الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

زيارة اهالي القطاع لاسراهم.. رحلة تحفها المخاطر وتتجهمها المعاناة

نشر بتاريخ: 27/02/2006 ( آخر تحديث: 27/02/2006 الساعة: 16:04 )
غزة- معا- "بحكم السجان ما نرضى.. بحكم ربنا أنا راضية" بهذه الكلمات عبرت والدة الاسير رامي صقر عنبر القابع في سجن نفحة عن مشاعرها خلال الاعتصام الاسبوعي لاهالي الاسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة اليوم.

وتحدثت والدة الاسير عنبر عن رحلتها الشاقة لزيارتها لنجلها في السجن, قائلة: إنها منذ أن تتسلم تذكرة الصليب الأحمر الخاصة بالسماح لها بالزيارة, تبدأ بالتحضيرات اللازمة للزيارة, من اعداد للأوراق الثبوتية, وتحضير حاجيات الأسير التي ستدخلها اليه في السجن".

وتضيف "أم رامي" أنها تترك منزلها في الساعة الخامسة فجراً متوجهة للزيارة, وتعود عند الساعة الواحد بعد منتصف الليل, لتكون بهذا قد استغرقت رحلة الألم على حد تعبيرها نهاراً وليلتين لترى نجلها مدة 45 دقيقة فقط.

وبعد خروجها من منزلها تنتظر أم رامي في موقف للسيارات مرور الحافلة التي ستنقلها وذوي الأسرى إلى شركة أبو رمضان التي يصلها أهالي الأسرى في تمام الساعة السابعة, ثم تسير الحافلات إلى أن تصل نقطة عبور تشرف عليها الشرطة الفلسطينية حيث يتم التحقق من بطاقات الهوية الشخصية للزائرين, وعدم وجود أية مواد ممنوعة تعترض سلطات الاحتلال على ادخالها للاسرى.


وتستطرد أم رامي أنه عند الوصول إلى معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة يذهب المرافق ناصر أبو السعيد من الصليب الأحمر لأخذ الأذونات من الجانب الإسرائيلي, وبعد السماح للحافلات التي تنقل أهالي الأسرى بالمرور على مراحل تقوم قوات الاحتلال باخضاع كل شخص للفحص الاشعاعي في غرفة من الزجاج تبدو عليها صورة هيكل عظمي تتحول عند إغلاقها على الشخص إلى سوداء, ثم تبدأ بالدوران مسببة الضيق للشخص الذي بداخلها, ثم يتوجه أهالي الأسرى إلى شباك يجلس خلفه موظف أمامه جهار كمبيوتر لفحص بطاقة الهوية.

وتواصل "أم رامي" حديثها عن الزيارة المضنية بالقول:" يتوجه أهالي الأسرى بعد ذلك إلى الحافلات ليأتي الجنود الاسرائيليون من جديد للتأكد هذه المرة من تذاكر التسجيل للزيارة والقيام بعد الاهالي, ثم تمضي الحافلات في الرحلة التي تبعث على الضجر من طول الانتظار يرافقها أحد الجيبات العسكرية", مشيرة الى ان الساعة تكون قد تجاوزت الثانية ظهراً في هذه المرحلة.

وتؤكد "أم رامي" أن الرحلة من معبر "ايرز" إلى سجن نفحة تستغرق حتى الساعة العاشرة ليلاً, ثم تبدأ التحضيرات للزيارة, حيث يقوم الجنود الاسرائيليون باستلام الهويات من الزائرين, واستبدال الملابس القديمة التي يعدها الاسرى بالملابس الجديدة التي يجلبها الاهالي معهم.

وفي نهاية هذه الاجراءات ينادي الجنود عبر مكبرات الصوت على اسماء الاهالي للزيارة, ويقوم جنديان بمرافقة الزائر خلال توجهه الى القسم المخصص للزيارات أحدهما يسير امامه والآخر خلفه.

وتقول "أم رامي" إنها لا تتمكن من رؤية ابنها الا من وراء فاصل زجاجي, لا يمكنها من احتضانه وضمه الى صدرها, مترحمة على تلك الأيام التي كانت تقبله فيها عبر ذلك الفاصل الشبكي الذي استبدل بهذا الفاصل "اللعين" الذي يعزل المشاعر قبل عزل الجسد حسب قولها.

كما ان تبادل الحديث مع الاسرى لا يتم الا من خلال سماعات يفصلها الاحتلال بصورة مفاجئة عند اعلانه عن انتهاء الزيارة بعد حوالي 45 دقيقة, لينتهي اللقاء بالإشارات.

وفي النهاية يعود الاهالي لمواجهة نفس مسلسل المعاناة خلال مجيئهم الى السجن, مع نقاط التفتيش والعراقيل الإسرائيلية التي تملأ طريق عودتهم الى القطاع, ليصلوا الى بيوتهم فجر اليوم التالي.