الإثنين: 30/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

سؤال عالماشي ..استفـراد!! بقلم: موفق مطر

نشر بتاريخ: 03/02/2006 ( آخر تحديث: 03/02/2006 الساعة: 15:31 )
معا- إلى متى سنبقى منشغلين في النقاش الداخلي فيما حكومة الاحتلال وجيشها تنفذ خطة تصفية أخيار من أبناء شعبنا المقاومين؟!

هل سنكون يقظين وحذرين ونحن نراقب استفراد قوانا الوطنية واحدة تلو الأخرى..فبعد أن فرغوا من إضعاف السلطة الوطنية ماديا ومعنويا وهيبة قوانينها، أصبحت القيادات الميدانية للمقاومين النائين بأنفسهم عن الصراعات والمنافسات السياسية، أصبحوا في دائرة الهدف مباشرة ودون مبررات أو مقدمات أو ردا على عمليات فدائية ينفذونها..فالحرب ضد المقاومين تسير وفق مخطط وقرار صودق عليه من القيادات العسكرية العليا والسياسية الأعلى في حكومة الاحتلال؟!

كيف سيتم التصدي لهذه الحرب المعلنة ضد المناضلين من أبناء شعبنا وهل من أساليب أو خيارات للمواجهة؟!..بالتأكيد..إذ يبدو أن أهمها هو صياغة جبهة داخلية وطنية فلسطينية متوافقة على تشكيل حماية مادية ومعنوية للمقاومين المستهدفين ـ ندرك أن المقاومة الشرعية أصلا هي المستهدفة ـ جبهة يكون ناظمها التوافق الوطني على إدارة معركة الصمود الوطني والمواجهة بكل أشكالها ومنها المقاومة المشروعة خاصة وأن المتغيرات السياسية في بلدنا قد شدت حماس كقوة فلسطينية مؤثرة في تحديد صورة الخيارات السياسية والمستقبلية بعد فوزها في الانتخابات التشريعية آخذين بعين الاعتبار استعداداها للدخول في هدنة طويلة مع حكومة "الإسرائيليين".

ألا يجب النظر بجدية إلى المتغيرات السياسية على الأرض الفلسطينية وتداعياتها على المحيط العربي والدولي، لنعرف إلى أين يتجه القطار السريع في منطقتنا بعد أن صعدت حركة حماس على متنه لتسافر في مقصورة "الديمقراطية" إلى المحطة التالية أخرى يدعونها "الدولة الفلسطينية" مما يعني تفسيرا واضحا لمفهوم حماية المقاومة الذي طرحته في البرنامج السياسي، والذي قد نفهمه أنه حماية المقاومين وما تبقى من مقدرات وقدرات الفلسطينيين الحقيقية..ولكن.

ألم نسمع التهديدات بالملاحقة والاغتيال للنواب من حماس في التشريعي الجديد؟! بلى.. مما يؤكد أن المخطط الاحتلال قائم على أساس تدمير أي فرصة لنشوء سلطة حقيقية للفلسطينيين على أي أرض ينسحبون منها الأمر الذي يجعلنا نقف حائرين على مفترق طرق بدون علاقات وأن السير في أحدهما حتى النهاية قد يأخذ منا زمنا وجهودا تعيق وتمنع العودة إلى الطريق الآخر.

لذا فإن الإخلاص في قراءة الوقائع على الأرض ومعرفة قدراتنا الحقيقية وتحديد خيارات الشعب الفلسطيني يتطلب أكثر من الرؤية الأحادية، فإذا ما وضعنا الوطن ومصلحته في مركز دائرة ضمائرنا وبحثنا العلمي الدقيق لمستقبله، لتكن النتائج معبرة عن جوهر الإدارة الوطنية، فإننا عندها نكون قد اخترنا المحطة التي ننطلق منها والقطار الذي يجب أن نصعد إليه حتى لا نفاجأ بأن قطارا آخر يسير على نفس السكة..فتعرفون النتيجة!!