قلادة من كنعان

الثيران لم تكن قوية بما يكفي
لم يكن لديها صبر على احتكاك المحراث برقابها
ولم تعرف كيف تقلم معي الشجر
لم تستطع ان تقف على قدميها
عندما طلبت اليها ان تحرك الساقية
ولم تكن تعرف طريق البيت
لكنها كانت تٌقصًفُ باسنانها الكروم.

الثيران التي لم تتعلم شغل الفلاحين
في حقول روما
ولم تغص اقدامها في حقول الارز
ولم تصعد السفوح كالوعول
وتحب النوم في الظهيرة
كانت تعرف كيف تفتخ بشرة الارض.

الثيران التي اشتريتها من المحاربين في آسيا
كانت رشيقة ومغبرة
ولا تعرف كيف تسير طويلا في طرق مجهولة
دون ان تجر المستقبل
في عربات الجند.

الثيران التي تقف تحت اقواس العقود
في ريف الجنوب
التي تنام في الظهيرة
التي تلوك القش كما لو انه لن ينتهي
التي تنظر بتثاقل الى النساء اللواتي يرفعن سجاد البيت
لا يعرفن كم نجمة سقطت خلف قبو الزيت.

الثيران التي حرثت الحقول في سبسطية
وجدت في اضلافها حين انتهت
قلادة كنعانية
ورمتها في التراب.