ثورةُ الفَاتح تُحرر إعلامها /بقلم: غسان مصطفى الشامي
نشر بتاريخ: 12/02/2006 ( آخر تحديث: 12/02/2006 الساعة: 17:45 )
معا- أَعلن التاريخُ اليوم ...ثورةٌ فاتحيةٌ جديدة .. وانقلابٌ جديدٌ ...يصنع حياةٌ جديدةٌ للإنسانِ العَربي الليبي ... ويعملُ على تحررهِ من أوهامِ الماضي للعيشِ في عصرهِ الجديد ... أخي في العروبةِ والدمِ أُهنئكَ تهنئةً قلبيةٍ حارة على الثورةِ الفاتحيةِ الإعلاميةِ الجديدة .. فبَعد سنواتٍ من الظلامِ الدامسِ عشتها أخي لا تعرفُ طعماً للعيشِ في وطنكَ العربي ، كنتَ تعيشُ حالةً من البؤسِ والشقاءِ والظلمِ الاجتماعي ... أَخي في العروبةِ انتَهى عصرُ الزمنِ القديم ... ليُعلنَ عن بزوغِ فجرٍ جديد ... فجرُ الحريةِ الإعلاميةِ ... وينجلي عهدُ الشقاءِ الكبير ...
أُعلنَ اليومَ في بلدِ الثوريين والأحرار ... بلدُ ثورةُ الفاتح ... عن بزوغِ فجرٍ جديد ... يَصنعُ عالماً آخرَ ...عالمُ الحُرية والبناءِ والتطورِ الحضاري والعَصري ... ويزيلُ الهمومَ والأوهامَ عن الإنسانِ العَربي الليبي ...
في حدثٍ تاريخي هَام أُعلنَ في العاصمةِ الليبيةِ طَرابُلس عَن إطلاقِ العنانِ لحريةِ الإعلامِ بعد مضي سبعةٌ وثلاثينَ عاما من الشقاءِ وسيطرةِ نظامِ الحكمِ القذافي على كافةِ أجهزةِ البلاد ، حيث أَعلنت سلطاتُ البلاد عَن طفرةٍ إعلاميةٍ ليبيةٍ جديدة تبعثُ الأملَ الكبير في خلقِ واقعٍ جَديد يَحياه الليبيون وعصرٍ إعلامي حر، يُؤسِسُ لحياةٍ أفضلِ ومجتمعٍ تَنويري أَفضل ...
فقد سَمحت ليبيا لمؤسسةِ القذافي الخيرية التي يَتَرأسُها نجلُ الزعيمُ الليبي ـ العَقيد مُعَمر القذافي ـ سيفُ الإسلام القذافي ، بإنشاءِ شَركةٍ إعلاميةٍ خاصة تعملُ على تنفيذِ عددٍ كبيرٍ مِن المشاريع الإعلامية الحرة ، منها إطلاقُ الإذاعاتِ وقنواتِ البثِ الفضائي ، فيما تعتزمُ هذه الشركة الخاصة على إنشاءِ قناة تلفزيونيةٍ فضائيةٍ سيُعلنُ عن انطلاقها رَسمياً مطلعُ العام القادم ، فيما ستكونُ نسبةُ 60% من كوادرِ هذه القناة وطواقمها العاملة وطنية ، و نسبة ِ40% من طواقمها أَجنبية ، كما تم التعاقدُ مع دورِ نشرٍ عالميةٍ ، وستتولى الشركة توزيع 50 مَطبوعة عالمية وعربية في ليبيا بعد أن كَان عدد من المطبوعاتِ الأجنبيةِ فُرِض الحظر الليبي عليها مُنذ عامِ (1992م) ..
ولَعلي هُنا اَستبشرُ خيراً كثيراً بهذه العقليةُ الليبية المتفتحة وهذا التطورُ الكبير والواضح في الفكرِ الليبي ، ليَسيرَ في الطريقِ الصحيحِ نحو التقدمِ والعلوِ والارتقاءِ بقدراتِ المواطن الليبي العربي ويَنقُلُه من حياةِ الروتينيةِ والكآبة إلى حياةِ التطورِ الحَضاري والتقدمِ العلمي ليَخلِقُ من دولتهِ ، دولةً عظيمةً تَخضعُ لها الرِقاب ...
