الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل بالغ الفلسطينيون في امالهم بالنسبة لزيارة رايس ???

نشر بتاريخ: 20/06/2005 ( آخر تحديث: 20/06/2005 الساعة: 19:46 )
معا - تقرير اخباري - انتظر الفلسطينيون والاسرائيليون زيارة وزيرة الخارجية الاميريكية كونداليزارايس وكان كل طرف له حساباته وأجندته التي يريد ان يقنع الوزيرة الاميريكية بها ، كل من الطرفين اعد ملفاته محاولا ان يستفيد قدر الامكان من وجودها هنا لتجيير نتائج الزيارة لصالحه قدر الأمكان، الفلسطينيون يعتقدون ان رايس وزيارتها الاخيرة لم تقدم لهم الكثير هذا اذا كانت قد قدمت لهم شيئاً، بل منهم من يعتقد انهم خرجوا من" المولد بلا حمص" ، الاسرائيليون يعتقدون ان رايس أتت وعلى رأس أجندتها واهتمامتها ، صفقة الاسلحة الاسرائيلية للصين والاسرار العسكرية الحساسة التي تتضمنها تلك الصفقة ، وانها أتت لتعنيفهم والضغط باتجاه عدم الاستمرار في تلك الصفقة أو لمنع مثيلاتها في المستقبل .
رايس التي استشعرت الموقف الاسرائيلي منذ البداية وقبل وصولها الى المنطقة حيث استقبلت بتصريحات حادة مثل ان شارون لن يعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رايس ولا ضرورة لذلك توجهت بداية الى رام الله ، وهناك كان كل حديثها في العلن على الاقل ، هو محاربة الارهاب وضرورة وقف الهجمات وان يمارس الفلسطينيون ضبط النفس ومنع مهاجمة القوات الاسرائيلية خلال عملية الانسحاب ، الشيء الجديد ربما كان في وقف الجدل الدائر حول مصير المستوطنات في غزة ، حيث كان وضع هذه المستوطنات "(على الاقل مايتم تداوله في الاعلام)" ، ان اسرائيل حائرة بين هدم هذه المنازل او ابقائها ، وما اذا كان عليها تسليمها بخرائط أو بدون وهل سترفع الانقاض اذا ما هدمت المستوطنات وهذا ما سيؤخر وجود جنودها لمدة طويلة ومن ثم تعريض حياتهم للخطر وكانت الحيرة نفسها في الجانب الفلسطيني حول الموضوع ذاته، زيارة الوزيرة الاميريكية حسمت الموضوع باتجاه توافق الطرفين على عملية الهدم للمستوطنات ، المعلن الوحيد الذي قد يكون فيه ايجابية للفلسطينيين هو الاعلان عن نية اميركا جمع مبلغ 3 مليار دولار مساعدات للسلطة الفلسطينية للمساعدة على انشاء وضع اقتصادي قد يؤدي الى تحسين الاحوال المعيشية للفلسطينيين.
زيارة الدكتورة رايس لم تحسم المطلب الفلسطيني باتجاه اعادة تشغيل مطار غزة ، كذلك فيما يتعلق بموضوع ميناء غزة الفلسطيني وهذا ما يمكن ان ينصرف على موضوع آخر يعتبره الفلسطينيون مهما جداً, ألا وهو موضوع المعابر, وبالضرورة كانت النتائج ليست افضل من الموضوعين الآخرين ، فهذا الامر أكثر أهمية لاسرائيل من موضوع المطار والميناء ، رايس وكما رشح من مصادر مقربه طلبت من شارون ان يحاول تعزيز موقف عباس لا اضعافه ، ويبدو ان شارون وافق على ذلك ولكن دون التطرق لاليات بعينها ، وهذه بالنهاية تبقى وعودا غير ملزمة كما يعتقد الفاسطينيين ويعتقدون ان الثمن مقابل تلك الوعود كان غاليا الا وهو ان يتحمل الفلسطينيين كل ما يتعلق بازالة انقاض المستوطنات والتي كانت ستكلف اسرائيل ملايين الشواقل عدا عن الخطر الكامن وراء ابقاء الجنود في المنطقة لمدة قد تصل الى ثلاثة اشهر بعد الانسحاب لازالة تلك الانقاض .
المسؤولون الفلسطينيون يعتقدون ان زيارة رايس لم تقدم الكثير لهم , فهي لم تعالج ما اراد الفلسطينيين منها معالجته, وهي كررت ما كان ابو مازن قد سمعه في زيارته الأخيرة لواشنطن خلال الشهر الماضي, ويعتقد الكثير من الفلسطينيين ان الزيارة صبت في نهاية المطاف في مصلحة اسرائيل و اميركا حيث كان هم رايس اولا و اخيرا وضع حد لأنتهاكات اسرائيل في قضية بيع الأسلحة المتطورة الى الصين.
الفلسطينيون كانوا يأملون ان تضغط رايس باتجاه وقف الاستيطان وكذلك وقف البناء في الجدار الفاصل ، وازالة عشرات لا بل مئات الحواجز المنتشرة في الاراضي الفلسطينية واطلاق سراح السجناء ، والممر الآمن .....الخ .
لقد علّق الفلسطينيون آمالاً أكبر بكثير مما يمكن لرايس عمله وأرادوا " واهمين" ان زيارة رايس سوف تكون العصا السحرية لحل كل تلك المسائل ، لكن وبعد أن ( انفض السامر) يبدو انهم ادركوا ان رايس لا تملك هذه العصا ، وان ليس بالامكان افضل مما كان .