رام الله- معا- عقد المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني اجتماعاَ يوم أمس الاربعاء، كرسه لمتابعة خطة عمل الحزب في التعامل مع الوضع الطارئ في فلسطين والذي نشأ بسبب جائحة كوفيد 19"كورونا"، وآليات مواصلة العمل بهذه الخطة وتطويرها بالتعاون مع كل الاطراف المعنية وبما يسهم في رسم افاق معالجة التداعيات اللاحقة لجائحة كورونا.
وحيا المكتب السياسي جماهير شعبنا في الوطن والشتات وكافة الجهود الرسمية والأهلية والشعبية في مواجهة وباء كوفيد 19، كما حيا "جهود رفاق ورفيقات حزبنا كافة على مبادراتهم المختلفة في الوطن والشتات خلال تعاملهم مع هذه الأزمة والروح الوطنية والرفاقية العالية التي ابدوها، سواء في الحرص على الالتزام بالتعليمات الاحترازية والصحية وحث المواطنين عليها، أو في المساهمة بجهود التطوع الطبية والاجتماعية وفي لجان الطوارئ، وكذلك في انحياز الرفاق الواضح في الدفاع عن مصالح الطبقات الشعبية وبشكل خاص الفئات الفقيرة والطبقة العاملة الفلسطينية ".
وأكد المكتب السياسي على ان مواجهة جائحة كوفيد 19، تأتي في ظل استمرار عدوانية الاحتلال وممارساته في التطهير العرقي في القدس وفي توسيع الاستيطان واستمرار مساعي تنفيذ مؤامرة "صفقة القرن"، وحصار قطاع غزة، الأمر الذي يتطلب توسيع الجهد السياسي والوطني المتواصل في مقاومة ذلك، وتعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية في قيادة نضال شعبنا وترسيخ وحدته في كافة أماكن تواجده دفاعاَ عن حقوقه الوطنية المشروعة في إنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا في الاستقلال والعودة.
كما أكد المكتب السياسي على ضرورة توحيد وتكثيف جهود كافة القوى والمؤسسات في مدينة القدس لمواجهة ممارسات الاحتلال والإهمال المتعمد للأوضاع الصحية لأبناء شعبنا في القدس المحتلة، وحيا بشكل خاص نضالات جماهير شعبنا وتصديه اليومي للاحتلال، داعيا إلى اطلاق حملة تضامن خاصة مع أبناء شعبنا في القدس المحتلة، تشمل اقامة القضايا الحقوقية والقانونية أمام المؤسسات الدولية لمواجهة سياسية التطهير العرقي والإهمال الطبي لأبناء شعبنا في القدس المحتلة، كما تتضمن تكثيف دعم السلطة الفلسطينية لمؤسساتنا الوطنية والصحية في مدينة القدس.
وجدد المكتب السياسي التأكيد على مواقف الحزب التي صدرت خلال هذه الأزمة، داعيا إلى ضرورة متابعتها من كل الرفاق على اختلاف مواقعهم الحزبية، وذلك من أجل تعزيز مقومات العمل الوطني المشترك ورفض أية سلبيات رافقته، واستمرار جهد الحزب لتوسيع قاعدة نشاط رفاقه وتعاونهم مع كل القوى والفئات الاجتماعية والسياسية التي تشاركه هذه المواقف، وضرورة تعزيز آليات العمل المشترك معها من أجل ضمان توفير متطلبات الحماية الصحية والاجتماعية معاَ، ومن أجل احداث تغييرات جوهرية على السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي تميزت بهيمنة رأس المال الفلسطيني على كل مقدرات الاقتصاد الوطني بالشراكة مع سياسات السلطة الفلسطينية وإجراءاتها، مما زاد ذلك من توسع الفجوات الطبقية والاجتماعية، ومما زاد أيضاَ من احتكار مصادر الخدمات الاساسية والاستحواذ على مجالاتها، وذلك في ظل اقتصاد يعاني اساساَ من واقع الاحتلال وتحكمه في السيطرة على الأرض والمياه والمعابر وحركة الافراد والسلع، وفي ظل حصار الاحتلال لقطاع غزة وما ولده من بطالة وفقر غير مسبوقين في حياة الشعب الفلسطيني والذي زاد منه أيضاَ "واقع هيمنة حركة حماس على اقتصاد قطاع غزة والاستحواذ على الاملاك الحكومية والإيرادات فيها لتعزيز سلطة الأمر الواقع الذي تفرضها في قطاع غزة".
