الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مع ازدياد التصعيد الاسرائيلي.. نذر انتفاضة شعبية ثالثة تلوح في الافق

نشر بتاريخ: 01/03/2006 ( آخر تحديث: 01/03/2006 الساعة: 16:20 )
الضفة- غزة- معا- هل هي ارهاصات انتفاضة ثالثة?واذا لم تكن كذلك فماذا تكون اذن ؟ منذ ايام اجتاحت الاراضي الفلسطينية موجة من التصعيد تحمل نذر انتفاضة ثالثة ، قد تاخذ منحى شعبيا مختلفا عما كانت عليه الانتفاضة السابقة، في محاولة يرى فيها المحللون اسلوبا جديدا لمواجهة السياسة الاسرائيلية القائمة على مواصلة استهداف فصائل المقاومة وفرض مزيد من العزلة على الشعب الفلسطيني.

ويترافق ذلك مع توقعات لمصادر عسكرية واستخبارية اسرائيلية باندلاع انتفاضة شعبية,ستحاول حماس من خلالها الضغط على العالم ليعيد الدعم الى الفلسطينيين كشرط للهدوء, وكذلك تسعى من خلالها فتح الى كسب الدعم من جهات تشجع " الارهاب" وفق وجهة نظر المصادر الاستخبارية الاسرائيلية .

ولعل من شان التصعيد الاسرائيلي الاخير الذي اخذ شكل الاقتحامات والاغتيالات ان يعجل في انفجار الاوضاع على نحو تصبح فيه السيطرة على الاوضاع امرا متعذرا من خلال استجلاب ردود فعل للقوى والتنظيمات المستهدفة وافشال جهود حركة حماس لاقناع القوى الفلسطينية بالموافقة على تجديد الهدنة .

فقد اغتالت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الاربعاء خالد الدحدوح " ابو الوليد" ( 45 عاما) من كبار القادة الميدانيين لسرايا القدس, الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, بتفجير سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق الذي يسير فيه الدحدوح بمدينة غزة.

وأفاد د. بكر أبو صفية مدير قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء بالمدينة ان الدحدوح وصل إلى المشفى أشلاءً وتم التعرف على هويته بصعوبة, مؤكداً عدم وقوع مزيد من الاصابات في صفوف المواطنين.

واكد شهود عيان لـ "معا" ان الدحدوح كان يسير على قدميه, عندما انفجرت إحدى السيارات المتوقفة على جانب الطريق والتي على ما يبدو كانت مفخخة ومعدة لاغتيال الدحدوح بتفجيرها عن بعد.

والشهيد "أبو الوليد" أحد أبرز المطلوبين في قائمة تتكون من 70 اسماً لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تلاحقهم دائماً وترفض العفو عنهم، فيما حاول الاحتلال اغتياله في عدة مرات سابقة ولم يفلح.

جدير بالذكر أن الشهيد ارتقى اليوم في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد أخيه وابن عمه من القادة الميدانيين لسرايا القدس، حينما قصفت سيارتهم في شارع الجلاء بغزة في التاسع والعشرين من فبراير /شباط عام 2004.

وتوعدت سرايا القدس الاحتلال الإسرائيلي برد مزلزل على جريمة اغتيال قائدها في غزة خالد الدحدوح " ابو الوليد".

ونعت السرايا في بيان تلقت "معا" نسخة منه الشهيد الدحدوح، داعية كافة عناصرها إلى حالة النفير العام للرد على جريمة الاغتيال في أسرع وقت وفي قلب الاحتلال الإسرائيلي.

ودعت غرفة العمليات المشتركة والتي تضمها إلى جانب كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام وأبو الريش ولجان المقاومة الشعبية، وكل الأذرع العسكرية إلى الرد على هذا الاغتيال، معتبرة ان الصمت على ذلك بمثابة ترك لحركة الجهاد الإسلامي لوحدها في ساحة المقاومة والدفاع عن الأرض الفلسطينية وتركه يذبح وحده على حد تعبير السرايا.

واكدت على ان اغتيال القادة فيها لن يثنيها عن المقاومة بل يزيدها قوة وإصرارا على طريق الإيمان والوعي ، قائلة ان الثورة هي طريق الجهاد حتى تحرير كل فلسطين.

واستنكر عضو المجلس التشريعي عن حماس محمد ماهر بدر عملية الاغتيال, قائلا:" إن سياسة الاغتيالات التي تقوم بها سلطات العدو ليست جديدة فقد سبقها اغتيالات عديدة لكثير من القيادات، بهدف النيل من صمود وثبات شعبنا على مبادئه وحقوقه, ولتحقيق مكاسب انتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات في اسرائيل".