لقد عَاش المواطنُ الليبي العربي في ظلِ السيطرةِ الحاكمية للنظامِ القذافي ـ حياةً بائسةً بسببِ الحكمِ الشمولي المُطلَقُ ، الذي نتج عنه الكثيرُ من المصائبِ والأزماتِ ، فالموطن الليبي يعاني من قلةِ المخصصاتِ المالية لسدِ حَاجته في الكثيرِ من مجالاتِ الصحةِ والتعليمِ والخدماتِ الاجتماعيةِ والكسادِ الاقتصادي وارتفاعِ الأسعَار وغَيرُها ... فَلِماذا يَعيشُ هَذا المواطنُ مِثلُ هذه الكآبة وهو في بلدٍ يُعدُ بتروليا من أَغنى بلدانِ العَالم ؟؟ ..
متى تَتَحررُ الشعوبِ العربية ؟؟ ومتى تَصحو أَنظِمَتنا الموقرة من غفلتِها ؟؟ وتدرك أن العالم من حولها يَعيشُ في عصرِ المَريخ !! وعصرِ العالمِ الصغيرِ بين يديك !! إلى مَتى نَبقَى كشُعوبٍ عربيةٍ نعيشُ في عصرِ الظُلماتِ العربي ؟؟ أمَا آن الأوان .. ؟؟ كَفى لَقد مَللنا من العيشِ في بوتقةِ الحاكمُ وسطوةِ الجلاد ؟؟ ..
أَما عن حياةِ صاحبةِ الجلالةِ في البلاطِ الملوكي الليبي فحَدث عَنها ولا حَرج ... فهي مَلكةٌ جميلةٌ ولكنها أَسيرةٌ في قَفَصِها الذَهبي ... وتحتاجُ إلى الفارسِ الهمامِ الذي يَمتَطِي صَهوةِ جَوادهِ ليَعتِقها ويحلق بها في سماءِ الحريةِ الإعلامية ....إلى عالمٍ آخر غُيرَ الذي تَحياه ...
الصحافةُ في ليبيا منذُ قَديمِ الأزلِ تَعيشُ في كنفِ النظامِ الحاكمِ وتحت سيطرةٍ حكوميةٍ بحتةٍ ، فلا مجالَ للرأي الحُر أو الصَحافةُ المُستقلة ، وكلُ فردٍ من أفراد الرعية يعمل تحت وطأة الحاكم وبإمرته ...
إن الصحافةَ في ليبيا تحتاجُ إلى إعادةِ إحياءٍ وبعثٍ جديد ، فهي تحتاج إلى تحريرٍ من سلطاتِ المسئولِ والخروج بها من دائرةِ الرقابةِ الحكومية ، والعمل بقانونِ الصُحف والمَطبوعات الليبي رقم (67) الصَادرُ في عام (1972م ) ، كما تتطلب الصحافة الليبية العمل الجاد من اجلِ دعمِ استقلاليتها الإداريةِ والتحرريةِ ، وإيجادِ صَحافة حُرة وفَتحِ المَجال الواسعِ للصحافةِ المستقلة ...
فقد أعجَبني أحدُ الصحفيين الليبيين عِندما سُئل عن حريةِ الصحافةِ في ليبيا فأجاب " لا مستقبل لصحافة ليبية من دون وجود صحافة مستقلة " ، كما يحتاج الصَحفي الليبي إلى إعادةِ تأهيل ودورات تدريبية تعملُ على صقلِ موهِبته في العملِ الإعلامي وتَطويرِ كفأءته وقدراتهِ العملية والعلميةِ ، فيما يتطلب من الحَاكم الليبي منح الصحفيين مميزات تُميزهم عن غَيرهم ... الكثير الكثيرُ من الأمور يحتاجها الإعلام الليبي العربي ليخرج من عصر الظلمات إلى الحياة الازدهار الإعلامي الجديد ..
ونأملُ أن تكون ساعةُ الصِفر قد دُقت إيذَانا ببدءِ عهدٍ جديدٍ وإعلاناً عن برامجِ إعلاميةٍ حرة في ليبيا تعملُ على تغييرِ واقع الحياة الإعلامية وخارطته وتحرك المياه الراكدة وتُنيرالحياة في البلد العربي الليبي ...