وفي سياق متصل أكد المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، على ارتياحه لإعادة فتح الاتفاق الثلاثي بين اصحاب العمل والنقابات العمالية ووزارة العمل، مشدداَ على ضرورة العمل لتطوير هذا الاتفاق. بما يضمن حقوق الطبقة العامة واستمرارية المنشأت الاقتصادية ، كما عبر عن ارتياحه لإنشاء صندوق الطوارئ، مؤكدا على ضرورة ان يغطي هذا الصندوق كل قطاعات الطبقة العاملة، في الضفة الغربية وقطاع غزة من عمال المياومة، وعمال الداخل، والعمال في المنشات الفلسطينية المحلية، ومن خلال زيادة مساهمات تمويله الرسمية ومن القطاع الخاص ومن الموارد الخاصة بعمال الداخل التي يحصلها اتحاد النقابات.
كما دعا المكتب السياسي كافة الرفيقات والرفاق العمال ونشطاء حزبنا وسكرتيري المحافظات الحزبية الى الانخراط بفاعلية أكبر في جهود تنظيم الطبقة العاملة الفلسطينية وحماية مصالحها والدفاع عن حقوقها، وتنفيذ سياسات الحزب وقراراته التي عبرت عنها بياناته الرسمية الواضحة بهذا الخصوص، بما في ذلك اعادة تنظيم وتفعيل كتلتنا العمالية التقدمية وفروعها لتحقيق ذلك.
كما ثمن المكتب السياسي التجاوب الكبير مع حملة المطالبة بتشكيل لجنة واحدة للطوارئ في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس وقطاع غزة، وأكد مجدداَ على ضرورة مواصلة هذه الحملة وإنجاحها، وفي ذات الوقت أكد مطالبته بفتح كل لجان الطوارئ القائمة لمشاركة الجميع.
وأكد المكتب السياسي على ضرورة تعزيز الحملات الطوعية والداعمة التي بادرت اليها شبيبة الحزب في مختف المناطق ودعا الرفاق والرفيقات لدعمها والتعاون مع شبيبة الحزب لإنجاحها وتفعيلها.
وأكد الحزب مجدداَ على دعمه لمبادرات المؤسسات الاهلية المختلفة ومؤسسات الحزب بشكل خاص في دعم المزارعين وحملات الاغاثة في المواقع المختلفة ودعا الى تعزيزها وإسنادها بزيادة أولويات موازنات هذه المؤسسات لحالة الطوارئ، وفي ذات الوقت ثمن المكتب السياسي انسجام موقف رفاق الحزب في المؤسسات المختلفة مع موقف الحزب الذي اعتمده المكتب السياسي تجاه شروط تمويل الاتحاد الاوروبي مؤكدا على ضرورة توسيع حملة مطالبة الاتحاد الاوروبي بإلغاء تصنيف المنظمات الفلسطينية على قائمة الارهاب،والغاء تضمين ذلك في عقود التمويل ،كما دعا الى المحافظة على وحدة مؤسسات المجتمع الاهلي والى العمل المشترك مع القوى السياسية لتغيير موقف الاتحاد الاوروبي .
وحيا الحزب جماهير شعبنا ورفاق حزبنا في الشتات ،الذين ينخرطون مع شعوب البلدان التي يعيشون بينها في حملة مواجهة هذه الجائحة، وإذ يستنكر حزبنا محاولات التحريض التي تنطلق بين فترة وأخرى في لبنان من بعض الاوساط، فانه واثق بقدرة ابناء شعبنا والشعب اللبناني الشقيق وقواه السياسية والمجتمعية من تطويقها وعزلها ومن التصدي مجتمعين لمخاطر جائحة الوباء ولحماية لبنان وشعبه، ويتقدم حزبنا بأحر التعازي لأبناء جالياتنا ممن قضوا بسبب هذا الوباء ويعتز بشكل خاص بجهود الاطباء الفلسطينيين منهم وتضحياتهم الملموسة في هذا المجال.
ويتوجه المكتب السياسي لحزبنا بنداء خاص إلى كل القوى والحراكات الاجتماعية والديمقراطية من أجل توحيد صفوفها في بناء حركة موحدة من اجل العدالة الاجتماعية باعتبارها تشكل إلى جانب الحريات الديمقراطية ضمانة حاسمة في تعزيز النضال الوطني لإنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا في تقرير المصير والعودة واستقلال دولة فلسطين .