غزة- خاص معا- يقدم المزارع ماهر أبو دقة من سكان محافظة خانيونس جنوب القطاع الزهور والورود لحيواناته نتيجة خسائره الفادحة جراء فيروس كورونا، التي أدت لإغلاق صالات الأفراح والمناسبات السعيدة، فلم يعد للورود مكان.
وأضيفت جائحة كورونا إلى سلسلة من الصعاب التي يواجهها مزارعو الورود من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع تصديرها ما قلص مساحات الأرض المزروعة من ألف ومئتي دونم إلى مئة دونم فقط.
ويقول أبودقة لـ "معا" :"إنه بدأ بزراعة الزهور بعد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 ويقوم بزراعتها في شهر سبتمبر وأكتوبر من كل عام، ليتم بيعها في شهري مارس وأبريل، أي تبقي بالأرض حوالي ثمانية أشهر".
ويوضح أن مساحة الأرض حوالي ٦ دونمات مزروعة بالزهور، وتباع لكل محافظات القطاع ويوجد في المزرعة عشرة أصناف منها الورد الجوري، ولونطه وجفسفيلا وأستر أبيض، ألمنيوم، وأستر موف، أبصال، ليليوم، قلاديودس، وسلداقه، وخضار.
ويردف أن إعلان حالة الطوارئ في القطاع نتيجة فيروس كورونا وإغلاق صالات الأفراح أدى ذلك لتكدس الورود داخل المزرعة بسبب قلة المناسبات الاجتماعية، وتم إتلافها بإطعامها للغنم.
ويتابع أن المناسبات بالعادة تنشط قبل شهر رمضان وبالتالي يكون هناك زيادة على الورود بشكل كبير ولكن بسبب كورونا أدى لخسارة الموسم، مضيفا أن الكميات المزروعة من الزهور مدروسة حسب احتياج القطاع.
ويصف أبو دقة هذا الوضع بالكارثي، لأن ذلك ضاعف من ديونه المتراكمة التي يسددها بعد انتهاء موسم الزهور، حيث بلغ خسارته١٠٠%، فلم يستفيد من موسم زراعة الزهور بشئ، ويوميا يتلف ما يقارب ٥٠٠٠ وردة من جميع الأصناف.
ولدى أبو دقة سبعة عمال أوقف مصدر رزقهم بعد خسارة هذا الموسم، وقدرت خسائره كمصاريف تشغيلية من شهر سبتمبر أي منذ بداية زراعة الزهور حتى يوم إتلافها، يوميا من ٥٠٠-٧٠٠ شيكل، مشيرا إلى تراكم الالتزامات المالية الكبيرة عليه من أسمدة ومبيدات حشرية وأجور عمال، بالإضافة إلى أن الزهور بحاجة لرعاية خاصة من توفير الإضاءة اللازمة لها لأن الزهور لا تعيش على الظلام.
وكان أبو دقة يُرسل الزهور إلى حوالي ٣٥ محلا في كل محافظات القطاع لبيعها، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد تسويقا نهائيا، وأًتلفت.
ويقف أبو دقة بين أزهاره التالفة مستنجدا ومناشدا الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء ووزير الزراعة بمساعدته وتعوضيه عن خسائره الكبيرة جدا.
ويؤكد أبو دقة رغم ذلك أنه سيواصل العمل على زراعة الزهور في المواسم القادمة على أمل ان تعود الحياة لطبيعتها.