الشيخ رائد صلاح :الانتخابات الفلسطينية عكست مشهدا حضاريا في الحياة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 07/02/2006 ( آخر تحديث: 07/02/2006 الساعة: 17:34 )
قال الشيخ رائد صلاح ان الانتخابات الفلسطينية شكلت تطورا هاما في الحياة الفلسطينية مجسدة مشهدا حضاريا قل نظيره في العالم المتمدن.
ويسر شبكة معا ان نتشر هذه المقابلة مع الشيخ رائد صلاح اجراها الصحفي الزميل سامر خويرة.
س1: كيف تقرءون النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات التشريعية الفلسطينية؟
ج1: انّ الانتخابات الفلسطينية قد جسدت لكل العالم مشهدا حضاريا قام بأدائه اروع اداء شعبنا الفلسطيني حيث جسد لكل العالم ما معنى المنافسة الانتخابية النزيهة والشفافة والديمقراطية بعيدا عن البلطجة والتزييف والقهر السياسي ، وفي نفس الوقت فان هذه الانتخابات قد كانت رسالة واضحة لكل العالم ان شعبنا الفلسطيني يصر على متابعة مشروعه الفلسطيني الساعي الى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف حيث ان هذا النتيجة كانت عبارة عن موقف جديد لشعبنا الفلسطيني من الاتفاقيات التي جرّت عليه ما جرّت من حصار واعتقال وتجويع وبناء اكثر من جدار ان كان حول الضفة الغربية او حول مدينة القدس الشريف ، ولا شك ان هذه الانتخابات قد اظهرت مما لا شك فيه مدى التلاحم الشعبي بين القاعدة الفلسطينية الشعبية وبين حركة حماس ولا يمكن ان ينكر ذلك أي عاقل اطلاقا ، وهذا يعني ان على كل العالم بدون استثناء ان يحترم ارادة هذا الشعب الفلسطيني وان يحترم خياره بعيدا عما سمعناه من تعليقات شاذة ولا محل لها من الاعراب حيث سمعنا من أكثر من جهة وكأنها لا تريد ان تعترف بنتيجة الانتخابات لانها أفرزت حركة حماس وكذلك سمعنا من البعض الذي هدّد بقطع المعونات المالية عن الشعب الفلسطيني وكذلك سمعنا من البعض انه يهدد بتجنيب كل مسيرة من شأنها ان تساعد على دفع عجلة المشروع الفلسطيني الى الأمام.
اننا نقف عند هذه التهديدات مستنكرين كل هذه التهديدات اولا ومتعجبين ممن يقفوا وراءها اذ كيف لهم ان يتغنّوا ليل نهار بحرية التعبير عن الراي والديمقراطية وحق تقرير الشعوب لمصيرها وفي نفس الوقت ها هم قد حاولوا مصادرة ارادة الشعب الفلسطيني ومصادرة خيار هذه الارادة الفلسطينية.
ولذلك اننا اذ نبارك لشعبنا الفلسطيني عامة ما قدمه للعالم من هذا المشهد الصافي والصادق فاننا ندعو كل اولي الشأن على صعيد اقليمي وعالمي ان يحترموا هذه النتيجة وان يتفاعلوا مع هذه النتيجة لانها تعكس مصير الشعب الفلسطيني برمته ولا تعكس مصير حركة حماس فقط او حركة فتح فقط او حركة أي فلسطيني اخر ، ونرى من الواجب في نفس الوقت أن ندعو كل فصائل شعبنا الفلسطيني ان تلتف حول المشروع الفلسطيني من خلال حكومة تجسد الوحدة الوطنية الشاملة والصادقة في أعلى مستوى كي يتعاون الجميع في هذه اللحظات المصيرية التي تمرّ بشعبنا الفلسطيني لحمل هذا الهمّ الكبير والتصدي للاستيطان الاسرائيلي وآفات هذا الاستيطان ثمّ السعي المتواصل لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وإحياء حق العودة لكل ابناء شعبنا الفلسطيني عملا واقعا يعترف به الجميع ، والعمل في نفس الوقت على كنس الاحتلال وكنس كل مستوطنات الاحتلال والسعيي الى اطلاق سراح كل الاسرى الفلسطينيين السياسيين ، وفي نفس الوقت السعي الى اعادة بناء حياة مجتمعنا الفلسطيني في كل جوانبها اليومية الشاملة والوقوف بحزم امام ضرورة الحفاظ على اسلامية وعروبة وفلسطينية القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك ، ان كل هذا الطموح الكبير يحتاج ممما لا شك فيه الى هذا الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة والصادقة لتدفع بهذا الطموحات الى مرحلة التحقيق وازالة كل العوائق التي تقف دونها باذن الله رب العالمين .
