بيت لحم- معا- يبدو أن طول ساعات البقاء في المنزل بسبب إجراءات مكافحة تفشي وباء كورونا أفرزت أشكالا مختلفة من التعامل بين الأزواج، بعضها إيجابي كما ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة الرجال في الأعمال المنزلية واللعب مع الأطفال، والذي ظهر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عبر وسم #صورتك_في_الصالة، وبعضها سلبي، على الأقل من وجهة نظر الزوجات.
مشكلات شائعة
ظهرت مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي شكاوى نسائية متعددة من طلبات الأزواج وتدخلاتهم فيما يخص العمل المنزلي وانتقاداتهم لأداء المرأة.
ورغم الاختلافات الثقافية والاجتماعية تكررت ثلاث شكاوى رئيسية من أداء الرجل في فترة العزل المنزلي: انتقاده الدائم لمستوى النظافة دون المشاركة فيها، وطلب الطعام طوال الوقت، والشكوى المستمرة من إزعاج الأطفال.
تعد تلك المشكلات الأكثر شيوعا بين الأزواج في المرحلة الراهنة، بحسب أمل الضيف مستشارة العلاقات الزوجية، معللة السبب بالفراغ الذي يشعر به الرجل مع الظروف الحالية، وتوضح "في الظروف العادية تكون تلك الأمور من مهام المرأة، وبسبب حالة الفراغ التي يشعر بها الرجل مع بقائه في البيت لساعات طويلة يبحث عن مهام المرأة واختصاصاتها لينتقدها ويملأ فراغه".
غضب نسائي
وجدت الزوجات ضالتهن في التحدث بأريحية عن المشاكل التي يصطنعها الرجال داخل المنازل حاليا، من خلال بعض المجموعات النسائية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فالمساحة الآمنة والتفاعل الواعي الجاد والدعم في تقديم النصيحة شجعهن على مشاركة تجاربهن الحالية مع أزواجهن ليكتشفن أن بعض المشكلات مكررة داخل معظم البيوت.
في مجموعة "اعترافات امرأة متزوجة" (Confessions of a married woman)، الذي يضم 147 ألف عضو، صاغت إحدى العضوات المشكلة الناجمة عن بقاء زوجها في المنزل لفترات طويلة في انتقاده المستمر لنظافة البيت وعدم تعقيمها الأسطح مرارا، فضلا عن عدم اهتمامها بالثلاجة وتركها بقايا الطعام داخلها.
وعبرت أخرى عن غضبها من طلبات زوجها التي لا تنتهي والمتعلقة بإعداد الطعام له طوال اليوم، بالإضافة إلى الوجبات الرئيسية يطلب منها العديد من الوجبات الخفيفة كالكيك والفشار والشاي والقهوة التي لا تنقطع.
في حين لفتت أخريات إلى التزام أزواجهن بالجلوس ومشاهدة التلفاز وفي الوقت نفسه يشكون من الأطفال وإزعاجهم، ويطلبون من زوجاتهم التعامل مع الأمر وقضاء الوقت في اللعب مع الأطفال والمذاكرة لهم دون إبداء أي مساعدة.
لماذا يتصنعون المشاكل؟
ليس الفراغ وحده هو الذي يتسبب في تلك المشكلات، لكن أيضا تغيير الروتين اليومي للرجل يؤدي إلى إرباك الجو العام في البيت، وتوضح أمل للجزيرة "الرجل ليس كالمرأة، فتغير الروتين الخاص به يسبب له ارتباكا غير متوقع لا يستطيع التعامل معه، فتظهر في سلوكياته الحادة، بينما المرأة أكثر مرونة وتأقلما مع تغير الروتين".
في حين أن السبب الثالث الذي يجعل الرجل أكثر نقدا وتدقيقا في عمل زوجته داخل المنزل، بحسب أمل، هو المجهول المنتظر، حيث إن طبيعة الرجل تميل إلى التخطيط ووضوح الرؤية المستقبلية وفي ظل هذا كله يحدث كثير من التوتر في حياته وبالتالي ينعكس على سلوكه في البيت.
ويعود السبب الرابع للمشكلات التي يفتعلها الزوج إلى طبيعة الرجل الذي لا يبوح أو يتحدث، غالبا، عما يؤرقه أو يخشاه، وبدلا عن ذلك يمارس سلوكيات غير متزنة ليس لها علاقة بالأزمة الحقيقية، وغالبا ما تقع على عاتق الزوجة التي ينتقد عملها المنزلي.
نزع فتيل الأزمات
ما يحدث من الرجال وما يقلق النساء أمر طبيعي ينطبق على أي أشخاص يقيمون سويا لفترات طويلة، وهو أمر لا يستدعي القلق، وفقا لمستشارة العلاقات الزوجية، موضحة أن تلك المشكلات تعكس قلق الرجل على المستقبل وخوفه من الوضع الحالي، خاصة أنه المسؤول الأول عن أسرته، وتنصح بعدد من الخطوات للتعامل مع تلك المشكلات قبل أن تتحول إلى خلافات كبيرة، ومنها:
1- تفهم الوضع الراهن ومحاولة احتواء كل منهما الآخر.
2- تفهم الطبائع المختلفة والجو المتغير داخل الأسرة.
3- اطلبي من زوجك مشاركتك في الأعباء المنزلية وتحضير الوجبات.
4- احتواء المرأة وتفهمها لحالة الضغط النفسي التي يمر بها الرجل وطبيعته وتجاهل انتقاداته قدر استطاعتها.
5- خلق جو أسري صحي من خلال الأنشطة الجماعية كاللعب والتحدث مع الأبناء مما يقلل من حالة التوتر.
6- اجعلي وقتا خاصا لك ولزوجك بعيدا عن الأبناء للتحدث وتبادل الذكريات التي من شأنها تهدئة النفس واستدعاء اللحظات السعيدة.
المصدر: الجزيرة