تكية خاصكي سلطان - عطاء مضاعف في ظل الكورونا

القدس- تقرير معا- بموقعها القريب من المسجد الأقصى المبارك وتاريخها الذي يناهز الـ450 عاما تفوح رائحة الطعام الساخن ممزوجة بعبق التاريخ الإسلامي المقدسي، من تكية خاصكي سلطان بالبلدة القديمة من القدس.

وتقدم وجباتها الساخنة للمحتاجين وعابري السبيل من كافة المناطق الفلسطينية والقدس، حيث تقدم الوجبات طوال أيام العام وتضاعف خلال شهر رمضان، إضافة إلى تقديمها الشوربة المحضرة من القمح على مدار العام.

أُنشأت تكية خاصكي سلطان "روكسيلانا" زوجة السلطان سليمان القانوني وأوقفتها عام 960 هجري/ 1552 ميلادي في مدينة القدس، وتقع على بعد ٥٠ مترا عن باب الناظر في بناء أقيم على الطراز المملوكي.

طاقم التكية المؤلف من طباخين ومساعدين، يبدأون عملهم منذ ساعات الصباح الأولى في رمضان، لتجهيز الوجبات كاملة عند الساعة العاشرة صباحا، ليبدأ توزيعها بوقت مبكر خاصة بسبب القيود على الحركة والأوضاع التي تعيشها المنطقة بسبب فيروس كورونا.

وأوضح طباخ التكية سمير جابر لوكالة معا انه والطاقم يقومون يوميا في شهر رمضان بإعداد وجبات كاملة ومتنوعة وتقدم لكل شخص يقصد التكية، ويأتي إليها المسلم والمسيحي.

وقال جابر :"يوميا يتم توزيع الوجبات لحوالي 150 عائلة من مدينة القدس كالبلدة القديمة، سلوان، الطور، مخيم شعفاط، العيسوية ، بيت حنينا وغيرها من البلدات والأحياء والقرى المقدسية".

وأضاف الطباخ جابر انه يقوم بوضع برنامج مسبق، لتكون الوجبات المقدمة للعائلات متنوعة في هذا الشهر الفضيل، حيث تتنوع الوجبات بين لحم الخروف والدجاج والعجل، وكذلك الخضار "ملوخية فاصولياء باميا..، ولبن جميد.

وأضاف جابر :"انه وبعد الانتهاء من الطهي وتوزيع الطعام للعائلات، يتم الطهي وإرسال وجبات الإفطار لحراس المسجد الاقصى في رمضان، حيث تقدم بين 60-70 وجبة لهم".

وأوضح جابر أن التوافد على التكية ازداد هذا العام، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتعطيل حياة وعمل الأهالي مع انتشار وباء كورونا، ومنهم من يأتي بشكل يومي إلي التكية لأخذ الطعام.

وأكد جابر ان التكية تعمل على مدار العام من يوم الأحد حتى الخميس، بينما تعمل بشكل يومي في شهر رمضان، بتعليمات وقرارات من قبل مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، حيث تقوم الأوقاف بتمويل عمل التكية من ميزانيتها ومن أهل الخير لضمان عملها لمساعدة الفقراء والمحتاجين في المدينة.

وعن مبنى التكية أوضح الطباخ جابر ان المبنى احتوى سابقا على المطبخ وبيوت وغرف سكن لزائري مدينة القدس، بينما اليوم حول الى مدرسة دار الايتام الاسلامية.