( لعم) حماس.. هل تنجح في انقاذ الحركة من استحقاقات سريعة الدفع.. وبدون تقسيط؟!!
نشر بتاريخ: 01/03/2006 ( آخر تحديث: 01/03/2006 الساعة: 19:47 )
بيت لحم- معا- كلماتها متقاطعة ولغتها مرتبكة وخطابها حمال اوجه.. (لعم حمساوية) تتارجح في افواه الناطقين للحركة فيؤرجحون فيها عقول المراقبين الذين يقفون محتارين امام ما تريده الحركة او امام ما يقال عن تغير في خطاب الحركة تجاه احداث اختراق دبلوماسي في الساحة الدولية وفي العمق الاسرائيلي ايضا.
لكن اللعم الحمساوية لم تفلح في اقناع الاسرائيليين بجدية نوايا الحركة نحو تغيير توجهها الذي تضمنه ميثاق الحركة .
المحللون السياسيون توقفوا عند لغة الخطاب المرتبكة لدى حماس المزهوة بفوزها والمحتارة في اساليب وطرائق ادارة الدولة بعد ان انتقلت من خنادق المعارضة الى ممارسة السلطة.
هاني المصري الكاتب والمحلل السياسي وفي اتصال هاتفي بوكالة " معا" يرى في خطاب حماس تكتيكا تحاول الحركة من خلاله تجاوز الالغام المزروعة امامها وهي تشق طريقها لادارة سلطة تواجه بعقوبات دولية قد تحدث ردة فعل داخلية اذا ما نفذت التهديدات بقطع التمويل عن السلطة.
لكن المصري يجد عذرا لارتباك خطاب حماس التي وجدت نفسها فجاة في السلطة دون ان تمر في مرحلة وسيطة كان يمكن ان تؤهلها لبلوغ السلطة بهدوء لذلك فان التصريحات المتناقضة التي ظهرت في خطاب حماس من هدنة طويلة وسحبها الى الحديث عن حدود 67 وسحبها الى الحديث عن اسلمة القوانين ذات البعد الاجتماعي والتراجع عنها لاحقا كل هذه التصريحات المتباينة تعود الى حالة الصدمة التي لا زالت الحركة تعيشها عقب فوزها المفاجيء للسلطة.
واشار المصري الى" ان حماس لن تستطيع اعادة انتاج ذات السياسات التي برع في ممارستها الراحل ابو عمار بسبب محدودية الهامش الذي تتحرك فيه اضافة الى غياب فعلي لعملية السلام وعدم وجود مفاوضات او حتى عرض اسرائيل بما يمكن التفاوض عليه فما يجري هو اجراءات من جانب واحد وهو ما يجعل من تيابن الخطاب للحركة امرا يعفيها من دفع اثمان مسبقة لعملية سلام ليس لها وجود.
وبرر الناطق الاعلامي للحركة خالد سليمان التباين في خطاب قياديي الحركة الى التباين الجغرافي حيث" ان عدم اللقاء بين قادة الحركة يتسب في مثل هذا التباين" وان كان سليمان لا يرى فيه تباين كبيرا معربا عن اعتقاده بان جوهر الموقف من الملف السياسي واحد وان اختلف التعبير عنه.
وراى خالد سليمان في حديث لوكالة" معا" ان المشكلة تكمن في الجانب الاسرائيلي الذي يرفض الاستجابة لاستحقاقات السلام لذلك فان الحركة لا تجد مبررا للاستجابة للضغوط الواقعة عليها والتي تدعوها للاعتراف باسرائيل طالما ان اسرائيل ليست في وارد تقديم اية مقاربات سياسية تدفع الحركة الى هذا الاتجاه.
وابقى سليمان الباب مفتوحا امام اعتراف حماس باسرائيل معتبرا طان هذه الخطوة مشروطة بمدى استجابة اسرائيل للقرارات الدولية الداعية الى انسحابها من الاراضي الفلسطينية والاعتراف بحق العودة والقدس".
ونفى سليمان انتقادات الناطق باسم حركة فتح احمد عبد الرحمن حول وجود غموض في خطاب حركة حماس يحول دون تمكين فتح من المشاركة في الحكومة مشيرا الى" ان خطوطا عريضة تحكم مسار الحكومة وهي خطوط يرسمها الحوار بين كافة الوان الطيف الوطني الراغبة بالمشاركة في الحكومة ".
اما الكاتب والمحلل السياسي اشرف العجرمي فعزا سبب الارتباك في خطاب حماس الى "الانتقال المفاجيء والسريع من خنادق المعارضة المتطرفة الى خطاب السلطة الذي يحتاج الى دبلوماسية وبراغماتية تؤهل الحركة لادارة الحكم."
وتوقع العجرمي خلال اتصال" بــ معا" ان تستوي لغة حماس بعد استلامها للسلطة رسميا حيث لن يكون بعد ذلك مجال للتباين والارتباك فحماس في السلطة ستكون حريصة على خطاب واضح يجيب على كافة الاسئلة الصعبة.
واعرب العجرمي عن اعتقاده "بان حكومة حماس ستسير مهتدية بخطاب التكليف الذي قبلته من الرئيس عباس لانها ستكون حريصة على عدم حدوث مجابهة مع الرئاسة لمواجهة تحديات خارجية وداخلية" .
وانتقد العجرمي خطاب حماس الداعي الى هدنة طويلة الامد باعتباره يفتح المجال امام اسرائيل لفرض حقائق الامر الواقع على الارض داعيا الى التوصل الى تسوية سياسية تضمن زوال الاحتلال واقامة الدولة وحل عادل لقضية اللاجئين.