الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفالنتاين يضيء قلوب العشاق بشقائق النعمان

نشر بتاريخ: 14/02/2006 ( آخر تحديث: 14/02/2006 الساعة: 21:17 )

عمّان -الغد - تغريد الرشق - ما انفك عيد الحب "الفالنتاين" يضيء معابد العشاق بالفرح والدهشة وشقائق النعمان الحمراء. وما برحت هذه المناسبة السنوية تمنح المحبين إحساسا غامضا بأن "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" كما يقول الشاعر محمود درويش. وبدت ملامح الاحتفال بالفالنتاين في عمّان واضحة في غير مكان ومجمع تجاري،فضلا عن الاعلانات التي تزخر بها الشوراع معلنة قدوم "الفالنتاين" الذي لا يعرف حكايته كثيرون ، من بينهم عماد الدين شاهين.

ويقول شاهين ( 60 عاما) انه بدأ يلاحظ الاهتمام بهذا العيد أخيرا وكان يسأل ابناءه عما يتحدثون عنه عندما يتناهى لمسامعه جزء من حواراتهم، إذ ظننت في البداية أن الفالنتاين" اسم جديد لشوكولاته او حلوى". ويتابع"كنت اقرأ بالصحف الاسم مترافقا مع علب حلوى او ورود ولم يخطر ببالي انه هناك شيئا يدعى عيد حب".

ورغم نكران شاهين لهذه المناسبة، إلا أن الضغط الهائل على شبكات الهاتف المحمول الذي يحدث اليوم يؤكد أن الفالنتاين مناسبة تستهوي قطاعا عريضا من الناس. وتزدهر في هذا اليوم الرسائل والبطاقات الالكترونية عبر البريد الالكتروني ، إذ تتسابق شركات الانترنت في طرح بطاقات معايدة. ومنها ما يرسل اغنيات او ضحكات او حتى قبلات.

ويرتبط عيد الحب، تاريخيا، بالقديس فالنتاين الذي عاش في روما في القرن الثالث، عندما كانت روما تحت حكم الامبراطور كلاوديوس الذي قرر ان يمنع زواج الشباب لأن هذا القرار سيمكنهم من الانضمام للجيش من دون قلق على زوجات او اطفال.

وكجزء من مقاومته هذا القرار، كان القديس فالنتين يقوم بتزويج الشباب بالسر. ولما اكتشف أمره زج به في السجن وحكم عليه بالموت.

وتذكر روايات بأن القديس فالنتاين أحب خلال فترة سجنه ابنة السجان التي داومت على زيارته ورفع معنوياته. كما يقال إن العديد من الشبان والشابات كانوا يزورون سجنه باستمرار ويقومون بإلقاء الورود ورسائل الدعم والتأييد الصغيرة من خلال شباك زنزانته، معبرين فيها عن ايمانهم المطلق بالحب.

وتتابع الروايات بأنه في اليوم الذي حدد لتنفيذ حكم الاعدام عليه، وعندما عرف انه سيموت كتب رسالة صغيرة للفتاة التي أحبها شاكرا لها صداقتها ووفاءها، وختمها بعبارة"Love from your Valentine" ، وكان ذلك بتاريخ 14/2/269 . ليتحول هذا التاريخ إلى مناسبة لإعلاء قيمة الحب يحتفل بها الناس وتخفق لها قلوبهم في كل مكان.

وتختلف نظرة المرأة عن الرجل حول عيد الحب. فبالنسبة للكاتب سامح محاريق فان المرأة هي الطرف المنتظر الذي يعطي أهمية للأمور أكثر من الطرف المبادر. "فالمرأة تنتظر بتلهف مدى اهتمام الرجل فيها وتعتبر أن عيد الحب اختبار للرجل ليثبت من خلاله اهتمامه وحبه لها ". ويعتقد أن عيد الحب انفصل عن معناه الحقيقي ليصبح موضة لا يعرف معظم المحتفلين بها أصله التاريخي.

وتستذكر رئيسة تحرير مجلة "تايكي" التي تصدر عن أمانة عمّان بسمة النسور عيد الحب فترة نهاية التسعينيات من القرن الماضي. وتقول "بالنسبة لجيلنا فان عيد الحب يمثل فكرة طارئة لم نتعود على وجودها في سن المراهقة ولم تكن ضمن تقاليدنا". أما بالنسبة لمشاهدتها الخاصة هذه الأيام فترى النسور ان الفتيات أكثر اهتماما بفكرة الفالنتاين لأنه حتى مع تغير الأجيال واستقلالية الفتاة في هذا الوقت،فان "المبادرة تبقى مطلوبة من الرجل ليقدم لها الوردة الحمراء" . وتستدرك لافتة إلى أن فكرة الحب واسعة وتشمل جميع الحالات الإنسانية ومن الصعب تجزئتها.

ويرى بعضهم في الاحتفال بيوم الحب استغلالا تجاريا يفسد أخلاق الشبان والفتيات حسبما يقول عامر داوود 34 عاما والذي يعتقد ان

"هذه المناسبة تروج لسلوكيات مرفوضة دينيا ليست لها علاقة بالتراث مثل الصداقة بين الجنسين ". ويضيف بأنها "بدعة أحيتها العقلية التجارية التي تهدف الى الربح على حساب الاخلاق".

ويتساءل ايهاب المصري "لماذا نحتاج إلى يوم خاص لنخبر شخصا ما كم نحبه؟" ، ويزيد "الذي يحب يظهر لحبيبه هذه المشاعر كل يوم وكل لحظة. كما ان الحب يظهر بالأفعال والعشرة وليس بكرت معايدة او هدية او حتى وردة".

ويشير مسؤول احدى المكتبات في منطقة عبدون علي النابلسي الى ان "عيد الحب يعد من اكثر المناسبات التي يقبل الناس فيها على شراء بطاقات المعايدة الى جانب عيد الميلاد الكريسماس". كما يشير الى ان الزبائن يتساوون من الجنسين من حيث الشراء.

ويذكر ان الناس بشكل عام تقبل على شراء البطاقات في الأسبوع الأخير قبل الفالنتين ولكن اليوم السابق له يشهد حركة كثيفة جدا. كما ان غالبية الناس يعتبرون البطاقة مرافقة للهدية ولا يكتفون بها وحدها.

بالنسبة لأسعار بطاقات الفالنتاين ، يشير النابلسي الى انها "تتراوح ما بين 70 قرشا و125 قرشا .اما الألوان فيزداد الاقبال على شراء البطاقات ذات اللون الأحمر منها او المزينة بقلوب او رسمات حمراء.

وتقول اخلاص عباس (29 عاما) "ليس العشاء أو الزهور هي التي تجعل هذا اليوم يوما خاصا،بل الشخص الذي ترافقه في هذا اليوم". وتتابع بأن "الذكرى المفضلة بالنسبة لي هي ذهابي لتناول طعام العشاء مع رجل كنت أحبه. ومن المحزن أن أفكر في هذا الأمر الآن، لأن العلاقة بيننا انتهت". وتشيرالى ان "هذا اليوم اصبح يحمل ذكرى مؤلمة بالنسبة لي".

ويرى كثيرون أن الحب لا ينبغي ان يقتصر على يوم واحد في السنة، الا ان هذا لا يمنع من الاحتفال به وتخصيص يوم معين له،كما هو الحال في عيد الأم .