الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خالد مشعل مدرس الفيزياء ابن بلدة سلواد ..من حادثة الجاردنز الى زعامة الحزب الحاكم في فلسطين

نشر بتاريخ: 20/02/2006 ( آخر تحديث: 20/02/2006 الساعة: 21:19 )
بيت لحم/ متابعة وكالة معا- الساعة العاشرة من صباح 25ايلول عام 1997 كان شون نكندل 28 سنة يسير في شارع وصفي التل سابقا( الجاردنز) ويقابله في نفس الشارع باري بيدس 36 سنة وفي يده حزمة صغيرة مغلفة بكيس نايلون و سيارة هونداي خضراء اللون تقف في المكان ولا احد في ذلك الحي يلاحظ اي غرابة.

فالمشهد مألوف والساعة تشير الى العاشرة والربع لتصل سيارة فيها رجلان وثلاثة اطفال وهنا تقدم رجل اشقر وبلحية صغيرة من السيارة وكأنه يريد ان يسال سؤالا لاحد الرجلين النازلين من السيارة وفي نفس اللحظة كان سائح اخر يضرب نفس الرجل بجهاز كان يحمله على راسه ليتدخل الرجل الثاني الذي كان في السيارة ويمد يده محاولا تلقي الضربة عن راس زميله وهذا لم يمنع ان يصدر الجهاز صوتا قويا قرب الاذن اليسرى للرجل المستهدف .

فالعملية لم تتعد الثواني المعدودة ليهرب السائحان من المكان في السيارة الهونداي الخضراء ويلحق بهم زميل المضروب عبر سيارة اجرى وبعد مطاردة وتدخل الشرطة تم اعتقال السائحين.

والرجل المضروب لم يكن سوى خالد مشعل الذي اصبح اليوم رئيس المكتب السياسي للحزب الحاكم في فلسطين والشخصان هما عميلان للموساد باسماء مزورة ولتكن قصة محاولة الاغتيال بداية النجومية للرجل وشهرته.

فمن هو مشعل وكيف اصبح زعيما لحماس ؟

خالد عبد الرحيم مشعل ولد بتارخ 28/5/ 1956 في قرية سلواد قضاء رام الله لعائلة متدينة هاجرت من فلسطين الى الكويت عام 1967 حيث التحق بمدرسة عبد الله سالم وهناك تفاعل مع بعض نشطاء حركة الاخوان المسلمين التي انضم اليها فعليا عام 1971
والتحق بجامعة الكويت عام 1974 ليدرس الفيزياء وامام المد الثوري والقومي في تلك الحقبة ترأس مشعل كتلة الحق الاسلامي التي كانت بعيده عن كتلة طلبة فلسطين المقربة من منظمة التحرير وتخرج من الجامعه عام 1978 .

تزوج عام 1980 ليصبح اب لثلاث فتيات واربعة صبيان اكبرهم وليد ..عمل مدرسا للفيزياء في الكويت.. وفي اواسط الثمانينات وبعد نجاح الثورة الايرانية تعاظم دور الاسلام السياسي وحركة الاخوان المسلمين ونشط مشعل في هذا المجال الى ان انفجرت انتفاضة الحجارة في كانون اول 1987 لتعلن حماس عن نفسها كذراع مقاوم لحركة الاخوان المسلمين في فلسطين وتشارك بفاعلية في الانتفاضة واصبح مشعل عضوا في المكتب السياسي للحركة منذ تاسيسها نهاية عام 1987 وفي عام 1991 غادر مشعل الكويت اثر اجتياح القوا ت العراقية لها متوجها الى الاردن التي نشط فيها الى ان انتخب عام 1996 رئيسا للمكتب السياسي للحركة مما جعله هدفا مركزيا للموساد عام 1997 .

وبعد فشل محاولة الاغتيال وتوسط الملك الراحل حسين بن طلال في ابرام صفقة تقوم اسرائيل بموجبها باحضار الترياق العلاجي المضاد للسم الذي وصل جسده واطلاق سراح الشيخ المرحوم احمد ياسين من المعتقلات الاسرائيلية مقابل اطلاق سراح عملاء الموساد وليتم ذلك وليحقق مشعل شهرة كبيرة سلطت الضوء على شخصه ودوره حتى كانت اخر ايام شهر اب 1999 تلفظ انفاسها حيث تم اغلاق مكاتب حماس في الاردن
وقطع مشعل زيارته لايران عائدا للاردن ولكن هذه المرة لسجن (الجويدة)مع ابراهيم غوشه وتم التحقيق معه من قبل مدعي عام امن الدولة الى ان توسطت قطر واستقبلته على ارضها واصبح يقيم فيها وفي دمشق.

وبعد اغتيال اسرائيل الشيخ احمد ياسين وفي 23/3/2004 اعلنت حماس ان خالد مشعل رئيسا للحركة خلفا لمؤسسها ولزعيمها الراحل وذلك استنادا للوائح الداخلية للحركة فيما عهد للراحل عبد العزيز الرنتيسي قيادة الحركة داخل الوطن.

واظهر مشعل ليبرالية معقولة في التعامل مع الواقع من خلال تعامله واستقباله لقيادة السلطة حيث كانت له اتصالات مع الراحل ياسر عرفات واجتماعاته مع خليفته ابو مازن في دمشق وفي اجواء من الدفء بعكس قيادات الداخل بعد رحيل الشيخ ياسين.

وتوفرت لزعيم حماس جملة من الظروف جعلته يكتسب خبرة وشهرة لم تتوفر لزملائه في الوطن بحكم وجوده في الخارج مما وفر له مساحة من الحركة والتفاعل مع الزعماء والتنقل بين البلدان بعيدا عن المطاردة والاعتقال وقريبا من التصفية والاغتيال.