س2: هل تعتقدون أن حركة حماس قادرة على قيادة المركب الفلسطيني نحو شاطئ الأمان؟
ج2 : نحن نؤكد ان الشعب الفلسطيني قد أدلى بصوته وقد قال كلمته الأخيرة في صناديق الانتخابات في حالة من الحرية والسرية والشفافية والديمقراطية ، فعلينا ان نحترم هذه الارادة وهذا الخيار ونحن نجزم ان المطلوب ليس الدور الوحيد فقط من حركة حماس المطلوب الدور الشامل من خلال وحدة وطنية فلسطينية من كل الفصائل الفلسطينية يؤازرها تكاتف شعبي فلسطيني في نفس الوقت ويؤازرها دعم متواصل.
، وفي تصوري اذا وجد هذا التكامل من خلال هذه الاجسام التي ذكرتها فان حركة حماس ستحسن ان تقوم بهذا الدور وستحسن كيف تتفاعل مع الموقف الاوروبي والموقف الامريكي والاسرائيلي ، ليس على قاعدة المكرهة او المضغوط عليها او المطالبة بالتنازل وانما ستتفاعل مع هذه الاطراف وفق ما تمليها عليها المصلحة الفلسطينية الشاملة التي تجمع بين هموم اهلنا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشريف وبقية شعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، والذي لا شك يطمع من حماس على سبيل المثال بأن تحيي له من جديد حق العودة عملا ومشروعا لا تنازل عنه اطلاقا ، وقد يتخوف البعض من همّ ما يعرف بالمبالغ المالية التي تصل الى شعبنا الفلسطيني ولذلك اقول ان هذه القضية يجب ان تجد لها المبادرات العملية من عالمنا الاسلامي والعربي كي لا يبقى مستقبل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني برمته تحت رحمة المبالغ الممنوحة من اوروبا ومن غيرها .
س3 : ما هو مستقبل عرب 48 في ظل فوز حركة حماس، وتحديدا مستقبل الحركات الإسلامية داخل الخط الأخضر؟
ج3: نحن بحمد الله رب العالمين لنا وجودنا ولنا حقوقنا في نفس الوقت ونحن دائما وابدا كنا لا نزال نحافظ على وجودنا ونسعى الى الحفاظ عل كل حقوقنا على صعيد مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني في حدود الـ 48 لاننا ما نظرنا الى دورنا على انه الدور المحصور لابناء الحركة الاسلامية فقط ، بل نظرنا الى دورنا على اعتبار اننا نسعى من خلاله الى خدمة كل ابناء مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل على اختلاف الاطياف الدينية والسياسية وذلك بما يتعلق بقضايا الارض والمسكن والمقدسات والخدمات والاقتصاد وما الى ذلك من قضايا كثيرة ، وهنا نؤكد ان نتائج الانتخابات الفلسطينية كما ظهرت قبل اسابيع في تصوري لن يكون لها أي تأثير سلبي علينا اطلاقا بل سنواصل تشبثنا بوجودنا وبحقوقنا وسنواصل بالقدر المستطاع المساهمة بخدمة شعبنا الفلسطيني الساعي الى قيام دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وسنواصل بإذن الله التواصل المكشوف والشفاف والقانوني مع عالمنا الاسلامي والعربي ومع الحاضر الانساني وهذا حقنا الواضح الذي لا غبار عليه على الاطلاق ، وفي نفس الوقت فاننا سنواصل تمسكنا بكل ابعاد شخصيتنا التي يتضافر فيها انتماؤنا العقائدي والقومي والوطني في اطار الشخصية الواحدة ذات القيم الاسلامية العربية ، وذات التواصل الاسلامي العربي الاسلامي الفلسطيني وهذا مرة اخرى اقول هو حقنا الذي لا تنازل عنه اطلاقا .
