الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاجهزة الامنية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 16/05/2005 ( آخر تحديث: 16/05/2005 الساعة: 22:21 )
جهاز الأمن الوقائي

من أكثر الأجهزة قوة وعدداً وتسلحاً ولكن صادر الاحتلال أسلحته وقصفت مقاره وقام الرئيس عرفات بعزل مؤسسه و قائده في الضفة جبريل الرجوب فتحطم بشكل دراماتيكي في فترة تولي زهير مناصرة لقيادة الجهاز ، وتواصل الانهيار في فترة العقيد زياد هب الريح اسوة بباقي اجهزة امن السلطة .

ومع تعيين أبو مازن والدحلان , زياد هب الريح في قيادة الأمن الوقائي , اعتبر المراقبون أن هذه ستكون الضربة النهائية للجهاز , فزياد هب الريح وهو شاب فتحاوي من خريجي الأسر الصهيوني , ومن منطقة جنين , مكبل اليدين على صعيد القرارات ومحروم من المبادرة .

ويعاني جهاز الوقائي الان من نقص في السيارات , وفي الكوادر , وفي قيادات المناطق , ويهمس الرجال الأقوياء في هذا الجهاز بتدهور الحال وبالتالي اخذوا يبتعدون عنه بالتدريج .

أما الكادر الوسط في الجهاز فقد كف عن الحلم بعودة الجهاز الى سابق عهده , لا سيما بعد أن عمل الزعيم الراحل على تجفيف موارده المالية مثل الكازينو ومثل هيئة البترول التي لم تعد حكراً له .

وهكذا تراجع جهاز الأمن الوقائي سياسياً على مستوى القرب من الرئيس ومطبخ القرار السياسي , وعلى صعيد الهيبة الادارية والتسلح والقيادة والكوادر والأهم ثقة الجمهور بهم فبعد أن حماس هذا الجهاز وانتقده مكتب الرئيس عرفات بعنف وتخلت فتح عنه لم يعد سوى جهازاً عادياً .

جهاز المخابرات العامة في الضفة

من أقوى الأجهزة الأمنية الفلسطينية معلوماتيا , شكّله وقاده العميد توفيق الطيراوي -أبو حسين - والذي ظلّ محاصرا مع الرئيس عرفات في المقاطعة بتهمة تحفيز ودعم وادارة العمليات التي قادتها فتح ونشطاء ومندوبي جهاز المخابرات ضد الاحتلال .

كان جهاز الأمن الوقائي أقوى منه من ناحية القدرة التنفيذية , لكن جهاز المخابرات معروف كجهاز معلوماتي محترف ودقيق ويتبع أصول العمل بنجاح ، مشكلته التاريخية كانت في الكادر الوسط الذي ينقصه القادة الميدانيون المعروفون في الارض المحتلة .

الا أن انتفاضة الاقصى جعلت من كادر المخابرات اكثر شهرة ونضالا حين تعرض للاغتيال والأسر والمطاردة فالتف الناس من حولهم وأصبحوا " جهاز المخابرات الثوري " ان جاز التعبير .

وقياساً مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية الأخرى , لا يوجد أصلاً أي جهاز يستطيع أن يستعيد الامن أو التنسيق مثل هذا الجهاز، ولكن الاحتلال لا يزال يستهدف كوادره في الضفة الغربية بعكس مخابرات غزة برئاسة أمين الهندي , فالأمريكيون وخصوصاً C.I.A انتبهوا لخطأ شارون في الضفة واهتم جورج تينيت شخصياً بمحاولة الاصلاح بين شارون والطيراوي ولما رفض الامن الصهيوني , عزز الأمريكيون علاقة منفردة وقوية ومتواصلة مع المخابرات العامة ويقال أن المخابرات هو الجهاز الوحيد الذي يشكا نقطة خلاف داخلية عند C.I.A .

وتعترف الصحف العبرية , بأن وقف اطلاق النار لم ينجح اكثر من مرة سوى لأن الطيروي أمر رجاله بانجاحه . فهم مفتاح الانتفاضة وقادة الخلايا الميدانية وسادة المجموعات المطاردة .

