القدس- معا- أحيت الكنائس المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي، "الجمعة العظيمة" و"رتبة الآلام"، حيث اقتصرت القداديس والصلوات على رجال الدين دون جمهور المؤمنين، بسبب جائحة "كورونا".
وبدت شوارع القدس القديمة خالية تماما على غير عادتها في هذه الفترة من كل عام، والتي تشهد مشاركة الآلاف من أبناء شعبنا والحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفصح المجيد في المدينة التي شهدت الأحداث الدينية المرتبطة بالعيد.
وترأس البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، صلوات الجمعة العظيمة في كنيسة القيامة، بمشاركة عدد محدود من المطارنة والكهنة.
ووجه البطريرك ثيوفيلوس رسالة لجميع المحتفلين بعيد الفصح المجيد في جميع أنحاء العالم من داخل كنيسة القيامة، والتي تعد أهم وأقدس الأماكن في الديانة المسيحية، مشدداً على ضرورة اتخاذ جميع التدابير الوقائية الصادرة عن جهات الاختصاص الرسمية للحد من انتشار وباء كورونا.
وعبّر عن تفهمه لما تُسبب هذه الإجراءات من عدم راحة وكسر للعادات والتقاليد المعمول بها منذ ألفي عام في فترة الأعياد، مؤكداً في ذات الوقت أن المساهمة في وقف انتشار الوباء هو أمر بالغ الأهمية.
وخاطب الحجاج الذين كانوا يخططون للقيام برحلة الحجيج المقدس الى الأراضي المقدسة، قائلاً: إنه يتفهم ألمهم، مشيراً كذلك الألم الذي يتسبب به الوباء للمجتمع المحلي حيث يعتمد الاقتصاد بشكل كبير على رحلات الحجيج، والكثير من العائلات باتت تعاني اقتصادياً من الوضع الحالي.
وأضاف: "إن الوباء يؤكد على أن العالم يُشكل جسداً واحداً بأعضاء مختلفة، فإذا عانى عضو منه، يعاني كل الجسد سوياً".
ولفت بطريرك القدس إلى مبادرة "أمل القيامة" والتي أطلقها "المجتمع الدولي لكنيسة القيامة" بالتعاون مع كنائس الأرض المقدسة بهدف تعزيز صمود المجتمع المحلي الذي يعاني من الأوضاع الحالية.
وأقيمت الصلوات بالمناسبة في سائر الكنائس الشرقية في القدس وبيت لحم: الأقباط الأرثوذكس، السريان الأرثوذكس، الأرمن الأرثوذكس.
وفي رام الله وجنين ونابلس، أحيت جميع الكنائس في المدينة "الجمعة العظيمة"، حيث تحتفل موحّدة بعيد الفصح حسب التقويم الشرقي.
وفي كنيسة "العائلة المقدسة" للاتين في رام الله، اجتمع مختلف رعاة الكنائس اللاتينية في المحافظة من جفنا والطيبة وبيرزيت وعين عريك وعابود، وأحيوا صلاة الجمعة العظيمة، والتي نقلت عبر التلفزيونات التفاعلية وصفحات التواصل الاجتماعي.
كما أقيمت الصلوات في كنيسة التجلي للروم الأرثوذكس، وكنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك، وكنيسة الرجاء اللوثرية، وكنيسة القديس اندراوس الأنجليكانية.
وتحتفل الكنائس الشرقية يوم غد بـ "سبت النور"، حيث سيشّع "النور المقدس" من كنيسة القيامة في مدينة القدس المحتلة.
وجرت العادة أن ينقل "النور المقدس" من القدس إلى العالم أجمع، إلا أنه في ظل جائحة كورونا والإجراءات والتدابير الاحترازية فإن الأمر سيواجه صعوبات هذا العام.
ويعد احتفال "سبت النور"، من الاحتفالات السنوية البهيجة التي يشارك فيها مختلف أبناء شعبنا، مسلمين ومسيحيين، وتخرج فيها الفرق الكشفية في القدس المحتلة ورام الله وبيت لحم والزبابدة احتفالا بحلول عيد الفصح المجيد.
وفي رام الله، أعلنت بلدية المدينة ومجلس كنائسها عن استقبال النور القادم من القدس، من قبل رجال الدين وعدد محدود من الشخصيات الرسمية من بينهم رئيس الوزراء محمد اشتية، في كنيسة التجلي للروم الأرثوذكس في المدينة، قبل أن تتولى الكنيسة ومجموعة كشافة سرية رام الله الأولى توزيع النور على منازل المواطنين.