س4: كيف تقيمون الموقف الإسرائيلي الرافض لأي تحرك ايجابي مع حكومة قد تقودها حماس؟
ج4 : هذا ما نوهت اليه خلال أجوبتي السابقة وقلت انّ هذا الموقف الاسرائيلي موقف مستنكر ومستهجن في نفس الوقت لأن حماس لم تدخل الى المجلس التشريعي الفلسطيني عبر الدبابات والطائرات الامريكية او غيرها ، بل دخلت الى هذا المجلس من خلال ارادة الشعب الفلسطيني واختياره ، ومن الواضح ان القضية الفلسطينية هي ليست قضية حماس فقط بل هي قضية كل الشعب الفلسطيني ، ولقد قال الشعب الفلسطيني صاحب هذه القضية كلمته وهذا يعني انه يسعى من خلال هذه الكلمة التي قالها عبر صناديق الانتخابات الى مواصلة سعيه لقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، فعلى الطرف الاسرائيلي خاصة ان يحترم هذه الارادة وان يحترم هذا الخيار وان يعترف انّ هناك مسيرة فلسطينية ذات دور واضح لا يجوز في أي حال من الاحوال نزع شرعية هذا الدور وان أفرز حماس في هذه الانتخابات ، وفي تصوري إنّ أي اصرار اسرائيلي على نزع شرعية هذا الحق الفلسطيني العام يعني في نظري مواصلة الطرف الاسرائيلي التنكر للشعب الفلسطيني كشعب له حقه في الوجود وله حقه في قيام دولته وبناء حاضره ومستقبله .
س5: ما هو تأثير نتائج الانتخبات الفلسطينية على قضية القدس والمسجد الاقصى المبارك ؟
ج5 : انا ايضا نوهت في خلال اجوبتي لهذه القضية وأؤكد واقول ان هذه الانتخابات قد عكست امورا كثيرة ومن ضمن ما عكسته هذه الانتخابات هو اصرار شعبنا الفلسطيني على التمسك بحقه في القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك ، سيما واذا عرفنا ان غالب المقاعد التي خصصت لأهلنا في القدس الشريف قد فاز بها ممثلون عن حركة حماس ، وسيما اذا عرفنا ان شعبنا الفلسطيني رفض اصلا اقامة هذه الانتخابات الاّ اذا أخذت بعين الاعتبار مشاركة أهلنا في القدس الشريف وهذا ما كان ، ولذلك في تصوري ان هذه الانتخابات لم تكن استفتاء حول لمن تعطى العضوية في المجلس التشريعي فقط ، بل كانت استفتاء واضحا هل نتمسك بالقدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك أم لا ، والنتيجة بالأرقام تقول ان الشعب الفلسطيني يجمع على ضرورة التمسك بهذا الحق في القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك ، وفي نظري هذا التحليل الذي أقوله ليس تحليلا شخصيا عندي فقط ، بل ان المؤسسة الاسرائيلية قد أدركت ذلك جيدا والطرف الاوروبي والامريكي قد أدرك ذلك جيدا ، والعالم الاسلامي والعربي قد أدرك ذلك جيدا ولا شك أن اعضاء المجلس التشريعي الجدد قد ادركوا ذلك جيدا بما في ذلك حركة حماس، وهذا يعني ان على الجميع ان يأخذ بعين الاعتبار هذا الاجماع الفلسطيني على الحق في القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك وان يأخذوا هذا بعين الاعتبار خلال أي تحرك في المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية خلال الايام القادمة وخلال السنوات القادمة .