نشر بتاريخ: 23/02/2006 ( آخر تحديث: 23/02/2006 الساعة: 16:35 )
انضمت إلى قافلة شهداء الحركة الإعلامية العربية صباح اليوم الخميس 23-2-2006 ، شهيدة إعلامية فذة ، عشنا معها الأحداث والمجريات في العراق العربي الشقيق ، فقد كانت الزميلة الإعلامية " أطوار بهجت " مراسلة قناة العربية الفضائية خيرُ مِثالٍ للصحفي المقاوم والمجاهد على أرضه المحتلة ... إننا كإعلاميين فلسطينيين وعرب إذا نفخر عاليا بهذا النموذج العربي الفريد...
في حادثةٍ أليمة ومؤسفة ، وجريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تنفذ بحق الكلمة .. اُغتيلت اليوم الخميس مُراسلة قناة العربية الفضائية في العراق العربي الشقيق أطوار بهجت مَع زميلين لها هما المصور عدنان عبد الله ومهندس الصوت خالد محسن في هجومٍ بمدينة سامراء العراقية ، الأمر الذي أثار فاجعتنا من هول الحدث ومن شدة مأساته ومصابه الكبير ...
* وإننا من فلسطين الحبيبة ننعى وبكلِ آياتِ الفخرِ والاعتزازِ والشموخِ والكبرياءِ ، باسمي كافة الزملاء الإعلاميين الفلسطينيين ، الزميلة الشهيدة الإعلامية أطوار بهجت وزملائها الذين روت دمائهم الطاهرة الذكية ثرى العراق العربي المحتل .. رحم الله شهداؤنا وأسكَنهم فسيح جناته ...ونقول " إن كلماتنا تبقى كعرائس الشمع فإن بذلنا دماءنا في سبيلها دبت فيها الحياة "
* رُبما تَعجزُ كَلماتنا وأقلامُنا عن وصف مدى الحزن العميق في قلوبنا فور سماعنا بنبأ اغتيال الشهيدة بهجت وزملائها ، ونُعلن أن هذا اليومَ يومُ حزنٍ عميق في تاريخِ الصحافة العربية والعالمية، فالحَدثُ جَللٌ كبير .. ومأساةٌ أليمةٌ يجبُ أن تتوقف ... فما هو ذَنب الصحفي ؟؟ ... ليُقتل ويُسجن ويُنكل به أمام العالم ... !!
في كل يوم تفقد الحركة الإعلامية العربية شهداء وأخوة لها قدموا الغالي والنفيس من اجل الأمانة التي حملوها و رسالتهم النبيلة السامية من اجل كشف الحقائق المجهولة وفضح الجرائم العالمية الكبرى بحق بني البشر .
تحية ٌ وألف تحيةٌ ... لكم أيها الصحفيون الأفذاذ وأنتم تسطرون بدمائكم الغالية أسمى آيات الفخر والعرفان ، لتنقلون لنا الحقيقة وتصنعون بها حياة الأمة ومجدها التليد ... ورغم كل هذه الجرائم والانتهاكات بحقنا كإعلاميين ، نَصرخُ عاليا ولنعلنُ أننا سنستمر في مواصلة المسيرة الإعلامية وفي التضحية من اجلِ كلمتنا وستَستمرُ كلمَتنا تَصدحُ بالحق عاليا وسيَستَمر قَلمنا في الكتابة حتى النزف الأخير .
*إن جريمةَ اغتيال الزميلة الإعلامية أطوار بَهجت " رحمها الله " وزملائها لن تَنال من عزيمتنا ومعنوياتنا الإعلامية العالية ولن تفت من عضضنا في مواصلة مسيرتنا ... مسيرة الجهد والعطاء التي بدأتها من اجل نشر الحق والعدالة المجتمعية في هذا العالم ورَفض الأباطيل والأكاذيب فيه ..وإننا نُعلن عن فخرنا واعتززنا بالعمل البطولي الذي قامت به من اجل نقل حقائق الاحتلال الأمريكي في عراقنا الحبيب .