بل أن العديد من العمليات الاستشهادية جرى احباطها في الأشهر الأخيرة لأن المخابرات أرادت ذلك .

أبو حسين والذي ظل مخلصا بشكل شخصي للرئيس عرفات , ولا يتلقى الاوامر من غيره شكّل مشكلة بالنسبة للسي أي أيه والأمن الصهيوني وبعض أجهزة الأمن العربية . حيث حاولت جهات أن تستغل الهجمة ضد الجهاز لاحتوائه او لتدميه او لتجويعه من ناحية الموارد .

ميدانياً , جرى تدمير جميع مقار المخابرات وسجونها في الضفة الغربية , وجرى اغتيال نشطائها مثل حسين عبيات وعاطف عبيات , وابعاد قادتها مثل المبعد العقيد عبدالله داوود وابراهيم عبيات ومعظم الذين جرى ابعادهم من كنيسة المهد الى اوروبا وغزة كانوا من جهاز المخابرات الفلسطينية .

مالياً , هناك حالة تقشف غير مسبوقة في الجهاز ويعاني الجهاز من نقص في الاسلحة والسيارات وشبكة الاتصالات ويحارب الاحتلال عناصره بطريقة مؤلمة .

جهاز الشرطة الزرقاء

اكثر الأجهزة المدنية عدداً حيث يبلغ عدد الشرطة في غزة 17 الف رجل وفي الضفة الغربية حوالي سبعة الاف , ولكن جهاز الشرطة اكثر الاجهزة ترهلا وتعثرا في تطبيق القانون والسبب أن جميع الأجهزة الأمنية الفلسطينية الأخرى تعمل وتحاول دائماً افشال هذا الجهاز بطريقة غير مباشرة من خلال التدخل في شؤونه ومنعه من تنفيذ القانون .

شكل الجهاز العميد غازي الجبالي , الا أن الرئيس عرفات قام بفصله بعد ان اختطفته مجموعات انتفاضية مسلحة وهددت بقتله و بعد أن اتهمته أجهزة الأمن الصهيونية باعطاء أوامر اطلاق نار ضد الاحتلال , وتقول تل أبيب أنها تنصتت على محادثاته اللاسلكية .

اشتهر بالقسوة وعدم اكتراثه بانتقادات حقوق الانسان , وبالولاء الشخصي لعرفات ومكتبه وضباطه ومدراء وزاراته ما جعل من جهاز الشرطة في غزة نار على المواطن ونعمة على المسؤولين وابناء المسؤولين .

أما في انتفاضة الأقصى , فلم يتدخل هذا الجهاز , ولكن الاحتلال اقتحم شقة الجبالي في رام الله وعثر على ما وصفه بالمستودع من ( المجوهرات والذهب ) فصادرها .
اتهمه المعارضون بانه تسبب في كثير من الملفات الالاجتماعية والفساد الاجتماعي والمالي لكن لم يحقق احد في مثل هذه الاتهامات .

اشتهر الجبالي بأنه توعد حماس والجهاد والجبهة الشعبية علناً على شاشات التلفزة , وكان يعتقلهم ويحلق لهم ذقونهم وشواربهم ..... مات عدد من السجناء في سجونه فاتهمته المعارضة بشكل غير معلن انه يأخذ مبالغ مالية ضخمة من السجناء ويفرج عنهم .
لا يزال جهاز الشرطة الزقاء , قوي , ومعه الشرطة البحرية ولكن شوكته كسرت بعد أن قامت مجموعة من حماس بقتل العقيد أبو لحية مسؤول القوات التدخل السريع وهو الذراع الأمني لهذا الجهاز في قطاع غزة , فاهتزت مكانته .

في الضفة الغربية , يعتبر هذا الجهاز مهيض الجناح , والجميع يتدخل لافشاله , وما أن تعتقل الشرطة لصاً أو مجرماً حتى تبدأ الاتصالات والواسطات للأفراج عنه فوراً وهذا افقد الناس الثقة بهم .

وقال لي أحد قادة الجهاز ( ما أن نعتقل مجرماً , حتى تبدأ الكنائس والعشائر والوزارات والمخيمات بالاتصال وتجبرنا على الافراج عنه ) .

