حركة فتح وريال مدريد.. وامكانية العودة من جديد بقلم:محمد اللحام
نشر بتاريخ: 28/02/2006 ( آخر تحديث: 07/03/2019 الساعة: 17:48 )
معا- ما دفعني للكتابة تحت هذا العنوان المفارقات والتقاطعات العجيبة والغريبة بين حركة فتح الإطار السياسي الفلسطيني وفريق ريال مدريد الاسباني لكرة القدم. لان الاعراض المرضية والأفعال السلوكية والنتائج المحصودة متشابهة جداً.
فحركة فتح تعتبر أقدم حركة سياسية في الثورة المعاصرة على الساحة وصاحبة الرصاصة الاولى, وهذا ايضا حال فريق ريال مدريد فهو اقدم الاندية الاسبانية وصاحب اول كأس, اما على صعيد الألقاب فتملك قتح اول طلقة واول شهيد ورائدة العمل الوطني.
والريال العظيم يزخر بالألقاب والنياشين فخزائنه مليئة بالكؤوس المحلية والاوروبية والقارية, فإذا كان التاريخ الزاخر يشكل نقطة التقاء في التشابه فإن الواقع ايضا متشابه, ففتح تعج بالنجوم... نجوم من فئة (Five Stars), فمحمود عباس سياسي معروف جداً قبل ان يستلم رئاسة الوزراء ورئاسة السلطة, فهو لاعب مهم كان على الساحة الاوروربية بشطريها الشرقية والغربية, وله مؤلفات في ذلك, وفاروق القدومي عميد فريق الرعيل الاول, وعلم كبير على الساحة العربية تحديداً, اضافة الى هاني الحسن الذي سجل هدفا في الساحة الصينية عندما التقى ماوسيتونج قبل اكثر من اربعين عاماً وصخر حبش وعباس زكي واحمد قريع وغيرهم من النجوم.
اما نجوم الريال فأجزم بأنهم اكثر شهرة رغم انهم ايضا نجوم (Five Stars). فالريال يمتلك زيدان الذي فاز كأحسن لاعب في العالم وبكأس العالم وبكأس القارات وبكأس اوروبا عدا عن إنجازاته مع يوفنتوس قبل انتقاله الى الريال, وكذلك رونالدو صاحب كأس العالم وأحسن لاعب وله صولات وجولات, وبيكهام الانجليزي الرشيق والحارس كاسياس , روبيرتو كارلوس وغيرهم من النجوم الكبار.
وبالرغم من زخم النجوم... هنا وهناك, إلا ان الإخفاقات تلاحق الفريقين, فتح والريال, فها هي فتح تفشل في ما هو متوقع ومأمول منها( الانتخابات البلديات الثلاث والسقوط في مصيدة التشريعي), وكذلك الريال لم يفلح في كسب لقب الليجا الاسبانية مكتفياً بالمركز الثاني في الموسم الماضي وكذلك وضعه المزري في هذا الموسم حتى من الكأس المحلي خرج خالي الوفاض.
اما على صعيد المحاولات لايجاد بعض الحلول, فقد حاولت فتح ان تستعين بلاعبي التعزيز خاصة من الشباب ليدخل محمد دحلان بقوة الى الملعب وكذلك نبيل عمرو الذي عاد من الاصابة وروحي فتوح الذي عاد الى مقاعد الاحتياط, واللواء نصر يوسف القديم الجديد وغيرهم ولكن دون جدوى.
اما الريال فقد حذا حذو فتح فاستعان بالبرازيلي روبينيو و سيسينهو والايطالي كاسانو وبالمدرب كارو الذي فشل, وجلس النجوم على مقاعد الاحتياط وصام رونالدو طويلاً عن التهديف ولم يوفق زيدان في العديد من المباريات ولم تفلح ركلات كارلوس البعيدة, وبيكهام يبدي جيداً في عروض الأزياء......
ومن الاسباب الجوهرية لتراجع الريال على سلم الترتيب خسارته المتكررة في بعض مبارياته البيتية على ملعبه وامام جمهوره, ومن فرق متواضعة, وكلنا يعرف مايوركا متذيل اللائحة وخيتا في الوافد الجديد على دوري الاضواء والضعيف ريال سسيداد, وهكذا كانت بلعا مسقط رأس عضو المركزية حكم بلعاوي وكذلك سعير بلد عضو المركزية عباس زكي وكذلك غزة والخليل ونابلس والعديد من المواقع البيتية التي كانت تحسم لفتح والمتوقع الفوز بها والنتيجة عكس ذلك.
