القدس- معا-منذ عدة أيام غاب المسحراتي عرين زعانين وعباراته الشهيرة، التي يتردد صداها في شوارع حي واد الجوز :"يا نايم وحّد الدايم..قوموا على سحوركم..رمضان كريم شهر الرحمة والغفران"، وذلك بعد تهديده بالاعتقال وفرض الغرامة المالية عليه في حال الخروج لتسحير الأهالي.
ملاحقات وتهديدات متواصلة يتعرض لها الشاب عرين زعازنين منذ عدة سنوات، قبل وخلال شهر رمضان، فيحرمه الاحتلال من ممارسة المهمّة التراثية التي أحبها ويحرم أهالي حي واد الجوز من صوته وإطلالته الرمضانية.
وقال الشاب عرين زعانين في لقاء معه :"معظم الأهالي بكونوا صاحين موعد السحور، لكن المسحراتي يعتبر جزء من التراث الفلسطيني العربي وعلينا أن نرسخه في الأجيال القادمة، فما أجمل الأطفال عندما يسألون والدهم "من هذا ولماذا يقوم بالدق على الطبل ثم يحفظ العبارات ويرددها".
وقد بدأ زعانين مهمة التسحير في حي واد الجوز قبل 7 سنوات –وكان عمره 16 عاماً-، مستخدما "البربيج والتنكة"، وبتشجيع من أهالي منطقته بدأ يوسع أماكن التسحير في الحي.
بالزي الفلسطيني الأصيل (سروال وطربوش) وعلى الطبل المصنوع من الخشب والجلد، يتنقل بين حارات الحي، ولعل ذلك لم يرق للاحتلال، حيث قام بالاتصال به قبل عدة أيام وهدده بالاعتقال والغرامة في حال خروجه مجددا للتسحير.
وقال زعانين :"ليست المرة الأولى التي اتعرض فيها للمضايقة من قبل قوات الاحتلال خلال الشهر الفضيل، فقبل عامين في بداية رمضان تعرضت للحبس وحولت للاقامة الجبرية، ومنعت من التسحير وتزين الحي، وفي عام 2014 تعرضت لمحاولة دهس من قبل المستوطنين، فالاحتلال يحاول طمس أي تراث واي عادات فلسطينية".
وأضاف زعانين :"قررت هذا العام أن أخرج واسحر الناس لاشعارهم بأجواء رمضانية بسيطة، فهذا العام جاء رمضان مختلفاً بسبب فيروس كورونا، فالمساجد مغلقة وهناك شبه منع تجوال في معظم أنحاء المدينة، ورأيت من واجبي أن أقوم بالتسحير في هذه الاوقات الصعبة".
منذ عدة سنوات لم تعد أي فعالية ثقافية أو اجتماعية تجري بالقدس تمر دون منع أو إغلاق، ولم يعد أي شخص ينظم أو يرتب لأي فعالية أو نشاط يفلت من الإعتقال أو التهديد من قبل الاحتلال، حتى المسحراتي لم يرُق لهم صوته.