جرى تعيين العميد علاء حسني قائداً للشرطة في الضفة والقطاع , وهو رجل خبير , ومجرب , وفتحاوي وحين سألته ذات يوم عن احتمالية نجاح الجهاز , وعد أن يمنع أحد بالتدخل في شؤون الشرطة , وان يطّبق القانون دون ولاءات .... ولكن مرارة التجربة الماضية تمنع الجمهور أن يصدق أن مكتب الرئيس أو الوزارات أو الكنائس أو العشائر ستترك جهاز الشرطة ينجح في تطبيق القانون ولولا الحياء لخرجت الجماهير في تظاهرات تطالب بالسجون ، وذلك بسبب سوء حال دور الحجز في الشرطة فالسجون أرحم من دور الحجز عند الشرطة الفلسطينية .

الاستخبارات العسكرية

شكّله وقاده عشر سنوات , العميد موسى عرفات وهو من اقرباء الرئيس ... وهذا الجهاز مسؤول عن ضبط الأجهزة الا أن خلاف مروان البرغوثي مع موسى عرفات في العام 2000 حين تصدت الاستخبارات لتظاهرة فتحاوية في رام الله وأطلقت النار على المتظاهرين وقتلت صبياً من عائلة الطريفي جعل من هذا الجهاز الصغير , المبهم , غير واضح المهام خصماً لتنظيم فتح في الداخل .

في الانتفاضة , لم يتدخلوا نهائياً , وطالبت قيادة فتح الرئيس عرفات عشرات المرات باقالة خاله موسى عرفات عن الجهاز , الا أن موسى عرفات كان يسارع فوراً لفرض قوة الجهاز.
مثلا ( في شهر يناير 2003قام جهاز الاستخبارات العسكرية باعتقال عشرة من رجال الاطفاء والتحقيق العنيف معهم حتى اعترفوا بأنهم عملاء لاسرائيل ونقلاً عن مصادر موثوقة حمل الرئيس عرفات الصحيفة , وقال لقادة فتح , هذا هو الذي اردتموني أن استبدله , لأنه يحارب اسرائيل ويكشف العملاء ... وابقاه في قيادة الجهاز ) .

اتهمته حماس ذات يوم بأنه قبل هدية (سيارة مرسيدس ) من العميل حماد الذي اغتال الشهيد الحمساوي المهندس يحيى عياش ، ولا احد يعرف صحة الخبر ولغاية الان لا احد يعرف ما هو دور الجهاز المستقبلي .


المحافظ - العميد - والعقيد

ويضاف الى هذه الأجهزة منصب محافظ في كل محافظة الى جانب وزارة الداخلية , وعدد كبير من الاسماء والوحدات التي تشكلت في العام 94 ولكن الغاية الان لا تعرف أين هي ؟ ولماذا تشكلت ? مثل جهاز الامن الخاص بقيادة العميد أبو يوسف الوحيدي أو غيرها وهي أجهزة شبه وهمية يأخذ رجالها مرتباتهم دون ان يعرف اعضاء المجلس التشريعي طبيعة عملهم .

علماً أن هناك المئات ممن يحملون رتبة عقيد وعميد , ورغم الظروف القاسية الا أن كل عقيد يأخذ 1000 دولار شهرياً وسيارة وكوبونات للوقود ونثريات مكتب ما شكّل ارهاقا على خزينة السلطة .


جهاز أمن الرئاسة 17

جهاز مدرب ,شكّله واداره العميد فيصل أبو شرخ , انخرط بكل قوة في الدفاع عن أجهزة السلطة ومؤسساتها في وجه الاحتلال , فدفع ثمناً غالياً حين استهدفه شارون وجيشه لمدة سنتين واغتيال قادة بارزين فيه ... يتميز هذا الجهاز بأنه من أكثر الأجهزة انضباطاً وتدريباً , وأول الأجهزة احتكاكاً بالجماهير , له سمعة طيبة عند أوساط كثيرة من الجماهير , وضم الى صفوفه العديد من الشبان الصغار ودرّبهم ليصبحوا حراساً غلى المؤسسات والمكاتب الحكومية .

يمتازون بهندامهم الجميل , وانضباطهم العالي , ويخاطبون ( أي قياداتهم ) المجتمع باوامر واضحة بعيدة عن التمويه.

