الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ظاهرة مقلقة - اطفال يتوجهون الى حواجز الاحتلال وهم يحملون السكاكين ليتسنى لهم دخول السجن عند اصدقائهم

نشر بتاريخ: 22/02/2006 ( آخر تحديث: 22/02/2006 الساعة: 21:57 )
بيت لحم- معا- ظاهرة ملحوظة شهدها شهر شباط الحالي تتعلق بحجم الاعتقالات الاسرائيلية التي طالت الاطفال القصر والمراهقين ، حيث تبرز الظاهرة في العدد الكبير من المعتقلين من هذه الفئة العمرية والذين اعتقلوا بتهمة محاولة القاء قنبلة محلية الصنع او زجاجة حارقة او حيازة سكين بهدف الطعن والقاء الحجارة.

وفي رسالة خاصة لوكالة -معا- افاد نادي الاسير الفلسطيني ان عدد المعتقلين في بيت لحم خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة وصل الى 70 معتقلا تقريبا وكانت المفاجأة ان من بين المعتقلين حوالي 40 طفلا تتراوح اعمارهم ما بين 14 عاما حتى 18 عاما .

وكذلك افادنا نادي الاسير في نابلس ان عدد المعتقلين هناك خلال نفس الفترة وصل الى خمسين معتقلا تم اشعار النادي باسمائهم ولوحظ ايضا حجم الصبية من نفس الفئة العمرية الذين تعرضوا للاعتقال في ظروف مشابهة لما حصل في بيت لحم.

محامي التحقيق التابع لنادي الاسير الفلسطيني مأمون الهشيم يعلق على ما يحدث بقوله "ان ما يحدث شي خطير ومحزن ومقلق جدا فظاهرة الصبية المعتقلين ازدادت بشكل ملحوظ وبدوافع عديدة دون وعي وادراك للمصير الصعب الذي ينتظرهم داخل السجون الاسرائيلية وما تحتويه من اصناف القمع والمعاناه.

ويضيف المحامي الهشيم ان مجموعة من الصبية واعمارهم لا تتجاوز ال14 عاما اجهشوا بالبكاء عندما دخلت لزيارتهم وطلب احدهم الالتقاء بوالده وقال (انا اريد والدي ).

وتتلخص قصص هؤلاء الاطفال بانهم يحملون سكاكين ويتوجهون الى حاجز للجيش الاسرائيلي وعندما يقتربون من الجنود يقومون بالقاء السكاكين على الارض ليتم اعتقالهم بسهولة ودون محاولة للهرب ومعظم هذه الاعتقالات تمت اثناء محاولة الاطفال القيام بذلك.

وما يلفت الانتباه ان كافة المحاولات فاشلة او لم تتم اصلا او كانت في بدايتها والملفت ايضا ان الاعتقال واحباط هذه المحاولات لم يات في معظمه نتاج حس امني عال ولا من باب النباهة و سرعة البديهة لدى الجنود والقوات الاسرائيلية بل جاء نتاج حالة استعراضية من هؤلاء الصبية الصغار.

فعلى شارع 60 بالقرب من النفق الذي يتوسط قرية الخضر ومدينة بيت جالا وخلال الاسابيع الثلاثة الماضية القى الجيش الاسرائيلي القبض على العديد من الصبية وعلى مدار ايام متتالية وفي نفس المكان حيث قال شهود عيان" ان مجموعة من الصبية كانت تحمل متفجرات من صنع محلي (كواع)قامت بالقائها على الارض وسلمت نفسها واليوم الاربعاء القى الجيش الاسرائيلي القبض على صبين بالقرب من قبة راحيل في بيت لحم بحجة حيازة سكين لتنفيذ عملية في القدس حيث قام الصبيان ومن بعيد باشهار السكين والقائهاعلى الارض
وهنا قام الجيش بالاعلان لوسائل الاعلام : انه احبط عملية تخريبية على حد زعم الاعلام الاسرائيلي .

ويكشف الهشيم على ان هناك دوافع اجتماعية لمثل هذه المسلكيات لهذه الفئة العمرية من الاطفال فمنهم من كان على خلاف مع احد افراد العائلة ومنهم من لديه اخ او صديق او قريب في المعتقلات ولم يشاهده من فترة طويلة ومنهم من يريد ان يتقدم للثانوية العامة (التوجيهي)معتقدا انه سهل المنال في المعتقل بالاضافة الى صبية يحركهم الدافع الوطني للقيام بشي بطولي .

وامام هذه الفئة العمرية وهذا السلوك يقول الهشيم" اننا كمحامين اصبحنا باحثين اجتماعيين ومختصين نفسيين للاطفال اكثر من كوننا محامين".

وعن دور المؤسسات الاجتماعية المحلية او الدولية المهتمة بملف الاطفال الاسرى يعبر المحامي عن اسفه ان هذا الدور مفقود اما بسبب غياب المؤسسات المتخصصة في هذا المجال محليا او بسبب قوانين السلطات الاسرائيلية التي تحرم هؤلاء الصبية من تلقي دعم نفسي ومعنوي واجتماعي في حين يسمح للاطفال الاسرائيليين المحتجزين بتلقي خدمة دراسة
الحالة الاجتماعية من قبل مختصين يدرسون حالة الصبي المعتقل واسرته ودوافعه ويتقدمون لقاضي المحكمة بتوصية تساعد في تخفيف الحكم عنه او الافراج عنه بضامانات معينة ومراقبة مثلا.

وعبر الهشيم عن تخوفه من تقديم الصبية الى المحاكم المركزية مما يعني احكاما قاسية ومصيرا مجهولا ينتظر هؤلاء الصبية في غياهب المعتقلات الاسرائيلية .

وفي حديث لمعا مع د. نادية النجاب محاضرة علم النفس الاجتماعي في جامعة بير زيت قالت" ان الخطورة تكمن في توفر الدوافع المتداخلة للقيام بهذا السلوك من قبل الاطفال والصبية في فلسطين والاخطر المصير الصعب ومحاولة الاستغلال المعهودة من قبل المخابرات الاسرائيلية لهم " .

واضافت: ان الاطفال في دول العالم تتوفر لهم امكانية التطور وتحقيق الذات من خلال النشاطات اللامنهجية وحتى المنهجية لوجود افاق ما بعدها للانطلاقة في الحياة ولكن اطفالنا وما يعانون ويشاهدون من حصار واغلاق وقمع وممارسات اسرائيلية يصلون لهذه المرحلة ويترجمون ذلك على النحو المشاهد.

وطالبت د النجاب بحملة اعلامية صارخة اتجاه خطورة ما يحصل وقالت" ان على الدولة ان تتحرك وبسرعة مع المؤسسات لانقاذ اطفالنا من هذه المعاناة التي تاتي من جملة الظروف المتداخلة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لتوفر المناخ لوقوع هذا الحدث ".