الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تطليق أب لأربعة اطفال من زوجته في بيت لحم بدعوى انها خالته!

نشر بتاريخ: 02/03/2006 ( آخر تحديث: 02/03/2006 الساعة: 11:23 )
كتب رئيس التحرير- ناصر اللحام- اصدرت محكمة القدس الشرعية المنعقدة امام فضيلة القاضي محمد رشيد زبدة فتوى لفسخ عقد زواج المواطن A وزوجته F وقد جاء في نص القرار:

"في المجلس الشرعي المنعقد لدينا حضر الوكيلان المذكوران اعلاه وقررا وبلسان واحد لائق طلب موكليهما قائلين: المستدعيان زوجان شرعيان بموجب عقد زواج صادر عن هذه المحكمة حيث ان الزوجة هي ابنة خالة الزوج وقد تولد لهما على فراش الزوجية ولد وثلاث بنات باعمارهم, وفي الاسابيع الاخيرة تبين وصدفة دون علم المستدعين ان الزوجة كانت قد رضعت اكثر من ثلاث رضعات حتى الارتواء في الحولين الاولين من عمرها ولاحقاً استمرت بالرضاع من جدتها ( ام امها) سوية مع خالها الرضيع مما يعني ان الزوجة هي اخت والدة الزوج وبالتالي فانها تكون خالة بالرضاعة...

"وبالتالي وبعد التأكد من خلال افراد الاسرة واللجوء الى اهل العلم بالمشورة تبين لهما ان الزوجة محرمة على الزوج المذكور وقد انفصل الزوجان عن بعضهما البعض وقوفاً عند حدود الله".

وبعد محاولات عدة وافق الزوجان المطلقان الحديث لوكالة "معا" عن هذه التجربة المريرة, وكان لقاءهما الاول بعد عملية التطليق في مكتب رئيس التحرير, وقد حاول كل منهما إصطناع تفهم الموقف, لكن الآهات والحسرات, كانت كافية لتسيل الدموع من محجر العين.

وقد تبين انهما عقدا قرانهما في 1988, حيث ان الزوج من مواليد 1966 والزوجة من مواليد 1968وهي ابنة خالته.

بدأ A الحديث بالقول:" هذا تسونامي ضرب منزلي, وافراده الستة" ثم قالت F:" وكأن فوهة بركان انفجرت وقذفت حممها في وجه اربعة اطفال ووالديهم".

وفي حقيقة الامر, وفي مثل هذه الاجواء كان من الصعب ان ابدأ بطرح الاسئلة, او ان ادير حواراً متوازناً فاكتفيت بان اسحب قلمي وابدأ بتسجيل الملاحظات, وليتضح ان هذه القصة بدأت في سبتمبر العام الماضي, وفي حين كان العالم منشغل بالطبطبة على ظهر امريكا في ذكرى سبتمبر كانت هذة العائلة تفتقد لمن يشد ازرها.

"مأساة اسرة فلاحة في عصر الفضائيات", قالت F, وسارع زوجها بل طليقها للتعقيب " نحن ضحية مجتمع ولكننا نحن المجتمع ايضاً".

اذا شاهدهما الناس مع بعضهما, تسارع عيون الفضوليين للتساؤل, واذا شاهدهما الناس مفترقين, تسارع السنتهم للسؤال!! ولهذه الاسرة اربعة اطفال, الفتاة البكر 17 سنة والتي تليها 15 سنة ثم الولد 11 سنة فالطفلة الاخيرة 6 سنوات.

والطفل ابن 11 سنة يقول:" الذنب ليس ذنب امي وابي وانما ذنب الناس" ثم يضيف ببراءة الطفولة" انا مش زعلان بس انا مش فاهم, القصة مش داخلة عقلي, يعني هالحين جدتي اصبحت خالتي!!!".

السيدة F حاولت ان تشرح لولدها الموقف ببساطة فقالت:" خالي هو اخي, وانا اخت امي واخت خالتي وخالة زوجي" فقلتُ لها بأنني انا لم افهم الصورة بسهولة وان لا تلوم الطفل.

تمالكت نفسها الزوجة التي جرى فسخ زواجها وقالت بألم:" اتضح بأن زواجنا كان مجرد تمثال من جليد, وظهرت شمس غريبة وأذابته".

ولكنها تتدارك:" لو ان حماس تولت القضية لتوصلنا الى حل جيد ومرض لجميع الاطراف, ولكن سامح الله الشيوخ الذين اثاروا وفسروا القصة".

وقالت نساء القرية ان F رضعت مع يوسف من نفس الصدر ويجب ان تطلقوها من A, فبكت الاسرة وجرى فسخ عقد الزواج.

F: انتهى الامر, وقد اصبح لا مجال للتفكير بما حدث فخلافنا ليس مع الشرع.

A: انا اعطيتها المنزل وحضانة الاطفال.

F: انا متأكدة متأكدة ان حماس كانت ستحل المشكلة بطريقة مختلفة.

A: انفصلنا نفسياً قبل ان يفسخ الشرع عقد الزواج فقد اصابنا النفور والبرود ودمروا قلبينا قبل ان يفسخوا عقد الزواج.

F: انتهى الامر.

A: انا سألت, واتضح ان جميع الاديان متفقة حول موضوع الرضاعة.

يشار الى ان الزوج A قد ترك المنزل وتزوج من امرأة جديدة ويعيش معها, وحين سألته عن سبب هذه السرعة في الزواج الجديد اجاب بأنها ردة فعل طبيعية على ما تعرض له.

اما F وحين سمعت سؤالي واجابته فلم تنبس ببنت شفة, وعادت للحديث عن اولادها, لا سيما الصغير الذي يردد دائماً:" انا مش زعلان, بس انا مش فاهم".