رام الله- معا- استنكرت سلطة المياه الفلسطينية قيام المستوطنين في تجمع مستوطنات "غوش عصيون" بإغراق كروم عنب في بلدة بيت أمر شمال الخليل بالمياه العادمة، وتجريف قوات الاحتلال الاسرائيلي مساحات من أراضي المواطنين في بلدة الظاهرية جنوب المحافظة.
واكدت سلطة المياه في بيان صادر عنها اليوم الاثنين، أن هذه الممارسات كانت وما زالت تمثل جرائم بحق أبناء شعبنا، إلاً أن استخدام المياه العادمة له أبعاد خطيرة جداً، وخصوصاً في هذه المرحلة الحساسة مع انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت، أنه ومنذ اليوم الأول من انتشار الفيروس في فلسطين، واستناداً الى الادبيات العلمية المحكمة لانتشار عدد من الفيروسات على المستوى العالمي في العقود السابقة مثل السارس، والإيبولا، والهيبتايتيس، والتي أثبتت الدراسات في حينها أن المياه العادمة كانت بيئة حاضنة وناقلة لمسببات لهذه الممرضات والأوبئة، وعلية وضعت سلطة المياه موضوع الصرف الصحي على سلم أولوياتها، كما وضعت خطة احترازية للتعامل مع مياه الصرف الصحي تتوافق والمعمول به عالمياً، خصوصا مع اثبات الدراسات لوجود آثار للفيروس في مياه الصرف الصحي.
وقالت بهذا الخصوص، إن الباحثين أثبتوا ذلك في محطات بالولايات المتحدة وهولندا والسويد، كما أثبتت الدراسة التي أجراها المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة التابع لوزارة الصحة الهولندية عن وجود فيروس COVID-19 المستجد في مياه الصرف الصحي، وتم تأكيد ذلك من خلال فحص براز الأشخاص المصابين، وعليه فإن استخدام المياه العادمة من قبل الاحتلال والمستوطنين يعرض المواطنين الفلسطينيين لخطر الإصابة بالمرض، وخصوصا في ظل الارتفاع الكبير لأعداد المصابين في دولة الاحتلال وبؤرها الاستيطانية غير الشرعية، الأمر الذي يتطلب تدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، لوقف هذا الاجراء الذي يعتبر كجريمة إنسانية، سواء كانت هذه الممارسات بقصد انتشار الفيروسات الممرضة أو بأهداف توسعية وتضيقية أخرى.
ويذكر في هذا الإطار ، وبما أن مياه الصرف الصحي تعتبر وسط حامل للعديد من مسببات الأمراض، وبالتالي للحد من آثارها في ظل الوضع الراهن من انتشار فيروس كورونا، عملت سلطة المياه وبالتعاون والاستشارة مع فريق الخبراء المختص على وضع عدد من الاجراءات الاحترازية في التعامل مع مياه الصرف الصحي، وجاري تعميمها على كافة مزودي الخدمات.