الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب مروان البرغوثي يدعو التشريعي للاعلان عن هذا العام عام تحرير للاسرى

نشر بتاريخ: 18/02/2006 ( آخر تحديث: 18/02/2006 الساعة: 18:31 )

رام الله -معا-دعا النائب الاسير مروان البرغوثي في رسالة وجهها اليوم من زنزانته الى المجلس التشريعي الجديد الى اعتبار هذا العام عام تحرير للاسرى، وفيما يلي النص الكامل لكلمة البرغوثي :

بسم الله الرحمن الرحيم

"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا أن كنتم مؤمنين"

الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن حفظة الله،

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني حفظهم الله،

الإخوة والأخوات قيادة وكوادر وممثلي القوى الوطنية والإسلامية،

أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،

يشرفني ويسعدني أن أتوجه اليكم في هذا اليوم الأغر والتاريخي بأجمل آيات التقدير والاحترام داعيا الله عز وجل أن يكلل مجلسكم الكريم بالتوفيق والنجاح في مهامه.

الأخوات والإخوة النواب الكرام...

بهذه المناسبة أتوجه بآيات الإجلال والإكبار لشهداء شعبنا العظيم وفي مقدمتهم الشهيد الخالد الرئيس ياسر عرفات، والشهيد الشيخ الجليل احمد ياسين، والشهيد القائد فتحي الشقاقي، والشهيد القائد أبو على مصطفى، والشهيد القائد أبو العباس، والشهيد القائد الدكتور ثابت ثابت وكافة شهداء شعبنا العظيم.

يلتقي مجلسنا التشريعي هذا اليوم ممثلا أصيلا لإرادة شعبنا العظيم الذي جسد العرس الديمقراطي في ابهى صوره، وقدم نموذجا غير مسبوق في تاريخ امتنا وفي حاضرها، وكعادتها فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله علية وسلم، ومهد السيد المسيح علية السلام تقدم النموذج المشرّف تلو الأخر.

وان مجلسنا اليوم يحمل في عنقه أمانة ثقيلة أمام الله والشعب والوطن الأم، ويحمل راية التجربة الديمقراطية العزيزة ويتحمل مسؤولية نجاح هذا النموذج وانتصاره.

إنني أتوجه من خلالكم ومن خلال هذا المنبر إلى العالم اجمع والى الأسرة الدولية، وادعوهم إلى احترام خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي واحترام إرادة الفلسطينيين ومكافئتهم على أدائهم العظيم للديمقراطية وليس معاقبتهم والتهديد بتجويعهم لان سياسة الحصار والتجويع والاغتيال والاعتقال لم ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني.

لأخوات والإخوة النواب...

أبناء شعبنا العظيم...

إنني انتهز هذه المناسبة لأتوجه بعظيم الشكر والامتنان على إنجاز هذه الانتخابات لشعبنا العظيم أولا وللأخ الرئيس محمود عباس، ثانيا لحركة فتح صانعة المبادرات الكبرى وباعثة الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية من تحت ركام النكبة وبانية ومفجرة الثورة المعاصرة وبانية أول سلطة وطنية في تاريخنا على ارض الوطن، وكذلك الشكر العميق للسلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية والمدنية وللمجلس التشريعي الأول وللجنة الانتخابات المركزيه وطواقمها.

الأخوات والإخوة النواب...

إنني أدعو المجلس التشريعي الجديد إلى وضع قضية القدس وحمايتها وإنقاذها ودعم مؤسساتها ورفض ومقاومة تهويدها ضمن الاولويات، والعمل على تخصيص الموازنات المطلوبة للقدس ومؤسساتها قلب فلسطين وتاج الأمة ودرة المدائن.

إن المهمة الأولى والمعيار الرئيسي للحكم في المجلس التشريعي الثاني هو مدى إسهامه في معركة الحرية والعودة والاستقلال، وفي مهمة إنهاء الاحتلال والاستيطان وجلاءه عن أرضنا المحتلة وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفي إنجاز حق العودة للاجئين وفي تحرير كافة الأسرى والمعتقلين.

وان المهمة الثانية والتي يجب أن تكون نصب أعيننا وان نحرص على إنجازها والحفاظ عليها هي الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة شعبنا في الوطن وفي المنافي، وفي قدرتنا على التعايش الديمقراطي والتمسك بلغة الحوار مهما بلغت الخلافات والاجتهادات ويأتي في هذا الإطار أهمية التمسك بقدسية الدم الفلسطيني تحت كل الظروف ومهما كانت العقبات.

