المجاري في خدمة السلام
نشر بتاريخ: 07/02/2006 ( آخر تحديث: 07/02/2006 الساعة: 16:57 )
معا- من المعروف ان المجاري والمياه العادمة لاتعترف بالحدود السياسية فتسارع الى اجتيازها دون اعتبار للحالة السياسية القائمة بين الجيران لتفرض نفسها كمشكلة فوق العادة تتخطى كل الاعتبارات السياسية والجغرافية وغيرها من الاعتبارات التي تحكم العلاقات الدولية .
والعلاقة الفلسطينية الاسرائيلية ليست استثناء لهذه القاعدة لذلك نجد مياه المجاري تتدفق من بيت لحم وبيت ساحور لتختلط بمياه القدس دون الحاجة الى تصريح او تنسيق مما يطرح على المسؤولين في الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني اجندة خاصة يجب ان لا تتاثر بالاجندة السياسية المعقدة بين الطرفين .
وانطلاقا من هذه الحقائق العنيدة سارع وفد فرنسي من منطقة ديلي فرانس حسب ما ذكرته صحيفة يروشليم الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم لزيارة المنطقة بعد موافقة مسؤلي المنطقة او الاقليم الفرنسي على تمويل مشروع مشترك يعنى بتطهير مياه المجاري يخدم مدينة القدس ومدن بيت لحم على ان يمول من ضرائب الاقليم التي يخصص منها نسبة مئوية محددة لدعم المشاريع الدولية .
ممثلو بلدية القدس والمسؤول عن المياه فيها طلبوا من الوفد الفرنسي تولي مهمة تنسيق الاجتماعات بين المختصين الفلسطينين والاسرائيليين في هذا المجال بهدف التنسيق بين الطرفين والاطلاع على حجم المشكلة ليتسنى للطرفين تحديد موقع محطة التطهير الاسرائيلية المنوي اقامتها بين مدينة بيت شيمش وتسور هداسا وكذلك الاتفاق على حجم المياه العادمة التي من المقرر معالجتها في هذه المحطة .
ممثلو بلدية القدس ومسؤولو المياه في اسرائيل طالبوا الوفد الفرنسي ايضا المساعدة في تمويل واعداد المخططات الضرورية لاقامة محطة التطهير المقدرة بين مليون و 2 مليون يورو .
الشركة الفرنسية تعالج هذه الايام المياه العادمة في مناطق جنوب بيت لحم ولكن هذه المرة لن يقتصر نشاطها على اقامة هيئة تنسيقية او هيئة مشتركة اسرائيلية فلسطينية بل يتعدى ذلك بكثير بهدف الوصول الى حلول واقعية للمشاكل البيئية بين الطرفين.
والجدير ذكره ان هذه ليست المرة الاولى التي يتعاون فيها الفلسطينيون والاسرائيليون على حل مشاكل البيئة التي تهم الجانبين بل سبق وان تعاون الجانباين في مشاكل تتعلق بجودة البيئة وقضايا هيدرولوجية تتعدى اثارها الحدود السياسية والجغرافية .