النار القادمة!!
نشر بتاريخ: 16/02/2006 ( آخر تحديث: 16/02/2006 الساعة: 19:19 )
بيت لحم -معا- كتب المحرر السياسي - تكشف سلسلة الاجراءات التي توعد وزير الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز باتخاذها بحق سلطة حماس المنتخبة بعضا من ملامح الحقبة القادمة من العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية والتي ظل الضباب يكتنفها منذ الزلزال الذي ضرب المنطقة بفوز حماس بالاغلبية المطلقة في انتخابات كانون ثان الماضي.
فالاجراءات الاسرائيلية المرتقبة وهي تعكس العقلية التي تصوغ فكر وسلوك قادة المؤسسة العسكرية والتي تعتنق القوة اسلوبا لفرض سياسات الامر الواقع.. تضع جملة تحديات ليس فقط امام حماس التي فاجاها الفوز ،بل امام فتح التي لم تعتد على الجلوس في مقاعد المعارضة وكذلك الشعب الفلسطيني بكافة قواه الذي سيجد نفسه مكتويا بنار اجراءات تعاقبه على اختياراته الحرة وتعلمه درسا قاسيا في الديمقراطية عندما يتاح له فرصة اخرى -ان اتيحت - لاختيار ممثليه.
وتاتي تلك الاجراءات لتؤكد ما سبق وتسرب لوسائل الاعلام عن تفاهمات امريكية اسرائيلية لوضع العصي في دواليب حكومة حماس القادمة ان هي لم تصدع لما تؤمر به باتخاذ خطوات ليس اقلها الاعتراف باسرائيل وهي خطوات ستجد الحركة حرجا كبيرا في الاقدام عليها بالسرعة التي تطالب بها.
فالحركة المصدومة باستلام كاس البطولة في لعبة الديمقراطية الشفافة، تحتاج الى فترة نقاهة لا تقل عن ستة اشهر لتتعافى من صدمة الفوز المفاجيء،مثلما تحتاج الى ستة اشهر اخرى لتعيد حساباتها وتصوغ مواقفها وترتب اوراقها بما يستجيب للرغبات عبر التلاعب بالعبارات، رغم ما ينطوي على ذلك التحول من انشقاقات قد تصيب جدران الحركة العصية على التصدع والانشقاق رغم ما تعرضت له من اهتزازات كان اخرها الجدل الذي شهدته الحركة حول مشروعية مشاركتها في الانتخابات التشريعية .
فالحركة القادمة الى السلطة ومغرياتها ،ستجد نفسها مضطرة تحت وهج الاضواء المسلطة عليها الى انتهاج اساليب دبلوماسية لم تالفها في سياق ردودها اليومية ومعالجاتها الانية للكثير من المعضلات والتحديات التي ستجد نفسها وجها لوجه امامها في اول يوم لممارسة الحكم .
فسيكون مطلوبا من الحركة وهي تتسنم ذرى السلطة ان تدين عملية هنا واخرى هناك وان تعتقل منفذيها وتجردهم سلاحهم، وهي ان فعلت ستفقد بعضا من رصيديها الذي اهلها لبلوغ السلطة ،وان لم تفعل فستجد نفسها امام ذات المشهد الذي عاشه الراحل ابو عمار في المقاطعة والذي كان عنوانا للانتقام عقب كل عملية ينفذها مقاومون من حماس وغيرها لا علم ولا رغبة له بها ،عوضا عن الضغوط الدولية والعربية التي جعلت هاتف المقاطعة باردا جراء انخفاض حرارة الاتصالات من الاشقاء "والاعدقاء ".
من هنا فان الجلسة الاولى للبرلمان السبت القادم ستحدد ملامح المرحلة وخطوطها العريضة وستجد حماس نفسها متلهفة لمشاركة كافة القوى وفي مقدمتها فتح لحمل "حجر السلطة الثقيل" .
فاية خيارات ستنتهجها حماس لمواجهة النار القادمة؟.