ينظر المجمهور الفلسطيني اليهم كمناضلين , ويتضامنوا معهم لشدة ما تعرض الاحتلال لهم خلافاتهم مركزية مع الأجهزة الأخرى, ومعظم مشاكلهم مع تلك الأجهزة .

الأمن الوطني

أكبر جهاز أمني فلسطيني , وأكثره تدرباً وخبرة , معظمهم من الفدائيين والجنود الذين خدموا الثورة في الاردن ولبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزائر( معظمهم عائدون ) هم جيش السلطة , يسمح لهم بحمل بنادق كلاشنكوف أوتوماتيكية لكنهم يشبهون الجيوش العربية الى حد كبير ، وينفذون الاوامر بشكل بيروقراطي ، شكّل الجهاز وقاده لعشر سنوات العميد الحاج اسماعيل جبر , وكان من أقرب المقربين التاريخيين للرئيس عرفات . لم تشارك قوات الأمن الوطني فعلياً في الانتفاضة ... لكنها تعرضت لقصف مدفعي وبالطائرات F 16 وبالاستهداف العسكري في فترة الانتفاضة فسقط أكثر من مئات الشهداء من بينهم ...وقصف الاحتلال جميع مقراتهم التي تدعى ( المقاطعة ).
لا يوجد أية علاقة عدائية بين الأمن الوطني وبين المنظمات المقاومة, لأن مهام الأمن الوطني مقتصرة على حراسة حدود مناطق Aأي مناطق السيادة الفلسطينية .

سارعت قوات الاحتلال لضرب هذا الجهاز , خشية أن يبادر هو بالمشاركة في الانتفاضة , ولأن عناصره مدربة وقادرة على القنص ولديهم خبرة عشرات السنوات في العمل العسكري , استهدفهم موفاز وكان وزير حرب الاحتلال في كل جلسة يحذر من هذا الجهاز .

يعيش افراد هذا الجهاز حالة من التقشف وهو جهاز مظلوم قياساً مع باقي الأجهزة , معاشاتهم متدنية , ويعيشون بفقر ولديهم العديد من الاولاد ( لأنهم كبار في السن ) وبالكاد يستطيعون أن يعيشوا بشرف، ومعظمهم جاؤوا من الخارج ولا يملكون منازل للسكن , فيضعون مرتباتهم اجوراً للسكن .

مأساة الأجهزة الأمنية .... تتمثل في هذا الجهاز ولولا القوة السياسية التي كان يملكها الحاج اسماعيل جبر وبقاءه على رأس هذا الجهاز فترة الانتفاضة لكان حالهم ازداد سوءاً .

الوحدات الخاصة

جهاز أمني فلسطيني جديد تشكل في العام 2001 على يد العقيد بشير نافع من قادة فتح المعروفين في الضفة الغربية والذي أمضى سنوات في سجون الاحتلال وتعرض للنفي خارج فلسطين في الانتفاضة الأولى , وعاد مع عودة م.ت. ف الى أرض الوطن .
تشكل هذا الجهاز بعد وثيقة تينيت , حين احتجت الدولة العبرية على الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأنها تشارك في الانتفاضة وطالب الامريكيون والصهاينة بتشكيل جهاز جديد بعيد عن الانتفاضة . كلف الرئيس عرفات بشير نافع بتشكيل الجهاز , وبمساعدة كاملة من المخابرات المصرية والاردنية , الا أن بشير الرجل الهاديء لم ينسى فتحاويته , فاختار قادة فتح ليكونوا كوادر هذا الجهاز ما استفز دولة الاحتلال التي ارتبكت في التعامل معهم , ثم عادت وشنت عليهم حملة اعتقالات وزجت بالكثير منهم في السجون .

بشير نافع كانت تربطه علاقة وطيدة بالرئيس عرفات وتربطه مثلها مع ابو مازن وكذلك صداقة حميمة بمحمد دحلان ما يجعل من هذا الجهاز الذي يمضي نهاره في تدريبات شاقة لعناصره ( يأكلون الافاعي والزواحف ويقفزون في النار ) سؤالاً كبيراً حول مستقبله ومهماته.