الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين يودع الزميل الشاعر حكمت العتيلي

نشر بتاريخ: 24/02/2006 ( آخر تحديث: 24/02/2006 الساعة: 01:05 )
بيت لحم - معا - نعى تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين الشاعر الفلسطيني الكبير حكمت العتيلي الذي انتقل فجر امس، الخميس الموافق 23 فبراير/شباط الى رحمته تعالى، في لوس أنجيليس بجنوب كاليفورنيا، الشاعر الفلسطيني الكبير الذي حمل هموم أمته العربية عامة وشعبه الفلسطيني خاصة، حتى آخر لحظة في حياته، حكمت العتيلي، عن عمر يناهز السابعة والستين عاما.

وقال التجمع في بيان له تلقت معا نسخة منه :" لقد فقد التجمع شاعرا كبيرا كتب بالدم لفلسطين ودافع وصان الثقافة الوطنية الفلسطينية وعاش فلسطيني الهوى والانتماء والقلم والقصيدة .. رحم الله شاعرنا الفقيد،ونعاهده على متابعة مشوار الكلمة والمضي قدما نحو ثقافة وطنية عصية على الأعداء والمتخلفين والفاسدين والجهلة".

و ولد الشاعر العتيلي في 8/8/1938 في بلدة عتيل قضاء طولكرم، حيث انتقل بعد أن أتم دراسته الابتدائية هناك إلى طولكرم، لينهي دراسته الثانوية وينتقل من طولكرم إلى دار المعلمين، في عمان، لتؤهله ليصبح مدرسا للغة العربية. حصل لدى تخرجه على مهنة معلم في مدينة معان الأردنية، لم يطل به المقام هناك، حيث عين مدرسا للعربية في أرامكو بالسعودية، وهناك عين بعد زمن ليس طويلا محررا لمجلة قافلة الزيت التي تصدر بالعربية، حيث أمضى ما مجموعه خمسة عشر عاما. انتقل في مطلع عام 1976 مع عائلته إلى سان دييجو في جنوب كاليفورنيا، ليمضي هناك خمسة عشر عاما أخرى من الغربة. وفي بداية تسعينات انتقل إلى منطقة لوس أنجيليس، حيث التقى بمجموعة من الشعراء والكتاب والصحفيين، وأسس معهم ما دعوه المنتدى الثقافي العربي الأمريكي، الذي مازال قائما حتى الآن، كما انضم الشاعر إلى تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين في بداية تأسيسه وساهم بتأسيس لقاء الأربعاء الذي ظل يساهم فيه سبع سنوات طويلة زاخرة بالأدب والشعر والثقافة.

اقترن الشاعر العتيلي في الفنانة التشكيلية أمل عتيلي وانجب منها (جاد, عادل, سرى)، وكانت زوجته أمل خير معين له في رحلة شقائه الطويلة والتي ظلت ملازمة له منذ كان شاباً يافعاً إلى ان انتهى به المقام على فراش المرض.

شكل صدور مجلة "الأفق الجديد" المقدسية، عام 1961، جامعة أدبية ينهل من رحابها عطشى الأدب، في الأردن وخارجه، على أيدي الرواد الأوائل، كما على أيدي جيل جديد من الأدباء والشعراء. ولعل من أبرز الأسماء التي وقف أمامها محبو الشعر، طويلاً وبكثير من الإعجاب،حينذاك، كان اسم الشاعر حكمت العتيلي، الذي قلما خلا عدد من مجلة الأفق الجديد من قصيدة جديدة له، والذي امتد اسمه الى خارج الأردن، واستحلت قصائده صفحات منيرة من كبريات المجلات الأدبية المتخصصة كالآداب والأديب.

صدر للشاعر حكمت العتيلي ديوان وحيد في منتصف الستينات حمل اسم (يا بحر) عن دار الآداب في بيروت. وبسبب سنوات غربته القاسية، لم يتسنى للشاعر التواصل مع قرائه ومحبيه على الرغم أن لديه ما يقرب من ستة دواوين شعر جاهزة للنشر، نشر بعض قصائدها في مجلات ثقافية متخصصة مثل (إبداع)، (جسور)، (أخبار الأدب) كما تواصل بكتاباته النثرية والشعرية في صحف مهجرية كان أهمها صحيفة (الوطن) الأسبوعية التي تصدر في لوس أنجليس.

منذ أكثر من سنتين بدأت صحته بالتدهور التدريجي، نتيجة مرض السكر، الذي استطاع أن يدمر طاقة كليتيه، بعد ذلك بدأ كل شيء لديه بالانهيار، منذ عام وهو يقيم إقامة شبه دائمة في المستشفى، الذي دخله قبل ستة أشهر تقريبا ولم يخرج منه إلا للنهاية الأزلية.