عريقات : الهدنة طويلة الأمد من أخطر المصطلحات التي طرحت في الأونة الأخيرة
نشر بتاريخ: 16/02/2006 ( آخر تحديث: 16/02/2006 الساعة: 19:12 )
رام الله - معا- قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي القادم الدكتور صائب عريقات إن ما طرح في الأونة الأخير من مصطلح والذي سمى بالهدنة طويلة الأمد أو وقف المقاومة من أخطر المصطلحات التي طرحت على الساحة الفلسطينية لأنه يأتي بالتساوق مع ما تريده حكومة الاحتلال من مرحلة انتقالية طويلة الأمد تعمل من خلالها دولة الاحتلال على اسقاط مدينة القدس وإسقاط ملفات اللاجئين حق العودة والحدود وزيادة الاستيطان ونهب مزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة والقدس.
وأضاف عريقات في حوار خاص لمركز الأسرى للاعلام أن حكومة الاحتلال لا تريد شريكا للسلام بل تريد هدنة طويلة مقابل اعتراف أي حكومة فلسطينية بالمرحلة الانتقالية طويلة الأمد مضيفاً أنها تريد طرفا فلسطينيا يقول نحن لن نفاوض لن نعترف ولكن نقبل الحقائق على الأرض بدولة ذات حدود مؤقتة مع إسقاط ملفات الحدود والقدس واللاجئين.
ودعا رئيس دائرة المفاوضات الحكومة الفلسطينية المقبلة الى التمسك بالتوابث الفلسطينية محذرها من مخاطر المشروع الاحتلالي الذي يهدف الى طمس القضية الفلسطينية والتلاعب على القرارات المواثيق الدولية من خلال تأجيل المفاوضات النهائية التي تناقش القضايا الرئيسية للقضية الفلسطينية.
برنامج الحكومة المقبلة سيحدد اتجاهاتنا
وفيما يتعلق بمشاركة فتح في الحكومة الفلسطينية المقبلة والتي ستشكلها حماس قال عريقات "عندما تكلف حركة حماس رسمياً فإن برنامجها هو الذي سيحدد اتجاهاتنا نحوها نحن قلنا سنكون في المعارضة البناءة الهادفة لن نضع العراقيل لحماس نحن بحاجة الى اعادة بنائنا من جديد وسندعم الحكومة الفلسطينية القادمة بالمعارضة.
مضيفاً نحن في حركة فتح لدينا برنامج يقوم على أساس الشرعية الدولية والعربية والاعتراف بدولتين والتزامات السلطة والاتفاقات الموقعة.
أزمة متوقعة
وأشار عريقات أن الرئيس محمود عباس سيلقي يوم السبت القادم خطاباً سيحدد فيه برنامج حكومته القادم وسيطلب من حركة حماس تسليمه اسماً لرئيس الوزراء المقترح الذي سيكلفه الرئيس عباس ضمن البرنامج ومن ثم تبدأ المشاروات لتشكيل الحكومة القادمة حيث أوضح انه من هنا ستبدأ الازمة قائلاً: "عندما يكلف أبو مازن شخصياً لتشكيل الحكومة المقبلة سيكلفه وفق برنامجه الذي انتخب على أساسه حسب القانون الأساسي مضيفاً أنه اذا رفض المجلس التشريعي الحكومة التي شكلها الرئيس عباس فهنا حسب وصفه سيكون الانقلاب الأحمر وبداية الأزمة لأن الرئيس عباس سيأخذ صلاحياته الموفرة حسب القانون ويقيل أية حكومة ستشكلها الكتلة الأكبر في المجلس.
وأوضح عريقات أن الفوز في المجلس التشريعي لا يعني الفوز برئاسة الشعب الفلسطيني والسلطة التنفيذية والقضائية ومنظمة التحرير، داعياً الحكومة المقبلة الى وضع المصالح العليا للشعب الفلسطيني على سلم أولوياتها.
وحول الاعتراف بقرارات الشرعية والدولية والعربية والتزامات السلطة بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تساءل عريقات: " أن فلسطين عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة فكيف يمكن لأى حكومة فلسطينية ان لا تعترف بقرارت الشرعية الدولية ذات العلاقة وأن فلسطين عضو دائم في الجامعة العربية فكيف يمكن لأى حكومة مقبلة أن لا تعترف بقرارات الجامعة العربية وخاصة مبادرة السلام لعام 2002 .
وبين عريقات أنه لا يجوز أن تكون الحكومة الفلسطينية انتقائية "أي أن تختار من القرارات ما تريد وترفض ما تريد" مضيفاً أن السلطة تضع سلم لحركة حماس لقبول الشرعية الدولية والعربية حتى يصار لخدمة المصالح العليا الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالتهديدات التي يطلقها قادة الاحتلال بقطع الاتصالات مع السلطة الفلسطينية إذا انتخب رئيس للوزراء أو الحكومة المقبلة من حركة حماس أكد عريقات أن حكومة الاحتلال لم تعترف يوماً بشريك فلسطيني وانها عملت جاهدة في الماضي على اظهار السلطة الفلسطينية على أنها ليست شريكاً للسلام.
واضاف عريقات أن دولة الاحتلال قامت بقتل الشهيد الراحل ياسر عرفات عندما رفض التنازل والقبول بدولة فلسطينية بحدود مؤقتة وعندما جاء أبو مازن ورفض مار رفضه أبو عمار اتهمته بأنه لا يخدم العملية السلمية ويدعم المقاومة وكان ذلك في وقت واصلت فيه مخططاتها الهادفة الى نهب مزيد من الأراضي في الضفة المحتلة وتهويد القدس وترسيم الحدود.