فوز حماس ومقاييس الجودة الاسرائيلية
نشر بتاريخ: 09/02/2006 ( آخر تحديث: 09/02/2006 الساعة: 19:24 )
معا- يشهد المجتمع الاسرائيلي هذه الايام نقاشا حادا ومتشعبا حول تساؤل كبير وهو هل فوز حماس جيد ام سيئ لاسرائيل ؟.
اوساط يمينية واسعة وبعض الاوساط الاسرائيلية الاخرى تعتبر فوز حماس سيئ جدا بالنسبة لاسرائيل كونها ترفع راية ازالة الدولة الصهيونية من الوجود عدا عن مسؤوليتها عن معظم العمليات الانتحارية التي شهدها السنوات الاربع الماضية من عمر الانتفاضة ويرى هذا الجانب في وصول حماس لسدة الحكم في السلطة الفلسطينية توسيعا لامكانيات وقدرات الحركة من خلال الاستفادة من امكانيات السلطة المنظمة .
الطرف الاخر من النقاش الداخلي في المجتمع الاسرائيلي يتمثل في موقف اليسار وبعض الشرائح الاخرى الذين يعتقدون بامكانية اعتدال حماس نتيجة توليها مسؤوليات السلطة الفلسطينية التي توجب على الحركة السعي الحثيث لتوفير لقمة العيش للشعب الفلسطيني وفرص العمل الشحيحية هذه الايام .
وفي تحليل بسيط سنكتشف ان طرفي المعادلة داخل المجتمع الاسرائيلي على خطأ فمثلا ما الذي ستحصل عليه حماس من خلال تواجدها في مقاعد السلطة ؟ وما الذي تستطيع القيام به اثناء توليها السلطة ولم تستطع القيام به سابقا ؟ نحن نستطيع الادعاء ان قوة حماس في السلطة ستزداد وتتسع من خلال سيطرتها على امكانيات المؤسسة الفلسطينية لكن في المقابل خطورة هذا التوسع لا تذكر بجانب خطورة العمليات الانتحارية التي لن تستطيع حماس تنفيذها اثناء وجودها في السلطة .
يجب علينا ان لانعود الى الخطأ القاتل الذي ارتكبناه بداية الانتفاضة حيث تركز جهدنا على محاربة اجهزة السلطة واعتبرنا ان الامر لا يعدوا كونه اخلال بالنظام العام واغلاق مفترق نتساريم متناسين ان الخطر الحقيقي كان يكمن في تشويش مجرى الحياة اليومية داخل اسرائيل عن طريق تنفيذ العمليات الانتحارية وفقط بعد اهدار وقت طويل ودفع ثمن باهظ تعلمنا ايجاد سياسة فعالة استطاعة تخفيض هذه العمليات بشكل كبير عن طريق مساعي دبلوماسية واسعة النطاق وعزل قوى الارهاب "حماس والجهاد الاسلامي " واعادة احتلال الضفة الغربية وتنفيذ عمليات اعتقال واسعة ضد نشطاء التنظيمات الفلسطينية واغتيال بعض زعماء الارهاب الفلسطيني مثل " الشيخ ياسين والرنتيسي " عدا عن اقامة جدار الفصل .
جميع هذه الاجراءات اجبرت حماس على وقف اطلاق النار من طرف واحد ليس لان الحركة ادركت حقيقة الوجود الصهيوني لكنه الضغط القوي الذي مورس ضدها.
وكذلك الادعاء باحتمال اعتدال حماس يمكن اثبات خطئه رغم منطقيته وعمليته وواقعيته الظاهرة خاصة وان التجربة اثبتت ان الفلسطينيين ومنذ لجنة بل وقرار التقسيم يختارون الايديولوجية على الحل الوسط فيما اذا خيروا بين الاثنتين .
وفوز حماس الساحق لا يدلل على ميل الفلسطينين للتطرف وانما يكشف وجههم الحقيقي ورأيهم الذي لم يستطيعوا التعبير عنه بشكل علني .
من الضروري ان نفهم سواء كنا في اليمين او اليسار الاسرائيلي ان انتخاب حماس يعبر عن موقف الفلسطينين الحقيقي وان هذا الصراع سيستمر لسنوات وسنوات وعلينا ان ندرك ان عدونا الحقيقي ليس الارهاب الذي نستطيع التغلب عليه وانما الخداع الداخلي والذاتي الذي نمارسه ضد بعضنا البعض .
خلاصة القول انتخاب حماس لن يزيد الارهاب لان توقفه ومنعه منوط بقوتنا وما نفعله نحن وهذه القوة والقدرة لم تتغير رغم فوز حماس وكذلك لن يدفع الحركة نحو الاعتدال وستبقى حماس هي نفس الحركة التي عرفناها والتغيير الوحيد هو مدى قدرتنا على قراءة العدو .
ونستطيع القول اخيرا ان فوز حماس وبكلا المفهومين السابقين هو لمصلحة اليهود كونه سيمنع الفلسطينين من الاستمرار في الحديث عن السلام وتنفيذ العمليات الارهابية في نفس الوقت .
يتسحق بن - يديعوت احرونوت