الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عيد الحب في عيون الشباب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 14/02/2006 ( آخر تحديث: 14/02/2006 الساعة: 06:02 )
رام الله- معا- تزدان الشوارع العالمية يوم الرابع عشر من شباط باللون الاحمر، ويتناقل الاحبة و العشاق الورود و الهدايا ، محتفلين بعيد الحب او " السانت فلانتين " . و تتفاوت الاحتفالات من بلد لاخر وفقا للعادات و التقاليد و الاعراف ، اما في فلسطين ، فان مظاهر الاحتفال تكاد تكون غائبة بسبب الظروف اليومية التي يخلقها الاحتلال من قتل و اعتقال و تدمير و حواجز تقطع اوصال الوطن و الاحبة ، ملقية هموما كبيرة على الكاهل الفلسطينيين .
و تقتصر الاحتفالات في فلسطين ، على تبادل الهدايا الرمزية كالورود و العطور و الملابس ، او التهاني عبر الرسائل القصيرة و البريد الالكتروني ، اضافة لبعض الحفلات الغنائية التي تنظمها بعض المطاعم و الصالات لاحياء هذه المناسبة .

قصة " عيد الحب "
تتناول الكتب روايات مختلفة عن بدايات الاحتفال بعيد الحب او بالاحرى عيد القديس فلانتين . ويقال ان القصة تعود للقديس فلانتين الذي عاش في اواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الامبراطور الروماني كلاوديوس .
وقام الامبراطور باعدام القديس فلانتين في 14 فبراير من عام 270م ، و ذلك بعد ان خالف اوامره سواء بالتبشير الى المسيحية او بسبب عقده سرا للزيجات في كنيسته مخالفا امر الامبراطور بمنع عقد اي قران ، لاعتقاده ان العزاب اشد وطاة في الحروب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب للجبهة .
و تشير الروايات الى ان القديس فلانتين اعتبر رمز الحب ، و بدا العالم باحياء عيد الحب سنويا تخليدا لذكراه .

عيد الحب في فلسطين

تختلف النظرة لعيد الحب بين الشباب الفلسطيني ، فالبعض يبدي اهتمامه بهذا العيد و البعض الاخر يتجاهله . يقول الشاب حسام البرغوثي ان " الحب موجود بالفطرة عند الانسان منذ ولادته، سواء حب الاهل او الزوجة او الحبيبة ، وبالتالي لا يجب اختزال الحب في يوم واحد ."

و تستغرب الطالبة نداء حمدية الاهتمام الكبير بعيد الحب و تقول ساخرة : " انا اقترح جعله عيد وطني ، و ان تخصص عطلة رسمية في هذا اليوم !!! " .
كما ان الطالب حنا الياس لا يعنيه عيد الحب كثيرا و يقول : " دول العالم تحتفل بعيد الحب كغيره من الاعياد الدينية و الوطنية ، اما عندنا فالاحتفالات تقتصر على بعض المدن مثل رام الله و القدس و بيت لحم ، حيث تعج محلات الهدايا و الورد و المطاعم و الحفلات بالشباب المحتفلين . "

و تعتبر " مي " ان عيد الحب يخص الاشخاص المرتبطين اكثر ، و هناك اهتمام كبير به في مختلف انحاء العالم ، و تؤكد ان " الذي يحب يعتبر كل يوم عيد حب و ليس يوما واحدا في السنة . "

ويرفض احمد فراج فكرة الاحتفال بعيد الحب و يقول : " عيد الحب بدعة صهيونية امريكية غربية لالهاء الشباب العربي عن القضايا الهامة و المشاكل التي يعانوها ، و هو مفروض فرضا علينا من الغرب . "

و تقول الطالبة عبير اسماعيل : " انا غير مهتمة بعيد الحب فانا لا اذكر تاريخ ميلادي لكي اتذكر عيد الحب !!! "

ويعرف محمد ابو الظاهر عيد الحب بانه " احساس جميل و شعور يمتلكه الشخص المفعم بالحياة و الممتلئة دنياه بالاماني و الامال." ويؤكد ان مظاهر عيد الحب في فلسطين" حية في قلوب العشاق، فرغم الاحتلال هناك خير في حياة الانسان لكي يبتعد عن الشر والعدوان ."

وختاما، ربما لا تبرز مظاهر الاحتفالات بعيد الحب ولكنها تبقى موجودة في شعب اعتاد على العيش تحت نير الاحتلال، فالحياة لا بد ان تستمر . و يبقى الحب عامرا في قلوب الفلسطينيين، ويبقى الامل ببزوغ فجر جديد يحمل معه زوال الاحتلال و الامن و السلام .