ملاحظة حملة المزايدات حول الامن والجدار التي خاضها المتنافسون.
رايس التي حاولت أن تبدو متوازنة في كل تصريحاتها وحتى فيما يتعلق بعقد مؤتمر صحافي مع عباس, وشارون كل على حدة, جاءها الرد الاسرائيلي بالرفض المسبق لفكرة عقد مؤتمر صحافي مشترك مع شارون, وذلك حتى لا تظهر أي خلافات بين الطرفين, وخاصة فيما يتعلق ببيع الأسلحة الى الصين والتي كانت قد أثارت جواً من التوتر في العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل.
الملاحظ كذلك أن رايس تدعم وجهة النظر الاسرائيلية فيما يخص الموقف الأوروبي من حماس ومحاولات الانفصال والحوار الدائرة بين الأوروبيين وحماس. هذا الموقف الأوروبي عمل على تقوية موقف أبو مازن وخاصة من جهة اسرائيل, حيث كانت ومنذ انتخاب أبو مازن, تصفه بالضعف وتحاول الاشارة الى أن هذا الرجل ليس هو المناسب لقيادة السلطة, وأنه يقوم بالتحريض للدرجة التي وصل فيها الوضع الى الحد الذي كادت أن تروج اسرائيل أنه لا يوجد شريك فلسطيني كما فعلت أيام عرفات, الموقف الأوروبي جاء ليعزز موقف أبو مازن, حيث أخذت اسرائيل بالمطالبة بأن تقتصر الاتصالات على أبو مازن الرئيس الفعلي والمنتخب للشعب الفلسطيني, وهكذا كان موقف رايس التي اعتبرت أن أبو مازن هو العنوان وأن السلطة هي المخول الوحيد في كل ما يتعلق بالقضية مؤكدةً في نفس الوقت على ضرورة نزع سلاح حماس والقوى الفلسطينية الأخرى, وأن لا سلاح سوى سلاح الشرعية "السلطة".
أما فيما يتعلق بالموقف العربي فينظر اليه انه موقف هزيل ولا يغير في الأمر شيئاً, وان أكثر ما استطاع العرب انجازه هو تلك الزيارة الأخيرة التي قام بها الوزير المصري عمر سليمان لمناقشة ما يمكن ان تقوم به مصر وأين تتموقع قواتها بعد أن تنسحب اسرائيل من غزة.
السؤال الذي يطرح في النهاية هو ما الجديد الذي يمكن ان تقدمه زيارة رايس وخاصة أن قرار الانسحاب من غزة هو قرار اسرائيلي بحت...وأن اسرائيل كانت ولاتزال ماضية في تنفيذه لأنها ترى أن فيه مصلحة اسرائيلية أولاً وأخيراً وأن الأطراف المختلفة ليس لها علاقة بهذا القرار لا من قريب ولا من بعيد؟؟؟