الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كورونا يخفض هجمات الاحتلال على المدارس

نشر بتاريخ: 29/04/2020 ( آخر تحديث: 29/04/2020 الساعة: 20:28 )
كورونا يخفض هجمات الاحتلال على المدارس

رام الله- معا- تضاعفت الهجمات بالغاز المسيل للدموع في مدارس الضفة الغربية المحتلة وحولها خلال عام واحد فقط، تاركة الأطفال في حالة من القلق والتوتر؛ ولكن منذ بدء تفشي فيروس كورونا وما أعقب ذلك من إغلاق للمدارس، انخفضت هذه الهجمات إلى الصفر، وهي حالة لا بد من الإبقاء عليها بعد انتهاء الوباء.

وكشف البحث الذي أجرته SavetheChildren أن أكثر أنواع الهجمات شيوعا، بحسب ما أفاد طلبة الضفة الغربية، هي الغاز المسيل للدموع والغارات العسكرية. وسلّطت نتائج البحث الذي استطلع آراء أكثر من 400طفل من أكثر المجتمعات تضرراً في الضفة الغربية الضوء على ما يلي:

  • ذكر ثلاثة أرباع الطلبة أن مدارسهم تعرضت للهجوم، حتى أن هذه النسبة تصل إلى 93% في نابلس وحدها.
  • يخشى ثلاثة أرباع الأطفال من مصادفتهم للجنود أو المستوطنين في طريقهم إلى المدرسة أو عند عودتهم منها، خوفًا من تعرضهم للإساءة اللفظية أو التهديد بالغاز المسيل للدموع، فضلاً عن الاعتداء الجسدي.
  • لا يشعر ربع الطلبة بالأمان في المدرسة، ويعاني الكثيرون من التوتر والقلق الذي أدى إلى تداعيات بدنية، منها الرعشة اللاإرادية والإغماء وفقدان الثقة بالنفس واليأس.
  • تحدث ثلاثة أرباع الأطفال تقريبًا عن صعوبات في التركيز في الدراسة بسبب المشكلات التي يواجهونها دائمًا؛ وقال 80% منهم إن "الخوف" هو السبب الرئيسي الذي يجعل من أداء الواجبات المدرسية أمرًا صعبًا.

ولكن منذ إغلاق المدارس مطلع مارس/آذار في إطار إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا، لم يتم تسجيل أي انتهاكات تهدد تعليم الأطفال، بخلاف ما سجِّل في مارس/آذار2019، حيث وقعت 47حادثة ذات صلة بالتعليم، منها تسعة حوادث إطلاق للغاز المسيل للدموع على المدارس والطلبة، ومضاعفة استخدامه مقارنة بعام2018.

ولا تنسى ريما، 13عاما، حادثة مماثلة تعرضت لها في مدرستها في بيتلحم، وتقول: "بدأت بعض الطالبات بالبكاء، واختنقت أخريات عندما ألقى الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع، وفقدنا القدرة على التنفس، بسبب القنابل والخوف والرعب. أذكر أننا شممنا رائحة الغاز وشعرنا بعيوننا تحترق، ولم تكن لدينا المعدات اللازمة لمساعدة أنفسنا، لقد كان الأمر مؤلمًا ومخيفًا."

وقال فارع، 12عاما، من الخليل: "هاجم الجنود مدرستي ثلاث أو أربع مرات العام الماضي، وألقوا قنابل الغاز المسيل للدموع وأطلقوا الذخيرة الحية، وفقد بعض الطلاب والمعلمين القدرة على التنفس، وجاءت سيارة الإسعاف، وعدنا جميعًا إلى منازلنا."

ومن الجدير ذكره أن قنابل الغاز المسيل للدموع تؤدي إلى التهاب وتهيّج وتلف في الرئتين على المدى القريب والمتوسط على الأقل؛ وحيث ثبت أن فيروس كورونا قاتل لمن يعانون من أمراض والتهابات وأضرار في الرئتين، ورغم أن المؤشرات تدل على أن كوفيد-19 أقل خطراً على الأطفال مقارنة بالكبار، إلا أن إنقاذ الطفل SavetheChildren تخشى أن يكون التعرض المستمر لقنابل الغاز عامل خطر على هؤلاءالأطفال.

وفي هذا السياق، قال جيرمي ستونر، المدير الإقليمي للمؤسسة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية: "ما يزال حق الأطفال الفلسطينيين في التعليم مقوّضًا منذ فترة طويلة، ومن غير المعقول أن يكون الوباء العالمي هو السبيل إلى النجاة من هذه المحنة المرعبة والمضرة التي يتعرضون لها بسبب قنابل الغاز عندما يحاولون الحصول على حقهم في التعليم، ناهيك عن الخوف الذي يشعرون به عند رؤية الجنود الإسرائيليين يتربصون بهم حول المدرسة. واليوم، أتيحت لأطراف النزاع فرصة نادرة لإعادة ضبط الأوضاع وضمان أن يحظى الطلبة الفلسطينيون بحقهم في التعليم في مدارس آمنة، بعيدة عن العنف والخوف والقلق."

"وذكر أطفال الضفة الغربية بوضوح تام أنه رغم نشأتهم في مكان لا يعرفون فيه سوى الصراع والاحتلال، إلا أنهم يصرّون على حقهم في التعليم الذي يتساوون فيه مع باقي أطفال العالم، وليس لأحدهم أن يحرمهم هذا الحق."

وتتوجه انقاذ الطفل SavetheChildren بطلب إلى حكومة إسرائيل لتتخذ إجراءات عاجلة تضمن حماية حق الأطفال في التعليم الآمن، بما يفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وأن توقف استخدام الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية ضد الأطفال، داخل مدارسهم وحولها وفي المناطق المكتظة بالسكان، بشكل دائم؛ كما يتعين على الأطراف كافة مضاعفة جهودها لإيجاد حلول دائمة لسلام دائم.