إن هذه الجريمة بحق الإعلاميين ليست المرة الأولي التي يُقتل فيها إعلاميون أو تغتال الكلمة وتحاصر ، فقد قتل الاحتلال الهمجي الشرس الكثير من الزملاء الإعلاميين منهم الزميلين علي الخطيب وعلي عبد العزيز من قناة العربية الفضائية الذين قضيا على يدِ القوات الأمريكية المحتلة ، فيما تعرض الزميل كاظم جواد لمحاولة اغتيال، كما تعرض مكتب قناة العربية في بغداد في العام المنصرم لعملية تفجير قضى خلاله عدد من العاملين في المكتب ، كما كانت فاجعتنا الكبرى بمحاولة اغتيال كل من الزميل الإعلامي شاكر حامد، والزميل جابر عبيد من قناة أبو ظبي ثم محاولات إطلاق النار على طواقم قناة الجزيرة الفضائية فضلا عن إبعاد عدد من الصحافيين ، فيما قصفت قوات الاحتلال مكتبي الجزيرة و أبو ظبي بشكل مباشر في الثامن من نيسان " ابريل " من العام 2003 مما أدى إلى استشهاد الزميل الإعلامي طارق أيوب مراسل قناة الجزيرة الفضائية وإصابة عدد من الزملاء الآخرين وألحقت جريمتها هذه بقصف فندق فلسطين الذي يضم مراسلي وسائل الإعلام العربية والعالمية حيث طال القصف كذلك مكاتب أبو ظبي والجزيرة ووكالة رويتر مما أدى إلى إصابة بعض الصحفيين.
* وكانت الشهيدة الزميلة أطوار بهجت قررت التوجه إلى مدينة سامراء العراقية لتغطية أحداث تفجير ضريح الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في مدينة سامراء بعد أن كان مقرراً لها أن تتوجه إلى مدينة كركوك لتصوير حلقة من برنامج "مهمة خاصة " فيما أصرت الزميلة أطوار " رحمها الله " على التوجه إلى مدينة سامراء بسبب خطورة الوضع هناك، إلا أن ذلك لم يمنعها لكونها تعشق عملها وتتفانى لأجله ...وكانت آخر كلمات الشهيد أطوار بهجت " يجب أن نسعى بالمشاركة لإخماد أي فتنة طائفية".
* نحتسب عند الله الزميلة أطوار بهجت وزملائها شهداء الحركة الإعلامية العربية نسأل الله أن يتقبلهم قبولاً حسناً وأتقدم من أسر الشهداء وأسرة قناة العربية الفضائية والزملاء الإعلاميين في العراق المحتل ، بخالص التعازي والمواساة بهذا المصاب الجلل .
* إنني استنكر بشدة هذا الفعل الإجرامي بحق الزملاء الإعلاميين فهو يُشكل خطورة كبيرة على حياتهم لوقف نقل الحقائق والجرائم العالمية بحق بني البشر .
* إن سياسة القمع والإرهاب ضد زملائنا الصحفيين في العراق المحتل هي نفسها الممارسة ضد الصحفيين في فلسطين المحتلة ، فالقاتل واحد والسياسة واحدة .
* أثمن عاليا الدور الكبير والجهود المباركة للصحفيين العرب الأحرار جهود الصحفيين في العراق المحتل وفلسطين المحتلة ونشد على أياديهم في مهمتهم الإعلامية والكبيرة ورسالتهم الخالدة في سبيل توضيح الحقيقة وكشف جرائم المحتل وفضح ممارساته الهمجية .
* ندعو كافة المؤسسات الحقوقية ولجان حماية الصحفيين التحرك العاجل لوضع حد لسياسة الاعتداد على الصحفيين .
" إن كلماتنا تبقى كعرائس الشمع فإن بذلنا دماءنا في سبيلها دبت فيها الحياة "
وإلى الأمام يا قافلة الشهداء ....
إلى الملتقــــى ،،
بقلم / غسان مصطفى الشامي
الخميس الموافق 23-2-2006
[email protected]