الشريك الاخير - بقلم عكيفا الدار - هأرتس
نشر بتاريخ: 27/02/2006 ( آخر تحديث: 27/02/2006 الساعة: 17:23 )
معا- خسارة كبيرة ان ينتظر العالم فوز حركة في الانتخابات التشريعية ليجعل لابو مازن اجنحة بعد ان وصفه شارون بالطائر الصغير " الكتكوت " حتى قبل ان يتسلم منصبه الجديد كرئيس للحكومة الفلسطينية في عهد الزعيم ياسر عرفات .
اسرئيل عملت كل ما تستطيع لقص جناحي ابو مازن وبعدها اخذت بالشكوى ضده بانه لا يستطيع الطيران و التحليق اما الولايات المتحدة فلم تبذل سوى جهود ضئيلة وغير فاعلة من اجل المساعدة على تثبيت حكم ابو مازن على ارض الواقع وحتى اخذت تمارس الضغوط عليه لينظم الانتخابات في موعدها وتمكين حماس من التحليق عاليا .
والان حماس تحلق في الجو وفتح تقف على الشجرة واسرائيل وامريكا تطالبان ابو مازن ان يوقف الطوفان وحيدا ورويدا رويدا ادركت اسرائيل والولايات المتحدة ان من يرفض فتح يتلقى حماس وان اي عقوبات اقتصادية ستعود عليهما بكارثة انسانية وازمة اجتماعية سياسية يصعب التعامل معها .
التجربة المرة علمت اسرئيل والولايات المتحدة انه في الشرق الاوسط تاتي ايام تترحم فيها على العدو السابق مثل صدام حسين لذلك نجد ان فوز حماس انسى اسرائيل وامريكا عدم قدرة او رغبة السلطة على مكافحة الارهاب والتساهل الذي ابدته تجاه المنظمات الفلسطينية ويبدو صوت ابو مازن كغناء العصافير اذا ما قورن بخالد منشعل الذي لم يترك مناسبة دون الهجوم على اليهود .
من حسن الحظ ان ياسر عرفات قاوم الضغوط الامريكية والاسرائيلية وابقى بعض الصلاحيات في يد مؤسسة الرئاسة مثل تعيين المحافظين وبعض الصلاحيات الامنية الامر الذي سيجعل منها قناة لنقل اموال الضرائب والمساعدات الامر الذي سيمنع وقوع فوضى عارمة في مناطق السلطة ولو استقال ابو مازن لوجدت اسرائيل نفسها ومعها المجتمع الدولي بين خيارين لا ثالث لهما الاول تحويل الاموال لحكومة حماس التي لا تعترف باسرائيل وتسعى لتدميرها مما يعني اعترافا دوليا واسرائيليا بمنظمة ارهابية او تجويع مئات الالاف من البشر .
المشكلة ان ابو مازن لن يقبل طويلا ان يلعب دور القناة او فاتح الطريق وقد اوحى بذلك خلال مقابلة مع احدى شبكات التلفزة البريطانية حيث قال " اذا لم استطع تغيير واقع الحال في المناطق الفلسطينية ساقدم استقالتي كما فعلت عام 2003 ".
حتى اليوم وقد ظهر ابو مازن كمخرج وحيد نجد من يتحدث عنه بطريقة سيئة ويعلل نفسه بان حماس قد تؤدي الغرض وتحقق الهدف المرجو بدلا منه .
صحيح انه ووفقا لنتائج الواقع لم ينجح ابو مازن في الامتحان ولم يستطع السيطرة على اجهزته الامنية او المنظمات الفلسطينية الاخرى او حتى في ادارة صحيحة لمؤسسات السلطة لكننا لا نعرف من هو المتسبب الحقيقي بهذه النتيجة ابو مازن الذي رفض السير على طريق ابو عمار ام شارون الذي ابعد السلطة من طريقه وتجاهلها واخذ يتصرف بخطوات احادية الجانب .