وكانت سرايا القدس- الجناح العسكري للجهاد الإسلامي- وشهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح, مجموعة الشهيد حسين عبيات, اعلنتا مسؤوليتهما المشتركة عن قصف موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي بعد ظهر اليوم باثني عشر صاروخاً من نوع اقصى وقدس.

وقالتا في بيان مشترك تلقت "معا" نسخة منه ان عملية القصف للموقع العسكري تأتي كرد أولي على اغتيال قائد السرايا في غزة خالد الدحدوح" أبو الوليد".

واعلنتا عن حرب "الصواريخ" ضد الاحتلال الإسرائيلي للرد على كل خروقاته، مؤكدتين لقادة الاحتلال أن عمليات الاغتيال والممارسات العدوانية في غزة ونابلس لن تمر دون عقاب، وسيكون الرد عليها في العمق الإسرائيلي وانهما لن تقفا مكتوفتي الأيدي أمام عمليات الاغتيال.

وفي نابلس قتل مستوطن اسرائيلي عندما أطلق مقاومون فلسطينيون النار عليه في إحدى محطات الوقود على مدخل مستوطنة "مجداليم" جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية, وتبنت كتائب شهداء الاقصى في اتصال هاتفي بـ "معا" المسؤولية عن تنفيذ العملية.

وأفادت مصادر الاحتلال أن المستوطن تعرض للطعن من قبل شابين فلسطينيين وصلا الى المحطة مشياً على الاقدام, قبل ان يستوليا على سلاحه ويطلقان النار على رأسه, ما ادى الى اصابته بجراح بالغة سرعان ما فارق الحياة متأثراً بها.

وعلى الفور هرعت قوات معززة من الجيش الاسرائيلي الى موقع العملية وباشرت اعمال التمشيط بحثاً عن منفذيها.

وفي قلقيلية أصيب مستوطن اسرائيلي بجراح خطيرة اثر تعرضه لاطلاق نار قرب قرية النبي الياس شرق قلقيلية.

وذكرت مصادر فلسطينية أن المستوطن تعرض لاطلاق النار من قبل سيارة مارة على الشارع الرئيسي المحاذي للقرية خلال قيامه بالتسوق من محلات تجارية تقع على جانب الشارع المذكور.

وعلى الفور هرعت سيارة اسعاف تابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطينية وقامت بتقديم العلاج الاولي للمستوطن, قبل ان تهرع سيارات اسعاف اسرائيلية وتقوم بنقله الى مستشفى اسرائيلي للعلاج.

وأفاد مراسلنا أن قوات الاحتلال أغلقت الطريق المؤدية الى قرية النبي الياس ومنعت الصحافيين من الوصول اليها لتغطية الاحداث, كما أغلقت مدخل قلقيلية الشرقي قرب مقر الارتباط العسكري "D C O" ومنعت المواطنين من دخول المدينة أو مغادرتها.


وفي بلدة قباطيا جنوب جنين عثرت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر اليوم على كمية من المواد المتفجرة في البلدة , وقام خبراء متفجرات اسرائيليون بتفجيرها .

وذكرت مصادر امنية فلسطينية لـ "معا" أن قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة معززة بعدد من الاليات العسكرية ووحدات من خبراء المتفجرات حاصرت حي كميل الواقع شرق البلدة, حيث قامت بتفجر المواد التي عثرت عليها في احدى المُغر قرب الحي المذكور.

وتعتقد الاجهزة الامنية الفلسطينية أن أحد المعتقلين إعترف خلال تحقيق قوات الاحتلال معه على وجود المواد المتفجرة, مشيرة الى أن عملية التفجير لم تسفر عن وقوع اصابات في صفوف المواطنين.

من جهتها أعلنت مصادر اسرائيلية ان قوة من جيش الاحتلال عثرت في بلدة قباطية على عدة كيلو غرامات من الاسمدة التي تستخدم لتصنيع المتفجرات وعلى معدات اخرى لتصنيع العبوات الناسفة.

وفي بلدة عنزة الواقعه جنوب غرب مدينة جنين اعتقلت قوات خاصة اسرائيلية مواطنا فلسطينيا تدعي انه مطلوب لديها بعد اصابته في رجله صباح اليوم.

وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان قوات خاصة استقلت سيارة فولكس فاجن بيضاء اللون اقتحمت البلدة عند الساعة التاسعة من صباح اليوم وداهمت محلا للدواجن واعتقلت صاحبه وهو المواطن محمود عبد الكريم صدقة 20 عاما بعد اصابته برصاصة في قدمه بدعوى انه مطلوب لديها وهو من ابرز كتائب شهداء الاقصى، ومطلوب لقوات الاحتلال منذ عام.

