الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من سجن النقب حتى أبو غريب /بقلم / غسان مصطفى الشامي

نشر بتاريخ: 28/02/2006 ( آخر تحديث: 28/02/2006 الساعة: 19:23 )
تستمر المعاناة في كل يوم ويشتدُ الوجع أكثر فأكثر ... والسجان واحد والسياسة الإرهابية واحدة ... وكل يوم إذلال وتعذيب ... ولكن هيهات هيهات أن تُكسر الإرادة الفلسطينية وأن تهزم العزيمة ... وسيستمر الصمود إلى أن يُهزم السجان ويهرب من سجنه جارً أذيال الهزيمة والعار الكبير ...

أسرانا البواسل في السجون " الإسرائيلية " ... إن مسيرتكم ... مسيرة العطاء والتحدي تُمثل لنا ولأمتنا العربية والإسلامية الفخر الكبير ... فإنكم في سجونكم أحرار تبنون صروحا وتشيدون بنيانا من النضال والصبر والتحدي ...

أسرنا البواسل في سجن النقب ، أفئدتنا تهوي إليكم في كل يوم ... وانتم تُسطرون ببطولاتكم أسمى آيات الفخر والعزة ، ونسأل الله أن يثبتكم وينصركم في معارككم الكبيرة مع السجان الإسرائيلي ... أيها الشموع التي أنارت لنا درب الحرية والاستقلال ... يا من سطرتم ببطولاتكم وصمودكم الكبير الطريق لتحرير غزة ... ربما هذه الرسالة لا تفيكم حقكم أمام انجازاتكم العظيمة وصمودكم الأسطوري ..

إن ما يحدث في سجن النقب الصحراوي وغيره من السجون الاحتلال الإسرائيلي هو استمرار للسياسات الإسرائيلية الإجرامية الممهنجة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وبحق منجزاته الوطنية الكبيرة التي كان آخرها الانتخابات التشريعية .

وربما يستغرب البعض ما حدث ويحدث يوميا من انتهاكات إجرامية وفضائح التعذيب في سجن أبو غريب في العراق الشقيق وانتهاكات فاضحة لحقوق الأسرى والمعتقلين ، فإن مثل هذه الانتهاكات الإجرامية تحدث يوميا في السجون والمعتقلات " الإسرائيلية " ... ويستخدمها السجان " الإسرائيلي " بعنف وقوة في إطار سياسات دولة الاحتلال التعسفية ضد المعتقل الفلسطيني .. بهدف كسر إرادته وعزيمته في صموده في وجه السجان الإسرائيلي ...

أسرنا البواسل في غياهب سجون الاحتلال ... قلوبنا معكم وعقولنا معكم ونشدُ على أيديكم في جهادكم الكبير ضد الاحتلال الإسرائيلي وسجانيه ... وما يحدث معكم يوميا من انتهاكات صارخة لحقوقكم وحقوق ذويكم وأهلكم هو انتهاكاً لأبسط معاني الحياة والسبب أنكم تحبون أوطانكم وتعملون لأجلها ...!!!

أسرنا البواسل في غياهب السجون ... عيوننا تنزف دما على ما يحدث معكم من إجراءات إجرامية وتعسفية بحققكم ، وليس غريبا على الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي ما يحدث ، فهم أول من ضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقات والمعاهدات الدولية ...والإسرائيليون هم أول من أسسوا لهذه الانتهاكات الإجرامية بحق المعتقلين ... واحتلال إسرائيل لفلسطين اكبر انتهاك وخطيئة عالمية ...

إن معاناة أسرنا البواسل في السجون الإسرائيلبة تستمر يوميا حيث تستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلالها وسائل كثيرة منها الشبح والضرب بعنف واستخدام الكلاب من اجل إرهاب الأسرى ، فضلا عن سياسات الإهمال الطبي والتضييق عليهم وعلى ذويهم ومعاملتهم بشكل يخالف أبسط قواعد معاملة الأسير حسب اتفاقية جنيف الرابعة ، إضافة إلى سياسات التفتيشات المذلة التي تجبرهم على خلع ملابسهم في الكثير من الأحيان إلى جانب مصادرة بعض أغراض الأسرى مثل معدات الأشغال والأدوية أو ما شابه ...

إن ما يحدث في سجن النقب وغيره من سجون الاحتلال الإسرائيلية ، إنما يمثل سياسة واحدة لما يحدث في كافة السجون الإحتلالية الإسرائيلية والأمريكية ففي سجن أبو غريب يُضرب المثل الأعلى في الانتهاكات والجرائم وفضائح التعذيب ، ومثل هذا الأمر يحدث في السجون الإسرائيلية حيث يتلذذ الجندي الإسرائيلي وهو يمارس التعذيب والضرب بحق المعتقل الفلسطيني ...

إن سجن أبو غريب الإحتلالي الأمريكي الذي أصبح مثالا كبير للذل والعار العالمي التي تفرضه أمريكا على العالم ،وما يحدث به من انتهاكات وفضائح يحدث في كافة سجون الاحتلال الإسرائيلي وبصورة أكثر عنفا وشدة ..

إن ما يحدث من تعذيب وسياسات عقابية في سجون الاحتلال الإسرائيلي يمثل استمرارا للسياسات الأمريكية في تعذيبها وإذلالها للمعتقلين والموقفين لديها ، بهدف الضغط على الشعب الفلسطيني وتركيعه ، وكسر إرادته وتحديه للمحتل الإسرائيلي ، وتزداد هذه السياسات الهمجية بعد نجاح الشعب الفلسطيني في انتخاباته الديمقراطية العالمية ضاربا المثل الأعلى في الديمقراطي والنزاهة والشفافية العالمية .
.
إن سياسات التعذيب تجاه المعتقلين في السجون الإسرائيلية والأمريكية تحتاج من الجميع وقفة تجاه ما يحدث في بلاد المسلمين من ذل وعار وانتهاك صارخ لكافة القوانين والأنظمة الدولية ففي هذه السجون يمارس يوميا التعذيب بشكل ممنهج ومعتاد إضافة إلى ظاهرة الاختفاء القسري وظاهرة العزل حتى أن السجين لا يعرف شيئا عما يحدث في خارج السجن لسنوات طويلة ..

وإننا نفتخر عاليا بنضالات أسرانا البواسل في سجون الاحتلال والبطولات التي سطروها بدمائهم والمعارك الكبرى التي خاضوها من اجل نيل حقوقهم كأسرى ، ولن يأتي اليوم الذي سَيهزم الأسير الفلسطيني ولن تكسر إرادته ..

إلى الملتــــــقى ,,
بقلم / غسان مصطفى الشامي
28-2-2006
[email protected]