الجمعة: 18/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

رابطة علماء فلسطين تطالب بتفعيل قضية الإساءة للنبي في المحاكم الدولية

نشر بتاريخ: 04/02/2006 ( آخر تحديث: 04/02/2006 الساعة: 09:37 )
غزة- معا- وجهت رابطة علماء فلسطين، رسالة إلى مؤتمر المحامين العرب، المنعقد في العاصمة المصرية، طالبت خلالها بتفعيل قضية الإساءة لشخص الرسول الكريم في المحاكم الدولية وصولاً إلى معاقبة الذين يشوهون الدين الإسلامي، ويعتدون على مشاعر الملايين من المسلمين.

وقالت الرابطة في الرسالة: لقد أساءنا ما سمعناه في العشرين من سبتمبر الماضي من أخبار سيئة، والذي شكل صدمة وغضب ليس لمسلمي الدنمارك وحدها بل لعامة المسلمين، بعد قيام صحف دنماركية بنشر رسوم كاريكاتير مسيئة لشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في استخفاف واضح بمشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم، وتعدٍّ سافر على مقدسات المسلمين، وتجاوز لكافة الخطوط الحمراء".

وتابعت القول: كفى لمثل هذه المهاترات العنصرية، والتي تسهم في تمزيق أواصر العلاقات الإنسانية القائمة على الاحترام المتبادل، وتعمق الفجوات بين أصحاب الديانات السماوية، وتكرس نهج العنصرية، كما تنشر الأحقاد بين شعوب العالم".

وأوضحت رابطة علماء فلسطين في رسالتها أن تردد الحكومة الدنماركية في تقديم الاعتذار الذي يتناسب مع حجم الإساءة زاد من الغضب في صفوف العالم الإسلامي، ومضت تقول: إننا ننظر لهذه الإساءة بخطر بالغ، لأنها تعتبر فتنة، ودعوة لطائفية مقيتة، وتعتبر إساءة للأديان بشكل عام؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام هو نبي مرسل من السماء كما هو حال عيسى وموسى عليهما السلام وكما هو حال سائر الأنبياء جميعا الذين سبقوه ".

وقالت: إن هذا التعامل مع الأديان يعتبر من أحط درجات الأخلاق؛ لأنها تنظر للأديان على أنها شيء وضيع لا احترام له ولا تقدير ولا هيبة ولا قداسة، وهذا أمر يحط من إنسانية الإنسان نفسه، ونحمًل الغرب برمته مسؤوليته عن هذه الإساءات أمام العالم الإسلامي".

وشددت الرابطة أن "هذا العمل سيؤدي إلى خلل كبير في المنظومة الدولية؛ لأن ديننا الحنيف أقدس ما عندنا، قد نضحي بأبنائنا وقد نضحي بأنفسنا وأملاكنا، لكننا لا يمكن أبدا أن نفرط بجزء من دينيا أو بشيء من عقيدتنا، وشخص النبي عليه الصلاة والسلام هو جزء من ديننا وهو أصل من أصول عقيدتنا الغراء، ولذلك لا يمكننا بحال من الأحوال أن نسكت عن هذه الإساءات التي يقوم بها بعض الحاقدين".

تفعيل المقاطعة

ودعت رابطة علماء فلسطين، جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي إلى ضرورة القيام بدورهما تجاه هذه الجريمة التي ترتكب في حق نبي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، كما طالبت حكومات الدول العربية والإسلامية بنقل مشاعر شعوبها الغاضبة إلى الدول المعنية، وأن تمارس كل وسائل الضغط الدبلوماسي والسياسي لتقوم بوقف هذه الحملات التي ترمي إلى المس بالمقدسات الإسلامية وكراهية الإسلام.

واعتبرت موقف الحكومات العربية والإسلامية دون المستوى المطلوب، ولا يشكل ضغطاً عملياً وقوياً ومؤثراً على اقتصاد وعلاقة أي بلد يسيء الأدب مع شخص النبي الموحى إليه من قبل الله عز وجل، مضيفة: نحن نهيب بالدول العربية والإسلامية أن يهبوا لنصرة دينهم، وأن يقفوا وقفة رجل واحد حتى لا يتمادى أولئك في غيهم وضلالهم".

وجددت الرابطة دعوتها للشعوب العربية والإسلامية إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الدنمركية والنرويجية وكل الدول التي تتورط في الإساءة إلى شخص الرسول الكريم، وقالت أن المقاطعة أقل الواجب للرد على الإساءة لشخص الرسول عليه الصلاة والسلام.

كذلك، فقد دعت رابطة علماء فلسطين وسائل الإعلام العربية والإسلامية إلى تسليط الضوء على مظاهر غضب العالم الإسلامي ودعوة الناس إلى مقاطعة منتجات الدنمارك والنرويج، والتنويه لخطورة الإساءة للمصطفى في كل نشرات الأخبار.

وقالت: ندعو إلى تحذير هذه الدول التي تنتهك حرمات المسلمين من مغبة الغضب العارم من الشعوب المسلمة والذي قد يعمل على خروج شبابنا عن طوره ومنهجه للثأر من الإعتداء على نبيهم".

المحاكم الدولية

وأضافت الرابطة: نتوجه إليكم في مؤتمركم المنعقد في جمهورية مصر العربية، أن تقوموا بأداء دوركم كنقابيين باتجاه ما يجري اليوم من انتهاك للحرمات، والذي تمثل في تشويه شخص النبي صلى الله عليه وسلم".

وتابعت القول: إننا في رابطة علماء فلسطين نثق بكم، وفي قدراتكم أن تفَّعلوا دور المحامين من الناحية القانونية، ومن هنا فإننا نوكلكم بهذه المهمة العظيمة، أن ترفعوا ذلك إلى المحاكم الدولية لكي تقوم بدورها ومعاقبة أولئك الذين يشوهون الدين الإسلامي، ويعتدون على مشاعر الملايين من المسلمين".

وختم الرابطة رسالتها بالتأكيد على أن نصرة الدين واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة، وأن كل من يقصر أو يتوانى في ذلك فهو آثم قلبه.