وذكر شهود عيان ان صدقة كان جالسا امام محله في البلدة حين هاجتمه قوات خاصة حيث فرّ هاربا وقامت القوة باطلاق النار عليه واصابته في قدمه قبل ان تعتقله.

واضاف الشهود ان دورتين عسكريتين دخلتا البلدة بعد ان اطلقت القوات الخاصة النار على صدقة وتبعتها 12 دورية عسكرية حيث حاصرت المكان واندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي والمقاومين الفلسطينيين ولم يبلغ عن وقوع اصابات بين الطرفين.

واضاف مراسل معا في المدينة ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تحاصر البلدة من كافة الجهات حيث اغلقت كافة مداخلها بالحواجز العسكرية وتقوم بتفتيش المركبات الخارجة من البلدة وتدقق في هويات المواطنين وتعرقل حركتهم.

وتوقع ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي ارتفاع وتيرة الاحداث خلال الاشهر القادمة لان انتفاضة جماهيرية تحل مكان العمل العسكري او تقصيه جانبا على اقل تقدير تقع ضمن مصلحة حركة حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية مما يمكن الحركة من الحفاظ على جذوة الكفاح دون ان تتهم بالتخلي عن المقاومة عدا عن كونها تشكل ضغطا مربكا على اسرائيل في اروقة المنظمات الدولية .

وكذلك هناك مصلحة لحركة فتح التي خسرت السلطة في انتفاضة على شاكلة الانتفاضة الاولى لاكتساب شرعية جديدة في الشارع الفلسطيني من خلال التظاهرات الكبرى التي اختص اعضاؤها بتنفيذها عدا عن تنفيذ عناصرها المسلحة لعمليات اطلاق نار بهدف الحصول على تمويل من بعض المنظمات الاخرى بعد ان تضاءلت امكانيات الدعم عن طريق السلطة .

وترى صحيفة هارتس ان عملية الطعن التي حدثت يوم امس في منطقة عتسيون جنوب بيت لحم كانت واحدة من بين ثلاثة حوادث جرت في مناطق مختلفة من الضفة الغربية فقبل العملية بساعات معدودة اعتقلت قوات الجيش الاسرائيلي فتاة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها كانت تخطط لطعن جندي على حاجز قبر راحيل شمال بيت لحم وبعدها بقليل اعتقلت قوات حرس الحدود فلسطينيا في منطقة الحرم الابراهيمي بالخليل ووجدت بحوزته سكينا وقنبلة للغاز المسيل للدموع ويعتقد بانه كان يخطط لخطف سلاح احد الجنود .

وحسب الصحيفة الاسرائيلية تصل في الاسابيع الاخيرة الكثير من اخبار الحوادث والعمليات التي تذكر بانتفاضة الحجارة مثل القاء الحجارة على سيارات المسافرين اليهود على طرق الضفة الغربية ناهيك عن الزجاجات الحارقة ومحاولات الطعن وجميعا لا تحتاج الى تنظيم معين يعد ويرسل منفذها .

الشاباك الاسرائيلي يصف هذه النوع من العمليات باعمال الشغب الجماهيرية في حين يتحفظ الجيش على وصفها بالتغيير الحقيقي ويصر على وجود كثير من الاثباتات الواضحة التي تنفي احتمالية تزامن الصدف حتى يستطيع الحديث عن تغيير حقيقي في اتجاه الانتفاضة الفلسطينية .

اما المستوطنون فيصرخون باعلى صوتهم محذرين من خطورة السفر على طرق الضفة الغربية مما حدى بوحدة عتسيون العسكرية جنوب بيت لحم ان تركز حربها ضد ملقي الزجاجات الحارقة حيث نجحت باعتقال 23 فلسطينيا بتهمة القاء زجاجات حارقة منذ بداية العام الحالي .

وهنا يتساءل الجميع هل العنف الجماهيري وانتفاضة الحجارة في طريقها الينا ؟ علما بان مثل الاحداث سابقة الذكر هي ما صبغ سنوات الانتفاضة الاولى على عكس الانتفاضة الثانية التي انتقلت سريعا الى دائرة الكفاح المسلح .

ان انتفاضة جماهيرية تتناسب بشكل جيد مع الاجواء الجديدة التي خلقها فوز حماس وخطة الانفصال عن السلطة التي اعلنتها حكومة اسرائيل عدا عن حالة عدم اليقين التي تسود اجواء المنطقة .

مصادر عسكرية تحدثت لصحيفة معاريف عن زيادة ملحوظة بعمليات القاء الزجاجات الحارقة ومحاولات الطعن دون ان تغفل الارتفاع في عمليات اطلاق النار التي شهدتها المنطقة خلال الاسابيع الماضية .