الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

علامات على الطريق/عمى الألوان الإسرائيلي !!/ بقلم :يحيى رباح

نشر بتاريخ: 25/02/2006 ( آخر تحديث: 25/02/2006 الساعة: 15:39 )

لإسرائيليون أنفسهم يقولون أن حزب "كاديما" الذي أنشأه شارون قبل فترة وجيزة, وآلت رئاسته إلى "يهود أولمرت" بسبب ذهاب شارون إلى الغيبوبة الطويلة, هذا الحزب الجديد ليس سوى استنساخ لحزب الليكود, وهذا الحزب هو الذي سيذهب به "أولمرت" إلى الانتخابات الإسرائيلية القادمة في الثامن والعشرين من شهر آذار مارس القادم, وإذا فاز بالأغلبية ـ وهذا أمر منتظر ومتوقع ـ فإن النسخة المستنسخة من الليكود ستكون هي التي فازت, ولا جديد في الموضوع لأن "المكتوب يعرف من عنوانه" على حد المثل الشعبي, والعنوان الحالي لحزب كاديما, هو نفسه رئيس الحكومة المؤقت "أولمرت" الذي يقول عنه الإسرائيليون أنفسهم أنه مصاب بعمى الألوان, وأن الشعب الإسرائيلي إذا ظل هكذا متمترساً في خانة فقدان الوعي وغطرسة القوة, هو الذي سيدفع ثمن عمى الألوان السياسي الذي يعاني منه قادة إسرائيل حالياً.

والدليل على خطورة عمى الألوان أن عضو الكنيست "ران كوهين" وجّه سؤالاً لرئيس الحكومة "يهود أولمرت" الذي كان يقول أن المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد كله حماس, وأنه لا يميز بين الألوان, وسأله "ران كوهين" وماذا عن الرئيس أبو مازن, فرد "اولمرت" بنفس العناد "أنا لا أميز بين الألوان" ومن المعروف علميًا وطبيًا أن الذين لا يميزون بين الألوان هم المرضى بعمى الألوان, وعلى نفس القياس, فان الذين لا يميزون بين الألوان السياسية هم المرضى المصابون بعمى الألوان السياسي.

وكنتيجة لهذا العمى السياسي نرى ويرى معنا العالم مسلسل العقوبات الجماعية الذي أعلنت عنه حكومة "اولمرت " المؤقتة, ونرى هذا التصعيد في نهج الأحادية الذي تعتمده الحكومة الإسرائيلية, حيث حياة الفلسطينيين مباحة, وأرضهم مباحة, ومصالحهم مباحة أمام العمى السياسي الإسرائيلي, والأمور تذهب إلى التدهور, بل التدهور الشديد وإسرائيل تبرهن على أنها غير قادرة لا اليوم ولا غداً على الذهاب إلى السلام , وأن برامج المتنافسين تزايد على بعضها أيها أكثر ذبحاً للسلام, وأيها أكثر عداءً لقرارات الشرعية الدولية, وأيها أكثر انغلاقاً في قراءة التطورات على صعيد المنطقة والعالم !!!

ومعروف أن هذا التصعيد :هو أحد العادات الإسرائيلية الرديئة التي تسبق كل انتخابات للكنيست سواء كانت هذه الانتخابات عادية أو مبكّرة, فنحن لم نعرف ولم لمرّة واحدة أن القوى المتصارعة في إسرائيل واجهت بعضها في حمى الانتخابات نحو توجهات السلام أو مشاريع السلام !!! بل على العكس من ذلك, فإن التنافس على مزيد من الانغلاق والتصلّب, وعلى مزيد من الاعتداء على حياة الشعب الفلسطيني وحقوقه, مع العلم أن هذا النهج المغلق لم يؤدي إلى أي نتيجة ذات شأن سواء تعميق الكراهية, تكبيد المنطقة المزيد من الويلات, وتكبيد الإسرائيليين أنفسهم المزيد من الخسائر والأزمات, على كل صعيد, ولكن من يسمع ؟؟؟ لا أحد, أن عربدة القوة هي محور الاتفاق والإجماع لدى النخب السياسية الإسرائيلية, فهذه النخب مع الأسف الشديد لديها قناعة بأنها لا تستطيع أن تحيى وأن تستمر إلا عبر فرض واقع الاغتصاب والعدوان.

وإلى أن تجري الانتخابات الإسرائيليةفسوف نرى التصعيد الإسرائيلي يزداد, كما سوف نرى أن طريق المفاوضات والشراكة, والبحث عن حلول مرضية سيكون مغلفاً بكل أنواع العمى السياسي الإسرائيلي.



[email protected]