بيت لحم - معا - مهما تعددت الأزمات وتنوعت تبقى الثقافة والفن حاضرة لتكون جسراً ونافذة للتواصل والتعبير والإبداع، لذلك كان للمشهد الثقافي حول العالم إطلالة نوعية في زمن الكورونا، فانطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية فور الإعلان عن حالة الطوارئ، ببرنامج ثقافي يستهدف كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، تحفزهم على الالتزام بالحجر، وتمنحهم وقتاً مفيداً وممتعاً في آن معاً عبر سلسلة فعاليات فنية ثقافية افتراضية تبثها الوزارة عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها.
وأكد الدكتور عاطف ابو سيف وزير الثقافة حجم التفاعل من المجتمع الفلسطيني في كافة أماكن تواجده على موقع الوزارة الذي فاق المليون تفاعل، لاسيما وأن الوزارة توجهت للأطفال والشباب والكبار المخضرمين في الأدب والفن، عدا عن استضافة مبدعين فلسطينيين من فلسطين والشتات.
وأضاف أن كل هذه الحالة سيكون لها أثر كبير في عمل الوزارة بشكل مباشر وخططها في فترة الطوارئ وعلى مدار العام، كما لمسنا أثرها على مثقفينا الذين قدموا إبداعهم على صفحات الوزارة لأننا نؤمن أن الابداع لا حدود له وهو دائماً فلسطينياً يتخطى حدود النظر.
"طلات ثقافية" لنخبة من الأدباء والشعراء والفنانين
استضافت الوزارة عبر برنامج "طلات ثقافية" نخبة من الأدباء والكتّاب والشعراء والفنانين والسينمائيين والمسرحيين، الذين قدموا مجموعة من الأمسيات الشعرية والفنية والندوات الأدبية والعروض المسرحية والموسيقية، من فلسطين والشتات، فتحدثوا عن نشأتهم، سيرتهم الذاتية، وتجاربهم الإبداعية الزاخرة سواء المقيمين في فلسطين أو خارجها، مثل الأدباء: يحيى يخلف، محمود شقير، حسن حميد، سامي مهنا، عبد الله عيسى، رشاد أبو شاور، إبراهيم نصر الله، هند جودة، ناصر رباح، شيخة حسين حليوي، محمد بكري، عبد المنعم عمايري، أحمد أبو سلعوم، باسل زايد.
موسيقى ومعارض فنية رغم الحجر
قدم عدد من الموسيقيين الفلسطينيين مقطوعاتهم الموسيقية التي قاموا بتأليفها من الحجر المنزلي، لإيصال رسالة بأن الشباب الفلسطيني يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلاً وأن الإبداع يخلق من الأزمات.
فهؤلاء الموسيقيون وهم: لؤي بلعاوي من جنين، منتصر جبريني من رام الله، تامر ساحوري من بين لحم، محمد الديك من كفر الديك، نادين نزال من جنين، أرادوا أن يقولوا أننا بالموسيقى نحيا، وأن الموسيقى هي غذاء الروح والعقل، وأنها تأتي للتخفيف عنهم وعائلاتهم والجمهور الفلسطيني الذي يغرق كل يوم بأخبار عديدة، فقاموا بتأليف موسيقاهم وعزفها.
في سياق آخر نظمت الوزارة معارضاً فنية تشكيلية افتراضية منها للفنان التشكيلي ساهر اشتية من نابلس، و جواد السمك، من غزة ومقيم في التشيك، الذي جسد من خلال لوحاته "زمن الكورونا"، فتناول تأثير الوباء على الديانات، وتأثر العملية التعليمية، اضافة إلى دور الأطباء ورجال الأمن في منع انتشار الوباء في فلسطين.
من خلال هذه المعارض أكد الفنانون أن الفن والإبداع لا حدود لهما، وبهما نستطيع التغلب على هذا الوباء، بالإصرار والعزيمة.
إطلاق أغنية خليك بدارك
أنتجت وزارة الثقافة الفلسطينية أغنية خليك بدارك للفنان الفلسطيني مراد سويطي، أغنيةٌ أرادت الوزارة من خلالها حث المواطنين على البقاء في منازلهم، وذلك ضماناً لصحتهم وصحة أبنائهم، وهذه الإغنية هي من كلمات الشاعر رامي اليوسف وألحان مراد سويطي.
#وطنك_صحتك_الك
مجموعة من الفيديوهات وهي رسائل لفنانين وأدباء حثوا فيها المواطنين كل على طريقته للالتزام بالحجر المنزلي، ومنهم الفنان القدير أحمد قعبور الذي قال في الفيديو على أنغام أغنيته الشهيرة "أناديكم" إن الفلسطينيين سيتخطون الوباء ويتفرغون للتصدي لقضيتهم الأساسية، كما أكد الفنان محمد بكري أنه بالحب والتآخي يمكن التغلب على الكورونا، فيما أكد الموسيقي وسام جبران (الثلاثي جبران) أنه اعتاد البقاء في عزلة لشهور من أجل صناعة آلة عود واحدة وأن الابداع يمكن أن يكون تحت الحجر وخارجه.
كما ارسل العديد من الفنانين والأدباء رسائل جميلة إلى الفلسطينين وهم: عمار حسن، عدنان جبران، مراد السوداني، صفاء سلطان، محمد عساف، ريم تلحمي، محمد البوجي، سليم النفار، هيثم الشوملي، محمد الشولي