فكل الحلول لمشكلة مدريد وفتح لم تكن ناجعة ولم توصلهما للأهداف, لتعاني فتح من أزمات داخلية ترجمت بخسارة البلديات والتشريعي ومحاولات عسيرة للاصلاح واعادة البناء وكذلك تعثر الريال في خطف الأسهل المتمثل في كأس الملك واستجلاب العجوز الثعلب الايطالي كعقل مدبر ومخطط لم يكن ناجعا.
اما اسباب ذلك مرده ان نجوم الفريقين ( فتح وريال مدريد) وصلوا حد الاشباع من الالقاب ليفتقدوا الحافز ويبتعدوا عن رغبة الجماهير التي اصبحت لا تعنيهم كثيرا لانهم وصلوا لأقصى درجات الطموح المعنوي والمادي. فعلى مستوى الريال ماذا بقي لزيدان ورونالدو وكارلوس وبيكهام وغيرهم فهم اخذوا الحد الأعلى من حلم اي لاعب في العالم ولن يضيف لقب مثل الليجا الاسبانية اي جديد بالنسبة لهم .
وكذلك نجوم فتح فقد اخذوا كل ما يحلم به السياسي والحزبي فالمال والجاه والسيرة التي تعج بالمسميات النضالية والثورية والوطنية (عضوية المركزية والتنفيذية والتشريعي والثوري والوطني والوزارة وغيرها ...) ولم يعط الريال النجوم الجدد من الشباب فرصة للتعبير والاعلان عن انفسهم فالاحتياطي كاسانو احرز اهدافا اكثر من رونالدو مقارنة بعدد دقائق اللعب للاثنين ولكن هيهات ان يضحي المدرب برونالدو او الهزيل راؤول غونزالز الذي يكون بالعادة عبئا اكثر من كونه دافعا ومحركا ولكنه ابن النادي المدلل.
اما فتح فحدث ولا حرج عن اعبائها واثقالها فاذا كان في الريال راؤول واحد ودفاعات سهلة الاختراق ففتح لديها عشرات الراؤولات ودفاعات مخلخلة ووسط اي كلام وهو من عناوين الازمة وهجوم مسلوب المهارة في حين ان لديها المئات امثال كاسانو وغيره .
الريال ينظر للاخرين وتطورهم دون اكتراث وكأن التاريخ وحده كفيل باستمرار الانجازات وعندما حاول التغير والاصلاح طرد المدرب لوكسمبوركو وجاء بتلميذه كارو الذي سار على درب الهزائم( الي مجرب المجرب عقله مخرب) وحتى خيتافي وبدون تاريخ ولا حتى جغرافية تعملق في البداية علىالريال ولكنه تقهقر سريعا امام الاخرين ولم يكمل الرواية.
وفتح تعاملت بأثر رجعي على ان تاريخها يؤهلها للتسديد والتهديف ويكفل دفع الفاتورة الثقيلة وعن الاصلاح والتغيير عادت لتعين احمد عبد الرحمن متحدثا باسمها وكأنه ينقصه المسميات وتلميحات عن تغيير هاني الحسن باحمد قريع كمسؤول عن مكتب التعبئة والتنظيم وكأن فتح لا يوجد بها لؤي عبدو وقدورة فارس وحاتم عبد القادر وسمير المشهراوي والمئات بل الالاف من القيادات الشابة التي شابت على مقاعد الانتظار .
واذا كان في الدوري الاسباني خيتافي فقد كان لدينا المبادرة والتي احرجت البعض عند بداية الدوري ولكنها سرعان ما تقهقرت وصولا لرواية راوية.
ففتح والريال يشبهان الديناصورات ولكن تلك التي تحنطت وهذا لا يعني ولا باي حال من الاحوال ظهور برشلونة على الساحة الفلسطينية لانني لا اعتقد ان احدا مؤهلا لذلك.
وامكانية العودة قد تتاح لهما بشرط الاصلاحات والتعزيز الجيد.