الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس والاعتراف بالاحتلال /بقلم: رضوان مرار

نشر بتاريخ: 03/02/2006 ( آخر تحديث: 03/02/2006 الساعة: 15:37 )
هناك هجمة شرسة ومنظمة ضد الحقوق الوطنية والمشروعة للشعب الفلسطيني تقودها الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الاوروبي ,هذه الهجمة الموجهة المتمثلة بتقييد وشل الحركة السياسية والادارية للحكومة الفلسطينية القادمة لعدم تمكينها من الايفاء بالتزاماتها اتجاه شعبها وعدم قدرتها على التحرك واخذ زمام المبادرة في ادارة الوضع الداخلي والخارجي للشوون الفلسطينية والدولية.

فاي توجه من قبل القيادة الفلسطينية الجديدة مرتبط بالاعتراف الصريح باسرائيل, وعدم استمرار المقاومة رغم التلويح والتهديد المتواصل بقطع المعونات والمساعدات المسلحه ضد الاحتلال الذي هو من افرازاته وولد من رحم المعاناة ,ونتيجة لمصادرة حقوقه الوطنية ,ونهب ارضه وخيراته وضياع ممتلكاته وتشريده وطرده من وطنه ,ليبحث عن وطن بديل كما كان ينادي شارون من قبل ,الاعتراف باسرائيل يعني في نظرالمجتمع الدولي عدم عودة اللاجئين الى ارضهم وديارهم ,ومنع الفلسطينين من استخدام المعابر والمطارات والمياه الاقليمية كباقي شعوب المنطقه, بل يصر الجانب الاسرائيلي ان تبقى هذه المنافذ تحت رحمته ووصايته ,الذي يريد ان يتحكم بالهواء وبالنفس الذي يستنشقه الفلسطينيون .

مطالبة البعض الاعتراف بالاحتلال كامر واقعي, يعطي شرعية سياسية وقانونية للمحتل الذي يستبيح الانسان الفلسطيني عبر سنين من الاحتلال والاضطهاد , فهناك الاف الشهداء والمعتقلين والبيوت التي هدمت وسويت بالارض نتيجة ممارسات وتعديات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني .

فالنتيجة الطبيعية ان تشكل لجان او مجموعات هنا وهناك لمواجهة العدوان ولتحمي وتدافع عن بقية الحقوق التي لم تصادر بعد.

فشرعية المقاومة جاءت من عدم شرعية وجواز احتلال اراضي الغيربالقوة المسلحة, فلا يعقل ان يطالب الشعب الذي يعيش تحت هيمنة وسيطرة الاحتلال ومايعاني من ويلاته وجرائمه المستمرة والمتلاحقة, تحت سمع وبصر العالم الحر .

فالمواطن الفلسطيني الذي اختار التغيير عبر اطره وقنواته الشرعية يستغرب ويندهش من شدة ووقع الدعاية الاعلامية الهائلةضد ه , الشيء المهم في هذا المجال ان الشعب الذي اختار حركة حماس ويعلم ويحفظ عن ظهر غيب ثوابتها ومبادئها التي على اساسها خاضت الانتخابات الاخيرة , فلا يعقل بعد هذا الفوز والنجاح الكبير ان تغير لونها وجلدها لترضى عنها امريكا واسرائيل التي لا ترضى من حماس الا ان تكون سياستها مشابه تماماً لسياسية منظمة التحرير الفلسطينية عندما عقدت معها معاهدة سلام, ورغم ذلك لم تحصل على اي شىء فعادت اسرائيل واحتلت المدن والقرى التي انسحبت منها ومارست عمليات الاغتيال والاعتقال في كل وقت كيف ما تشاء, دون اي اعتبار للمعاهدات الدولية الموقعة بين الجانبين.

فمسألة الاعتراف باسرائيل ليست مطروحة على الطاولة الفلسطينية ,ولا يمكن التعاطي معها في مثل هذة الظروف الشائكة والمعقدة , بل الجانب الذي علية الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو الجانب الاسرائيلي الذي احتل واغتصب الارض الفلسطينية وشرد سكانها وقطع اوصال المدن والقرى ,فجزأها اربا ًواقام الجدار العازل ففصل وعزل المواطنين الفلسطينين عن بعضهم البعض.

يتمنى المواطن الفلسطيني في ظل هذة الظروف الصعبة والقاسية ان تتوحد و تتظافر الجهود الفلسطينية ليبني موقفا واحدً قويا لا يستطيع الجانب الاخر زحزحته او التغلغل في داخله لافساده او اضعافه ليبقى مرصوصاً لمواجهة الصعاب وتحمل الازمات.