الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حذاري من افشال حماس.. :بقلم :مهيب النواتي

نشر بتاريخ: 18/02/2006 ( آخر تحديث: 18/02/2006 الساعة: 18:19 )

اليوم السبت يعقد اول مجلس تشريعي فلسطيني بغالبية حمساوية , المجلس سيختار رئيسا له من قيادات حماس في الضفة ونائبا اول له من قيادات حماس في غزة ونائبا ثانيا هو حسن خريشة المستقل من الضفة الغربية , الدكتور محمود الزهار سيراس كتلة حماس البرلمانية , والرئيس محمود عباس سيكلف بعد هذه الجلسة الاسم الذي ستحدده له حركة حماس لكي يشكل الحكومة الفلسطينية المقبلة.

الحكومة الاسرائيلية التي تنتظر هذا السبت بفارغ الصبر حتى تنفذ وعيدها بمقاطعة السلطة الفلسطينية من المتوقع ان تبدا منذ يوم الاحد سلسة من اجراءات المقاطعة للسلطة الفلسطينية وفقا لما هدد به رئيس الوزراء بالوكالة ايهود ولمرت , اولمرت الذي يراس حزب كديما سيعمل بلا شك على اظهار نفسه كمتشدد كبير ازاء تولي حماس لشئون السلطة الفلسطينية, حتى يضمن اصوات الناخب الاسرائيلي خاصة اليميني منه.

لذا فان المتوقع ان تشهد الاسابيع القادمة وهي الاسابيع التي تسبق اجراء الانتخابات الاسرائيلية في مارس القادم اجراءات اسرائيلية تصعيدية قمعية , قد تتجدد معها عمليات اغتيال لنشطاء من قادة المقاومة خاصة قيادات حماس , في محاولة لدفع حركة حماس للرد على هذه الاغتيالات بما يخلق مبرر امام اولمرت وحكومته لشن حملة اعلامية ودبلوماسية دولية ضد حماس اضافة الى ما سيتخذ على الارض من اجراءات مقاطعة للسلطة الفلسطينية ومن تصعيد ضد فصائل المقاومة.

المشهد الفلسطيني الان بات يعيش صورة قاتمة مرهونة بزمن صعب يرتبط بالانتخابات الاسرائيلية, و امريكا واوروبا تسعيان لممارسة ضغوط على حركة حماس خلال هذه الفترة لانتزاع اكبر قدر من التنازل, ولدعم حزب كاديما الذي يراهنان عليه, واذا لم يحصل تجاوب من قبل حركة حماس فان الجميع سيسعى الى افشالها.

وللحقيقة فان افشال حركة حماس ايا كانت اسبابه و دوافعه او من يقف خلفه سيولد كارثة في المنطقة برمتها , لن تقتصر تاثيراتها على الوضع الفلسطيني. ذلك لسبب بسيط يتعلق بكون حركة حماس التي انتخبت ديموقراطيا ووصلت الى سدة الحكم وفقا لارادة الشعب الفلسطيني لن تسمح لاي احد بان ينجح بعدها اذا ما افشلت هي.

واذا ما تخيلنا بدائل حركة حماس التي قررت الخوض في العملية السياسية اذا ما نجح العالم الغربي واسرائيل بافشالها, فان هذه البدائل لن تكون سوى عودة حركة حماس الى ممارسة المقاومة من جديد ولكن باشكال اكثر شدة وقسوة ونوعية عما قبل دون الالتفات الى اية فرصة مستقبلية للتسوية او الهدنة. وهو الامر الذي سيعني وضع نهاية كاملة لاية تسوية سياسية, وسيقبر هذه التسوية الى ما لا نهاية.

لذا فان العالم اجمع مطلوب منه ان يحذر من عملية افشال حماس, وفي المقابل فان حماس مطلوب منها عدم اعطاء اي مبرر لافشالها, وعلى قادتها ان يدركوا ان الاسابيع القادمة يجب ان تحمل في طياتها صبرا وجلدا وتحكما بردود الفعل سواء على الصعيد الاعلامي او العملي. اذ على حركة حماس ان تدرك ان ما هو قادم خلال هذه الايام قد يكون عصيبا جدا.

في المقابل على حركة فتح الا تتردد في قبول اية دعوة توجهها حركة حماس لها للمشاركة في الحكومة المقبلة , ذلك لان حركة فتح ستمثل ضمانة لنجاح حركة حماس وهو الامر الذي يعني استمرار نجاح عملية التسوية السلمية التي بداتها فتح كمشروع وطني استراتيجي.

صحيح ان البعض يعتقد ان حركة فتح قد تكون مستفيدة من فشل حركة حماس , لكنني اعتقد ان الكل الفلسطيني سيكون هو الخاسر اذا ما فشلت حركة حماس لما ذكرناه سابقا.

واذا ما ارادت حركة فتح الحفاظ على مشروعها السياسي وعلى مصالح ابنائها الذين تتشكل غالبية السلطة الفلسطينية الحالية منهم, واذا ما ارادت الحفاظ على سلامة الوطن , واذا ما وضعت نصب عينيها المصلحة الوطنية وغلبتها على المصلحة الحزبية فانها لن تجد خيارا امامها افضل من مشاركة حركة حماس في الحكومة المقبلة .

وهنا على حركة حماس ان تظهر بعضا من اللين في عرضها لحركة فتح , حتى لا تجد فتح نفسها مضطرة لعدم المشاركة لان عرض حماس لا يتناسب مع وضعها كحركة فلسطينية ما زالت تتمتع بنفوذ و حضور تنظيمي ودعم شعبي لا يقل عن حركة حماس.

فحذاري من افشال حركة حماس , وحذاري يا حماس من خلق ذرائع لافشالك , وعلى فتح ان تفكر جديا في مصلحة الوطن بدرجة اكبر من مصلحة الحركة من اجل ان تتم المحافظة على المشروع الوطني الفلسطيني.