الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معسكر غوانتانامو الأمريكي .. مسيرةُ عذاب لن تنتهي/ بقلم :غسان مصطفى الشامي

نشر بتاريخ: 08/02/2006 ( آخر تحديث: 08/02/2006 الساعة: 16:46 )

متى ينتهي الإرهاب في هذا العالم ؟؟ومتى تنتهي آلالام وآهات وأنات المعتقلين والمعذبين ظلماً وعدوانا في هذا العالم ؟؟ متى ينتشر الحب والأمان ويحل السلمُ والرخاءُ على هذه البشرية جمعاء .

المشهد يتكرر يوميا والمأساة تزداد ... والصمت يخيم على الوجوه الدولية والعالمية ... وإلى متى ؟؟ نصرخ بأعلى صوتنا ... متى تنتهي معاناة وآلالام معتقلي معسكر غوانتاناموا الأمريكي سيئ الصيت والسمعة ؟؟ وما هو الذنب الأعظم والجريمة الكبرى التي اقترفتها أيديهم ؟؟ هل هو الإرهاب ـ حسب وجهة النظرة الأمريكية ـ أم ماذا ؟؟ ما هي الجريمة التي ارتكبها الزميل الصحفي سامي الحاج ـ مصور قناة الجزيرة الفضائية ـ ليزج به في غياهب معسكر الظلم الأمريكي ؟؟ وما هو ذنب أطفالهم وأسرهم ليعيشوا مأساتهم وأناتهم وآلالامهم ؟؟

إلى متى يعيش آلالاف الأبرياء من شتى دول العالم مأساة حقيقية أمام مرأى ومسمع العالم ؟؟ لماذا هذا في حقهم ؟؟ ... سئمنا ونحن نسمع ديباجات التعليقات الأمريكية الروتينية التي تجعل " الإرهاب " شماعة تُعلق أمريكا عليها جرائمها بحق العالم والبشرية جمعاء ...

أيتها الحضارة الأمريكية البائدة ...إن انتهاك حقوق الإنسان وكافة المعاهدات والمواثيق الدولية لن يستمر ، وسينتهي بإذن الله ... وسيعلن عن قريب انتهاءك عن هذا العالم بلا عودة ولعلي هنا اذكر حديث الصحافة الأمريكية عن كتاب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بعنوان " قيمنا المهددة وأزمة الأخلاق في الحضارة الأمريكية " الذي أشار فيه إلى السياسات التي تتبعها الإدارة الأمريكية والتي تتعارض مع أهم بند في منظومة المبادئ الأمريكية ألا وهو نشر السلام بين شعوب العالم ، ليتحول هذا المبدأ بحسب كارتر إلى سياسة غزو وقصف بلدان العالم بالقنابل والصواريخ ولتصبح سياسةٌ أمريكيةٌ معلنة ، فيما أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي تأييده لمبدأ التعذيب والاعتقالات في السجونِ بلا محاكمة ولا ضمانات ولا حقوق قانونية للمعتقلين .

ويقول كارتر : إنّ سياسة الإدارة الأمريكية الحالية بدأت تَنخرُ في عظامِ الحضارةِ الأمريكية وتُهدد بانهيارِ القيمِ النبيلة التي قامت عليها هذه الحضارة ، وبدلاً من تلك القيم النبيلة يَغلب على هذه الإدارةِ جُنون العظمة والتجبر ، وتحولت من دور الحارس للسلام العالمي كما كانت إلى دورِ المعتدي والقاتل بلا تمييز ،مع الاستخفاف بحقوق الإنسان ، وإهدار الحريات وتفشي الأصولية المسيحية واستفحالِ نفوذها على المستويينِ الديني والحكومي " .

إن الحديث عن مأساة معسكر غوانتاناموا الأمريكي لن تنتهي إلا بانتهاء الشر الأكبر في هذا العالم ، وربما انقل لكم ما قاله احد الجنود الأمريكيين عندما سئل عن التعذيب في السجون الأمريكية قال : كنا نوجه اللكمات والركلات لرؤوسهم وصدورهم وسيقانهم وبطونهم ، وكنا نَرميهم على الأرض ونلقي التراب والقاذورات عليهم ، فيما كنا نَعرض بعضهم للضرب بعصا كهربائية كيميائية مكسورة ، كانت تجعلهم يتوهجون في الظلام وكان ذلك مسليا لنا كجنود ...

والسؤال الهام هنا أين التزام دولة الحضارة الأمريكية بمعاهدات جنيف ووثائق حقوق الإنسان الدولية التي تطالب العالم بالالتزام بها ؟؟

وعندما نتحدث عن مأساةِ غوانتانامو لن ينتهي بنا الحديث عن هذا المعسكر الأمريكي المرعب وعن آلالاف الأشخاص الذي يعيشون بداخله ، حياةً ملؤها الآلام والتعذيب ، حياة بؤسٍ شديد لبني البشر ، فهم يُجبرون على أكلِ الطعام من قبل سلطات السجن بواسطة أنابيب دون مواد تخدير ، فضلا عن أن هذه السلطات تحاول تجريد معتقلي معسكر غوانتانامو من حقوقهم الحياتية والإنسانية ، ولا ننسى هنا أن بعض الأسر التي تعرف أن أبناءها اعتقلوا في هذا المعسكر لا يعرفون أي شيء عنهم ، ومصيرهم مجهول ... إلى متى يستمر هذا الظلم الأمريكي في تعذيب الأبرياء وأسرهم ؟؟ ...

أما آن الأوان أن تنتهي هذه المأساة ... أما آن الأوان أن يعود الأبرياء إلى أوطانهم وتحتضنهم أسرهم ؟؟ إلى متى تبقى مأساة الزميل الصحفي سامي الحاج ؟؟ قلوبنا معكم أبرياء العالم في معسكر الظلم الأمريكي ...