وان المهمة الثالثة المطالب مجلسنا بتحقيقها هي التمسك بخيار شعبنا بحقه في المقاومة حتى جلاء هذا الاحتلال واندحاره وإنجاز حقوقنا الوطنية، الأمر الذي يستدعي الموازنة الحكيمة والدقيقة بين العمل المقاوم والعملية السياسية بما يخدم أهداف شعبنا الوطنية والثابتة، ويستطيع مجلسنا في هذا الإطار الإسهام في حماية المقاومة وسلاحها وتشكيلاتها وفي إنجاز مرجعية واحدة وموحدة ميدانية وقيادية لهذه المقاومة.

أما المهمة الرابعة فهي وبلا شك العمل على احترام أسس وقواعد ومقومات وشروط النظام السياسي الديمقراطي، ويقع في هذا الإطار احترام الدستور المؤقت، والقانون الأساسي وتطبيقه بكل دقة وبأمانة بوصفة الحكم والفيصل بين السلطات، وكذلك العمل على حماية وصيانة الحريات العامة وحقوق الإنسان بما في ذلك حرية التعبير، وحقوق المرأة، وحرية الرأي والاعتقاد، وحرية الصحافة، والحريات الفردية التي كفلها القانون الأساسي ودعم وتعزيز استقلال القضاء.

وان المهمة الخامسة هي ضمان إنجاز إصلاح جذري وشامل في مؤسسات السلطة الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، ومحاربة ظواهر الفساد الإداري والمالي والأمني والسياسي، ومحاكمة مرتكبي الجرائم والمخالفات ومن امتدت أيديهم لسرقة المال العام، وإننا ندعو في هذا الإطار إلى المحافظة على الإنجازات الكبرى التي تحققت في مجالات كثيرة خلال السنوات الماضية، والى ضرورة إرساء قواعد تحتكم للقانون في التوظيف، تراعي أولا وقبل كل شيء مبدأ تكافؤ الفرص والكفاءة العلمية والمهنية والوطنية.

أما المهمة السادسة والتي يتطلع شعبنا لهذا المجلس لإنجازها فهي فرض سيادة النظام والقانون، وإنهاء مظاهر الفلتان الأمني التي أصبحت تهدد المجتمع الفلسطيني ومصالحة الوطنية بالخطر، وان حماية ممتلكات السلطة الوطنية والمؤسسات الوطنية والقطاع الخاص والممتلكات الخاصة يجب أن تشكل هما رئيسيا للمؤسسة الأمنية الفلسطينية بكل فروعها والتي يتطلع شعبنا إلى بناءها على أساس القوانين والتشريعات التي أنجزت حتى ألان بما يضمن وجود مؤسسة أمنية فلسطينية حديثة وعصرية ومهنية تحمي الوطن والمواطنين وتوفر له الأمن والأمان.

أما المهمة السابعة فهي توفير الإمكانيات والشروط السياسية والأمنية والقانونية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني وتعزيزه، وتوفير المناخ المناسب للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية، مما يسهم في تحقيق هدفنا الأول على هذا الصعيد وهو محاربة الفقر والقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد صمود وقوة مجتمعنا، وكذلك محاربة البطالة لعشرات الآلاف من العمال وآلاف الخريجين العاطلين عن العمل ورعاية الشباب وتنشيط المراكز الرياضية.

الأخوات والإخوة النواب...

إننا نتطلع إلى تعاون خلاق ومبدع بين النواب والكتل المختلفة في سبيل تحقيق ما دعونا به شعبنا العظيم الذي منحنا ثقته وفوضنا باسمه لتحقيق مصالحه الوطنية، وان التجاوب يتطلب عدم ممارسة تعسف الأغلبية الأمر الذي يهدد مبدأ التعددية الديمقراطية والشراكة، وإننا ندعو لتجسيد المبدأ الذي رفعناه "شركاء في الميدان... شركاء في البرلمان".

الأخوات والإخوة النواب...

إنني ادعوكم في هذا اليوم التاريخي إلى حماية التجربة الديمقراطية، وإنجاح هذا النموذج الفريد الذي هو محط أنظار أبناء الأمة العربية والإسلامية والعالم بأسره، وان انتصار هذا النموذج هو انتصار لفلسطين وانتصار لشعبنا الواحد الموحد، ويشكل خطوة كبرى هامة على طريق نيل الحرية والاستقلال، وان هذا يستدعي من الجميع بان يضع نصب عينية تحقيق مصالح شعبنا بعيدا عن المصالح الفئوية والشخصية وذلك وفاءا لقوافل الشهداء والأسرى والجرحى ولعذابات ومعاناة شعبنا، وان المفتاح لنجاح هذه التجربة هو الاحترام المطلق للدستور وتكريس مبدأ تداول السلطة وكذلك العمل بعيدا عن نشوة الفوز ومشاعر الغضب من جهة أخرى.

وإنني أتوجه من زنزانتي لمجلسكم الموقر وادعوه للإعلان عن عام 2006 عام تحرير الأسرى والمعتقلين.



أخوكم

مروان البرغوثي

سجن هداريم/ زنزانة رقم 28