القدس- تقرير معا- لم تكن جائحة كورونا سببا لوقف حملات الاعتقال في القدس، فقد تواصلت الاعتقالات بل وازدادت وتيرتها، وطالت أحياء وبلدات ونفذت الاعتقالات رغم حالة الطوارئ المعلنة، ومتطلبات العزل والوقاية.
أما عن المحاكم في زمن كورونا، فقد أوضح المحامي محمد محمود أن إجراءات متعددة في المحاكم اتخذت منذ منتصف الشهر الماضي للوقاية من الفيروس، حيث تتم المحاكم عبر تقنية "السكايب"، بربط الأسير بالجلسة عن طريق الهاتف والتلفاز، حيث جهزت غرف خاصة في السجون مدعمة بالتقنية، وبالتالي يحضر الأسير جلسته، باستثناء بعض السجون التي لا يتوفر التلفاز، فيتم الاتصال به هاتفيا.
وأضاف المحامي محمود أن هذه الآلية والاجراءات الوقائية فيها صعوبة كبيرة في التواصل بين الأسير وطاقم الدفاع، فمن الصعب شرح الجلسة ومجرياتها كاملة للأسير كما تفتقد الجلسات للسرية والحصانة بين المحامي وموكله، ولكن المحامي يحاول قدر المستطاع توضيح بعض الحقوق وتوضيح عدة نقاط للأسير.
وأوضح المحامي محمود أن الفاصل الزجاجي الذي وضع أمام القضاة يشكل عائقا آخر في سماع القضاة.
كما لفت المحامي محمود إلى صعوبة هذه الإجراءات على الأهالي الذين ينتظرون خارج القاعة حيث يمنع دخول أكثر من شخص ويمنع الأهل من الحديث مع أبناءهم الأسرى.
وأوضح المحامي محمود أن هناك تخفيف كبير بأعداد المعتقلين في مركز توقيف المسكوبية، ولعل السبب عدم توفر إجراءات الحماية.
ولفت المحامي محمود أن القوات الإسرائيلية تستغل أزمة الكورونا وإجراءات الوقاية، حيث سجلت عدة حالات اعتقال واعتداء على الشبان بحجة مخالفة الإجراءات، كما سجلت عدة مخالفات مالية لهم وتتراوح قيمتها بين 500-5000 شيكل.
وأشار الفتى يزن الرجبي من بلدة سلوان، الذي اعتقل الشهر الماضي بحجة ضرب مستوطن، أن 4 فحوصات أجريت له قبل إدخاله إلى المسكوبية ومن ضمنها فحص للكورونا، وأن الانتظار للمحكمة يستمر عدة ساعات، ويتم سماع الجلسة عن طريق الهاتف، فيما يحيط به الجنود، ولا تكون مجريات الجلسة مسموعة ومفهومة بشكل كامل، كما بحضور الأسير داخل القاعة، وقال :"يتم إعطائنا البروتوكولات المحكمة ليلا وبإلقائها على الأرض".
فيما ينتاب الخوف المضاعف الأهالي الذين يتعرض أبناءهم الاعتقال خلال هذه الفترة وقالت سيدة اعتقل نجلها قبل يومين :" عدة مرات اعتقل ابني بعد اقتحام وتخريب منزلنا لكن الاعتقالات في هذه الازمة خطرها مضاعف، من جهة الاعتقال والتنكيل ومن جهة اخرى الخوف على صحة ابنائنا المعتقلين وصحة كل فرد داخل المنزل؛ فالاقتحامات تتم دون الاخذ في اجراءات الوقاية، كذلك خلال نقل المعتقل في سيارة الشرطة واحتجازه داخل مركز التوقيف من الممكن اصابته بالفيروس.
وحسب مركز معلومات وادي حلوة في القدس ، فقد أكد سلطات كثفت سلطات الاحتلال كثفت خلال الأسابيع الماضية من حملات الاعتقالات اليومية في مدينة القدس ، رغم القرارات والتدابير المتخذة للحد من الفيروس، ورصد مركز معلومات وادي حلوة 192 حالة اعتقال خلال آذار، موضحا أن 16 شابا اعتقلوا خلال قيامهم بتعقيم المرافق العام في مدينة القدس واعتبرته سلطات الاحتلال خرقا للسيادة الاسرائيلية على المدينة، اضافة الى استدعاء آخرين بذات الحجة.